
ضد الانكسار
أمل أحمد تبيدي
العجز الذي تعاني منه الميزانية مطالب المواطن بسد نسبة كبيرة منه والمؤسف رغم هذا العجز تتمتع الحكومة بامتيازات وإعفاءات لفئات محدودة .. هذا يعتبر نوع من التهرب الضريبي الذي يحدث احيانا بصورة مباشرة او غير مباشرة فى الدول التى تختل فيها كافة الموازين وخاصة ميزان العدالة.
أصحاب الدخل المحدود والذين يمتلكون متاجر صغيرة يدفعون الضرائب كاملة لاتراعي الدولة الوضع الاقتصادي المنهار الذي ينعكس على التجار وتصاب الأسواق بركود وشلل شبه تام قالها احد التجار (لقد طفح الكيل) فعلا طفح…
عندما تتوقف عجلة الإنتاج وتعتمد الحكومة على المواطن عبر الضرائب وفرض الرسوم اتذكر ما كتبه المفكر أبن خلدون فى مقدمته الشهيرة (معدلات الضرائب المرتفعة تقتل الحافز على العمل).. وصل مرحلة كشف فيها ان فرضها سيؤدي إلى انهيار الدولة .. أشار إلى الإنفاق الحكومي المتزايد يؤدي إلى فرض ضرائب المرتفعة هي كارثة توقف عجلة الإنتاج وتشل حركة البيع والشراء. وينهار الاقتصاد تماما ..
الترف الحكومي ظلم وارتفاع نسبة الضرائب نوع من الظلم والظلم مؤذن بخراب العمران كما قال أبن خلدون ..
القضية تفرض ضرائب ورسوم متعددة والشوارع حفر وبرك والمدارس منهارة والصحة تفتقد المعونات .. الخ .اين تذهب تلك الأموال؟ وعلى من تصرف؟ والمواطن يفتقد أدنى مقومات الحياة …
قمة الفساد أن يمارس الحاكم التجارة او يقوم باحتكار النشاط الاقتصادي والتحكم فى مفاصله قال أبن خلدون (تجارة السلطان مضرة بالرعايا ومفسدة للجباية) وتشكل بذلك منظومة فساد كبرى … محصنة بالسلاح والاذرع الأمنية لا تحاسب ولا تفرض عليها ضرائب … لذلك يصبح الفساد والاستبداد توأمان … تصبح الهيمنة السياسية والاقتصادية قضية كبرى لأنها تؤدي إلى الانهيار السياسي والاقتصادي…
إغلاق كثير من المتاجر فى بعض مدن البلاد وخاصة فى الدويم وكوستى و كنانة احتجاجا على الضرائب والجبايات يشير إلى أن الوضع متآزم …
ليس الإضراب الوحيد …
هناك من أغلق دون رجعة …
ما أبشع الوطن عندما يفتقد الأمن والأمان ويقتل المواطن فى الطرقات و تجبره الحكومة على الهجرة …
حب السلطة جعلهم لايدرون معاناة المواطن المطحون ولا يعترفون بفشلهم ولا يقدمون استقالاتهم …
وطن فى مهب عواصف الفوضى وغياب الأمن وقمع العسكر وتهديد المليشيات وضعف الساسة …
وطن بدون وجيع
&أنا لا أغالط روحي ولا أتملق أحداً , الفقراء هم الذين يموتون وهم الذين يعانون معاناة المناضل الحقيقي.
تشي جيفارا
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
