من جعلكم اوصياء علينا

محمد حسن شوربجي
متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا…
فلقد ظللت اعزف كثيرا عن تدوين هموم الوطن في مدونتي بسبب الاحداث التي تتلاحق سراعا وقد جعلتني ارفع حاجب الدهشة عاليا…
ولعل ما جعلني اكثر كثيرا من هذا العزوف ما يحدث الآن في الشارع من انحطاط فكري …
فكم آلمني ما يحدث من بعض الكتاب وإلاعلاميون والمثقفون والنخب وهم يلهثون وراء الانقلاب والانقلابيين بحثا عن مجد ومنفذ ينفذون من خلاله لمصلحة او كسب…
وآخرون منهم وللأسف يدافعون عن القاتل عيانا بيانا بل ويستهزءون في منابرهم الملعونة بشهدائنا الكرام…
وهذا ما جعل بلادنا تغرق كثيرا في حياة الفوضي واللا دولة…
فعن أي وطنية يا سادة تحدثوننا في منابركم وانتم نخب لعينة تعمل منذ الاستقلال فيما بينكم تحت التربيزة…
فمع كل صباح تتبدل مواقفكم…
حتي اصبح من كنا نظنهم ملائكة جالسون مع الانقلاب سرا…
ومرة مع طيب الجد واخري في كدباس…
رغم علمهم ان اقصي اماني هذا الشعب مدنية وحرية تخلصه من قيود عبودية الافراد…
وسلام ينعم به من حروب الوطن…
وعدالة مجتمعية وقضائية تحاسب كل السراق والقتلة…
ولقمة عيش تسد رمقه…
وشربة ماء تبل عروقه…
وقنينة دواء تخفف ألامه…
ولمبة تضيي له ظلام ليله الدامس…
وحاشا أن يطالبكم هذا المواطن المسكين بما هو اكثر من ذلك …
أو أن ينازعكم وسعادتكم الدنيوية التي تنعمون بها على حساب آلامه وعذاباته اليومية…
والقهر الذي خلفتموه له عبر السنين…
لكن أن يصل الحد في الجرم والقبح والفجور بمنعكم السبيل لرفاهيته وقطع الماء والطعام والدواء عنه …
وان تسوقوا اليه القتلة والمجرمون 9 طويلة ليؤرقوا مضجعه…
وان تدعوا أن لكم الشرعية والوصاية في حكمه…
فهذا ما لا نرضاه ايها السفلة…
وان كنا لا ندري من فوضكم…
ومن منحكم تلك الوصاية…
فلا نريد ايها الانقلابي استعراضاََ للعضلات…
لأن الشعب بات يعي كل تلك الحركات…
ولم تعد تنطلي عليه كل تلك الشطحات…
فإعتقلوا من شئتم وانكروا…
واقتلوا من شئتم وانكروا…
وحاسبوه بالجرم من شئتم وانكروا…
ولا تحاكموا المجرمون الحقيقيون…
نطالبكم يا من أغرقتمونا بالعار والذل والنكبات
أن تبيدونا نحن شعب السودان إن كنتم رجال دولة وسياسات…
هيا أرونا وطنيتكم يا من قهرتم فينا الذات…
أين الشرفاء من جنودنا
والعصابات والمليشيات تعيث في الارض الفساد…
ارونا وطنيتكم فالوطن يتمزق…
ارونا وطنيتكم فالوطن يعاني…
اخرجوه من فقره…
اعيدوا اليه كل الشركات الامنية التي تحتكرونها 82٪ …
كفاكم دمارا للوطن 52 عاما…
أعطني حريتي أطلق يديَّ .. إنني أعطيت ما استبقيت شيئا…
آه من قيدك أدمى معصمي .. لم أبقيه وما أبقى علي…