لماذا لم تعلن حركات دارفور أنها تنازلت عن كل حقوق الضحايا في اتفاق جوبا؟!

من الآخر
أسماء جمعة
هذه الأيام، هناك حرب قوية يشنها أهل دارفور على اتفاق جوبا، أو كما يحلو لهم تسميته (اتفاق الفئة الضالة ولعنة جوبا). والحق يقال، هو فعلاً لعنة، ولا يمكن أن يكون عملاً لفئة قاصدة إطلاقاً. هذه الحرب لم تنبع من فراغ، وإنما لأن الأيام كشفت أن الاتفاق تكلفته أغلى من تكلفة الحرب نفسها. هو في الحقيقة ليس اتفاقاً، وإنما صفقة بين العسكر والحركات تمت بعيداً عن الأنظار (تحت الطاولة)، تختلف تماماً عن الاتفاق الذي وقع فوق (الطاولة)، والذي تم تعطيله بالانقلاب لصالح الصفقة.

منذ أن تم التوقيع على الاتفاق كنت أبحث عن حقيقة هذه الصفقة، وما تحتوي عليه من تنازلات قيل إنها غالية ولكنها لم تخرج للعلن. لم أجد إجابة من مصدر موثوق به، كل ما كان يقال عبارة عن إشارات غير واضحة، إلى أن قرأت مقالاً مهماً جداً كتبه مولانا عبد الرحمن دوسة كشف السر الخطير، ودوسة رجل قضاء وقانون مشهود له، لا أشك في صحة المعلومات التي كشفها، ولم تعترف بها الحركات التي اعتبرت أهل دارفور قطيعاً مصيره بيدها.
مولانا دوسة قال نصاً: “إن الحركات فارقت المنطق، وتفاوضت مع الطرف الذى يملك فائض القوة، فانتهز العسكر فائض الضعف الذي تملكه الحركات، وفرضوا عليهم -من تحت الطاولة- تنازلات قاسية ومؤلمة تمثلت في لاءات خمس، هي: لا عدالة انتقالية أو محاسبة، لا تعويضات فردية ولا جماعية، لا عودة للنازحين واللاجئين، لا حديث عن الحواكير والمستوطنين الجدد، لا حكومة مدنية أو ديمقراطية. في مقابل هذه التنازلات، منح العسكر الحركات مناصب وإغراءات سخية يسيل لها اللعاب، وهو عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، علماً بأنها عطاءات يمكن إلغاؤها في أي وقت وبجرة قلم من العسكر، لأنها بدون ضمانات شعبية”. انتهى.
باختصار، الحركات بدلاً من أن تأتي لأهل دارفور بالحقوق التي كانت تدعي أنها حملت السلاح من أجلها، سعت بنفسها إلى توريطهم في مظالم أكبر بكثير مقابل مكاسب شخصية. فقد تنازلت للعسكر عن حقوق أخرى فرضها واقع الحرب، وبدونها لا يتحقق السلام والتنمية ولا شيء مما يحلم به الضحايا، لذلك نقول لأهل دارفور: اصحوا وتحركوا من أجل استرداد ما تنازلت الحركات عنه دون وجه حق.
الحركات ضحت بأهل دارفور مرتين: الأولى حين ادعت أنها خرجت من أجل رفع التهميش، وفي النهاية قامت بحرق دارفور كلها. والثانية حين رفضت أن تكون مع الثورة واختارت أن تعود (متآمرة) مع العسكر، رغم أنهم هم نفس الناس الذين ارتكبوا المجازر والإبادة في دارفور، وتنازلت لهم عن حقوق أخلاقياً لا يجوز التنازل عنها. هذا يؤكد ما كنا نقوله دائماً بأن حركات دارفور لم يكن هدفها إنقاذ أهل دارفور من التهميش بقدر ما همها المناصب والثروة والإفلات من العقاب، فهي أيضاً ارتكبت الكثير من الجرائم وتخاف من العدالة التي تتاجر بها، لذلك اختارت أن تركب مع العسكر في مركب واحد.
السؤال: لماذا لم تعلن حركات دارفور للجميع عن أنها تنازلت عن كل حقوق الضحايا في صفقة جوبا؟! أليست هذه خيانة؟!
عموماً، إن لم يقف أهل دارفور اليوم ضد صفقة جوبا هذه، فقد تقوم الحركات بتوريطهم في صفقة
تنازلات أخرى أكبر تسمح بما هو أسوأ. وحقيقة أثبتت الحركات أنها فئة ضالة بالفعل، ولن تقود الناس إلا إلى هلاك المحقق. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
الديمقراطي
ولماذا لم تعلن قحط ٤ طويلة انها تنازلت عن دماء شهداء القيادة العامة؟
ياخ دا كلام تافه…و لا ازيد.