عودة للتلفزيون القومي: جرائم الانقلاب ونواقض الوضوء..!!

مسألة
د. مرنضى الغالي
قبل يومين كنت أتحدث عن محنة (التلفزيون القومي) الذي قام الانقلاب بتسليمه للفلول (صرّة في خيت)..! وكنت قد حكيت عن برامجه التي لا يطل منها إلا (مناديب الفلول) وهي برامج تحرّم كلمة ثورة أو ديمقراطية أو أي حديث عن الانقلاب وعن المقاومة الشعبية أو المواكب السلمية.. وبصورة أصبح فيها مستشارو الانقلاب وخبراء ولواءات الإنقاذ (الوطنيين والاستراتيجيين) هم الضيوف المداومين على شاشته ليلاً ونهاراً.. ولا ينقصه إلا أن يُكتب عليه تلفزيون الإنقاذ وحزبها المقبور.. حزب الخزي والعار ووكر القتلة واللصوص…! ويقول لك البرهان (قاموا زيارة لي كدباس) إن اتهامنا بتأييد جماعة المؤتمر الوطني مزايدة سياسية..! عجيبة..لقد صدق الرجل (هذه المرّة)..! انتم فعلاً لا تؤيدون حزب الإنقاذ.. لأنكم انتم الإنقاذ نفسها..!!

وخلال مشاهدتي القسرية لذلك البرنامج الفلولي الذي رويت قصته لفت نظري أن الشريط الإخباري المتحرّك خلال البرنامج كانت تدور فيه عناوين خمسة إخبار.. خمسة أخبار كلها خاصة بحزب “التحرير والعدالة”..! تجري عناوين الأخبار في شاشة (تلفزيوننا القومي) باسم هذا الحزب ويتم إعادتها وتدويرها.. تجري ويتم إعادتها… فقلت لنفسي: ما هو هذا الحزب الذي ينقل عنه التلفزيون القومي خمسة أخبار كاملة (دفعة واحدة) وفي وقت واحد..؟! لا بد انه حزب خطير..! هل تدري يا صديقي ما هو هذا الحزب المحظوظ..؟! انه حزب يترأسه التيجاني السيسي.. تصوّر..! أرأيت مثل هذا الهوان وانقلاب الأحوال في بلادنا..!! هل هذا يمكن أن يحدث في كل الدنيا..؟! خمسة إخبار رئيسة في التلفزيون القومي خاصة بحزب فلولي واحد..! والمفارقة أن أحد هذه الأخبار الخمسة يقول إن هذا الحزب النكرة المشبوه سيسعى إلي تشكيل حكومة كفاءات.. إذا لم يتم التوافق بين القوى السياسية..!!
هذا هو التلفزيون القومي الذي تركوه لشراذم الفلول والمتعاونين معهم واللاهثين خلفهم والأرزقية من كل صنف ولون.. ولفقهاء ووعاظ الإنقاذ الثقلاء (المتاعيس المناحيس) ولمادحي الفلول ومذيعيهم وإعلامييهم وللعاملين في قنوات تحمل أسماء التمويه المُعتادة مثل (قناة طيبة وفضائية الفرقان ومخبز التقوى) وهي أسماء تحمل نقيض معانيها..! وتركوه لمستضافين من جامعات ومعاهد ما هي إلا أوكار للفلول والإنقاذيين مرضى العقول والنفوس عديمي المروءة أنصار الباطل.. العاطلين من كل موهبة.! لقد تركوا إدارة التلفزيون القومي للإعلاميين الإمّعات.. فماذا تنتظر يا صاحبي غير هذا..!!
ما يجري في السودان في وادٍ..وما يجري في هذا التلفزيون في وادٍ آخر (غير ذي زرع) ليس فيه غير أشواك العضاه والحسك، ولا دليل فيه غير التيه والعماء.. والتنافس في الغباء، وليس في قيعانه غير (الوجوه السنيحة) تردّد الأكاذيب والإفك والتضليل…! هذا هو المثال الأسوأ والنموذج الأنكد الذي تحذّر منه معاهد الإعلام والاتصال عندما تتنكّر الأجهزة الإعلامية للمجريات والوقائع والحقائق.. وتقوم بتزييف الواقع وتتجاهل ما يدور في البلد الذي تعمل فيه..! الوطن يغلي ويمور والناس تموت في الشوارع.. والمستشفيات بلا دواء.. والأحياء بلا ماء ولا كهرباء.. المؤسسات منهارة والزراعة في (خبر كان) والعملة الوطنية في (رخص التبن) والمدارس معطلة والأسواق مغلقة والمليشيات تعيث فساداً في العاصمة وفي كل الأنحاء.. ومواكب الاحتجاج تملأ الشوارع والميادين.. والغلاء يعصف بالناس والإضرابات تشتعل.. ولا سيرة لأي من ذلك في تلفزيون البلاد..!! التلفزيون القومي مشغول بالاستقبالات البروتوكولية لجنرالات الانقلاب.. وبسفر مناوي إلى فرنسا (ببنطلون الجينز) وبأخبار وزير الخارجية الذي إلتقى سفير فيتنام..! ومشغول بحوارات (التظارف) الفجّة مع هلاهيل الإنقاذ.. وبالبرامج الدينية التي تردد ما هو معروف من (نواقض الوضوء) ومشغول بمكوّنات طبق اليوم وكيفية إعداد البشملي بالمسطردة.. وبأخبار مشاركة قادة الانقلاب في تنصيب الرئيس الانتقالي لجمهورية تشاد…!!
من أجل صحتكم لا تشاهدوا يا أهلنا التلفزيون القومي (بالله عليكم)…اتركوه لإبراهيم البزعي ومديره الجديد جابر مردس… الله لا كسّب الإنقاذ…!
يا استاذ ملاتضي لو لاحظت ان كل المسؤلين الكبار في التلفزيون هم من دولة دارفور او داركوز لان الدارفوريين كيزان بالفطرة
ناس الهامش بيجوا يصنعوا من بعض ابناء الجلابة دكتاتوريين ويدعموهم ويحموهم ويشاركوهم في كل الجرائم والخراب وبعدين يجوا يشيلوا كوووووووووول دا ويختوه في المواطن الشمالي ويقعدوا يقولو الجلابة كتلونا الجلابة عنصريين و و و الخ
لا حل الا بفك الارتباط المصنوع بيننا وبين دولة دارفور في يوم الاثنين 1 يناير 1917م
الانفصال وفك الارتباط سمح