مقالات سياسية

وجدي صالح (متهم هارب) أخطر على (الكيزان) من (مقرر) لجنة التفكيك!

محمد عبد الماجد

(1)
       كلما تكالبوا على هذه الثورة المجيدة وتآمروا عليها وقام ليهم (ريش) ، وظنوا انهم سوف يقعدوها، ويعودوا من جديد وقد عاد بعضهم بالفعل بنفس ملامح العهد البائد (ما لدنيا قد عملنا) ، اكدت لنا ثورة ديسمبر المجيدة انها ثورة منتصرة وقادرة وظافرة بإذن الله ،وإنها ثورة خلقت لتمشى ملكاً، وان كل المحاولات التى تتم من اجل اجهاضها هي محاولات (بائسة) تدفعها الى الامام.. لا تكسر شوكتها ولا تجعل همتها تهمد، بل تجعلها اكثر اشتعالاً.
       لا نخشى على هذه الثورة إلّا من بعض ابنائها الذين تخيلوا انهم يمكن ان يحصدوا قبل ان يزرعوا وهم في حضرة هذه الثورة المدهشة… اغراهم نجاح الثورة بذلك.
       الذين لن يفهموا الدرس .. يمكن ان يعاد الدرس عليهم مرة ثانية .. ولكن الدرس في المرة الثانية سوف يكون اقسى.
       الذين لم يستوعبوا بعد– عليهم تحمل تبعات ذلك، الامر محسوب عليهم.
       هذه الثورة تستمد استمراريتها وبطولاتها من القمع والوجع والحرب التى تواجهها.
       حتى الاحباط والفشل سوف يزيد هذه الثورة قوة اكبر للعودة والنجاح والانتصار والعبور.
       انتم من سوف تدفعون ثمن (تسقط ثالث) وانتم الذين سوف تسددون فواتير (اعادة) النور .. الثورة الآن تختبر في ابنائها وتمتحن قدراتهم .. سوف يسقط كثيرون ولكن سوف تمضى الثورة وتصل الى اهدافها بأولي العزم من ابنائها.
       كثيرون كنا نظنهم ثوّاراً فاتضح لنا مع الايام ان الذي اتى بهم الى ميادين الثورة وسوحها خوفهم منها وارتعادهم من غضب الشارع ، فهم من وزن (الفلين) الرياح تدفع بهم من غير ارادتهم الى المقدمة.
(2)
       ثورة ديسمبر المجيدة تغلبت على الرصاص والغاز المسيل للدموع والزبادي المسموم والاعتقالات والقبلية والمحسوبية وانتصرت على بيوت الاشباح وشعارات الدين التى لا يعملون بها.. قدمت ثورة ديسمبر المجيدة فلذات كبد ابناء هذا الشعب ولم تبخل على الحربة والسلام والعدالة بالأرواح والأبدان والأفئدة.. اذا تغلبت الثورة على كل هذه الصعاب بما في ذلك مليشيات النظام البائد وكتائب ظله ومجزرة فض الاعتصام (وحدث ما حدث) هل تعجز أن تنتصر على محاولات بائسة اشبه بالفاصل الاخير في مسرحية (نقابة المنتحرين)؟
       لقد بدأ الشعب السوداني النضال ضدهم منذ ان كانوا في الرحم (حركة)… وانتصرنا وهم على رأسهم نافع علي نافع وصلاح قوش بكل بطشه وجبروته الى ان وصلوا الى منحدر نزلنا فيه الى  حسن اسماعيل وروضة الحاج.. حاربناهم من (فلترق كل الدماء) الى (جاء اسماعيل يبدو بسمة في شفتيه) – بدلوا سياساتهم وحلفائهم ووجوههم وجلدوهم وألسنتهم من (امريكا روسيا قد دنا عذابها الى (الحوار الوطني والوثبة والوفاق) وارتموا في حضن روسيا التى (دنا عذابها) ليشاهد فيها الرئيس المخلوع نهائيات كأس العالم وينسون (العذاب) ثم يعودون في النهاية الى (فلترق كل الدماء) من جديد ويفشلون في كل هذه المراحل التى تبدلوا فيها من (كل شيء لله) الى (رئيس تاجر عملة) – ومن القسوة الى اللين – تغيروا وفعلوا كل شيء من اجل ان يبقوا في السلطة – تنكروا على بعضهم البعض وأطاحوا حتى بشيخهم وكبيرهم الذي علمهم (الفكر) في سبيل (الكرسي) وهم الذين كانوا يقولون (ما لدنيا قد عملنا) ليسقطوا في كل مرحلة ويمضوا الى زوال غير مأسوف عليهم بعد كل مرحلة يفكروا فيها بالعودة من جديد.
       انهم يكررون نهاياتهم المؤسفة – اما البدايات فقد اضحت محفوظة للجميع.
       الذين واجهوا المليشيات بصدور عارية لن يعجزوا عن مواجهة كتائب الظل ومن انتصر على الذخيرة الحية قادر على الانتصار على الذخيرة (الفالصو).
       ومن هزم سلطة استمرت ثلاثين عاماً وتوغلت في المجتمع بالرصاص والقمع والكبت والتكميم في جانب (الترهيب) وقدمت المال والمنح والوظائف في جانب (الترغيب) قادر على ان ينتصر على سلطة لم تكمل العام بعد وهي تحمل نفس الجينات التى اودت بحياة السلطة البائدة، ويقول رئيسها (البلد ما فيها حكومة).
       ماذا تنتظرون بعد ذلك؟
(3)
       اذا كان هناك من يعمل على تقويض النظام وتعريض استقرار البلاد وأمنها للخطر فان الذين يقومون بذلك ليس هم ود الفكي ولا وجدي صالح وإنما هم الذين يجلسون على مقاعد السلطة الآن.
       التفلتات الامنية امر طبيعي في عاصمة يوجد فيها (10) جيوش (كل جيش شايت في اتجاه) ويقول الرئيس الذي يسأل عن الأمن والاستقرار (البلد ما فيها حكومة).
       على الحكومة ان تعرف ان الخطر الحقيقي يأتي لها من جبريل ابراهيم ومن مبارك اردول والناظر ترك – ومن تلك السياسات العرجاء التى تورد البلاد الى غياهب الضياع.
       لا يوجد في العالم (شعب) يمكن ان يشكل خطورة على (وطنه)… الخطورة تأتي دائماً من (الحكومات).. الشعوب لا تطلب إلّا بالسلام والعدالة والحرية وكل هذه الامور تقدم الاوطان وترفع من مقامها.
(4)
       طالب وكيل النيابة الأعلى بقطاع الخرطوم، عثمان أحمد إدريس، وجدي صالح عبده خليل، بتسليم نفسه لأقرب قسم”نقطة” شرطة في مدّة لا تتجاوز الأسبوع. وقال وكيل النيابة الأعلى عثمان أحمد إدريس،”عملاً بالسلطات المخوّلة لي بموجب المادة 78 من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991، وبناءً على الدعوى الجنائية رقم 4262 للعام 2022 المادة 177 القانون الجنائي، وبناءً على ما توّفر لديّ من معلومات مما حمّلني على الاعتقاد بأنّه وبعد صدور أمر القبض في مواجهتك قد هربت أو أخفيت نفسك للحيلولة دون تنفيذ الأمر”. وتابع” بهذا أطلب منك تسليم نفسك لأقرب قسم”نقطة” شرطة في مدّة لا تتجاوز الأسبوع”.
       بعد ذلك شاهدت على مواقع التواصل الاجتماعي (فيديو) لوجدي صالح يتحدث فيه عن وجوده وحضوره الطاغي – رأيته يتحدث بذات الثقة والبهاء الذي كان يحدثنا به في مؤتمرات لجنة ازالة التمكين .. لم ينقص وجدي شيء ولم ينكسر.. بل وجدته اكثر قوة وصموداً وثورة.
       كلمات وجدي صالح وخطابه الذي كان يقوله للشعب وهو (متهم هارب) او بهذا يصفونه كان اقوى من كلماته وخطابه وهو (مقرر) للجنة ازالة التمكين.. لقد ضرب وجدي صالح فأوجع .. اجزم انهم الآن هم الذين يصرخون كما لم يصرخوا من قبل.
       (البل) الذي قام به وجدي للكيزان اقوى من (البل) الذي كان يتعرضون له منه في المؤتمرات الصحفية للجنة ازالة التمكين.
       على وجدي صالح ان يعلم ان خصومه في الماضي كانوا (الفلول) فقط –  الآن خصومه مع الفلول ، الانقلابيون وأصحاب السلطة بما في ذلك الحركات المسلحة وبعض خصومه يراهم وبعضهم لا يراه وما خفي كان (كتائب ظل).
       المعركة الآن اكثر شراسة واحتداماً. والثورة مستمرة ومنتصرة بإذن الله و 21 اكتوبر قريب.
(5)
       بغم
       الانتصارات الهزيلة لا تعنينا في شيء.
       هذه الثورة ولدت كبيرة وسوف تظل كبيرة.
       شكراً للفلول.. شكراً للانقلابيين لأنكم جعلتم انتصار ثورة ديسمبر المجيدة عزيزاً.
       لأول مرة اشاهد (متهماً هارباً) في منازلهم.. كنت اعرف ان المتهم الهارب يكون هارباً من منازلهم وليس في منازلهم!!
       الغريب ان الاعلان عن (متهم هارب) جاء في الصحف من وكيل النيابة الاعلى تحت عنوان (شخص) هارب) وهذا يعني انهم حتى كلمة (متهم) هارب التى تكتب في مثل هذه الاعلانات عجزوا ان يوجهوها له.
       ازلفت !!
       وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
الانتباهة

‫2 تعليقات

  1. كل السودانيين هاربون في منازلهم

    يُهابُ وجدي في غِمده و بيته فكيف إذا كان في لجنته سيفاً مُسْلَطا ًعلي الطواغيت سُلَّا
    لا يحوز من متاع الدنيا إلا الشرف الرفيع فليس في حقه جِنايةٌ إلا مقارعة الفُسّاد ليس إلا

    الآن الكل تقريباً في السودان يلزم داره بما فيهم
    وكيل النيابة المعني فبالنتيجة فإن كل الشعب السوداني
    بما فيهم وكيل النيابة هاربون في منازلهم.
    إذا كان وجدي صالح هارب في منزله فماذا تقول عن
    صلاح قوش وهو في مصر بل ماذا تقول عن أزلام النظام
    البائد و هم يْؤانسون قطط و كلاب الشوارع والحارات في أنقرةَ و اسطانبول .

  2. لانقول لك شيءٍ غير سلم يراعك
    وسلم جميع السودانين الشرفاء
    والذل والهوان والخسران
    لى اعداء الثورة وشعرات الثورة
    حرية سلام وعدالة
    والمدنية خير الشعب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..