مقالات وآراء سياسية

التسوية لا جدوى منها .. سلم حكم مدني  بس !

إن فوكس

نجيب عبدالرحيم

بعد أن فشل إنقلاب الجنرال الإنقلابي عبدالفتاح البرهان هل حان الوقت لتسوية الأزمة السياسية الراهنة والبدء في تلبية  مطالب الشعب السوداني الأبي القوي الصامد.
نعم فشل الإنقلاب ب(بإتفاق الشيخين) الذي ورائه فلول النظام المباد والمتأسلمين و(حركات الكفاح المصلح) وتجار الدين ونبيح الأرزقية والمهرجين والعطالة والمرافيد الإستطراطيجيين وفشلت كل الحاضنات التي كان يعتقد أنها ستشرعن إنقلابة حاضنة الموز  لم ينجح أحد مبادرة الجد  كانت مسرحية هزلية وكانت أخر أوراق الإنقلابيين  حتى سفر الجنرال الإنقلابي إلى العاصمة البريطانية لندن، للمشاركة في مراسم جنازة الملكة إليزابيث الثانية وأخيراً  السفر إلى نيويورك ومشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت أخر الأوراق .. ما قلنا  ليك الحكم  طريقو قاسي من أولو .. وقع ليك.
الوضع الهش في البلاد وغلاء المعيشة والتوترات والإنفلات الأمني غير المسبوق حتماً سيؤدي إلى تصعيد العنف الطائفي الذي قد يجر  البلاد إلى حرب أهلية ويقود إلى تقسيم السودان ويمكن أن تُشعل العنف بين المليشيات المسلحة الموجودة في العاصمة الخرطوم أكثر من الأزمة التي تشهدها البلاد.
الجنرال برهان  يجب أن تعرف أن عسكرة المؤسسات المدنية  والتحالف مع أعداء الثورة لن  يضمن لكم البقاء في السلطة فالشعب السودان يعيش في جحيم لا يطاق  وليس لديه  شيء يخسره لا أمن ولا أكل وشرب والأسواق مغلقة بسبب الضرائب الباهظة والخزينة مصفرة والبلاد معزولة دولياً  وبرامج المساعدات الخارجية توقفت وتوقف كل شيء  وأصبح السودان مهدد بمجاعة حسب التقييم الشامل للأمن الغذائي وهشاشة الأوضاع (CFSVA) الصادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة  يوجد في السودان  أكثر من خمسة عشر مليون شخص ثلث السكان يواجهون حالياً  انعداماً حاداً في الأمن الغذائي أضف إلى ذلك البنية  التحتية المهترئة في الخريف  أشبه ب (أم المعارك)  والمواطن مضطراً أن يخوضها من أجل البقاء على اليابسة .. وثالثة ورابعة وخامسة الأثافي وزير ماليتك الكارثة فكي جبريل يريد ان يقفز فوق الاحداث فذهب لاجتماعات البنك الدولي بواشنطن  ليخترق موقف المجتمع الدولي  وعاد بخفي حنين لم يجن غير السخرية وكان بهم يقولوا له ألعب بعيد ولم يجد مسؤول واحد يرد عليه السلام مكان إقامته هو والوفد المرافق له غير (الردم) والبل من الكنداكة الديسمبرية المناضلة الدكتورة زينة علي انه الغباء يا برهان الغباء والمكابرة والرهان الخاسر وأموال الدولة التي تعاني من أزمة إقتصادية تهدر في سفريات عبثية.
التسوية التي تقودها اللجنة  الثلاثية لم نعرف تفاصيلها  البعض يعتبرها ضوء أخر النفق ولكن في ضوء التحديات التي تواجهنا إتفاقية سلام محطة جوبا التجارية JCS أو (مسمار جحا) لاسيما أن الحركات تعتبر المساس باتفاقية السلام  المثقوبة خطاً أحمراً لأنهم  ارتكبوا خطيئة وطنية وأخلاقية لا تغتفر وفقدوا كل شيء بانحيازهم للعسكر الإنقلابيين وتشجيعهم على الإنقلاب الذي حدث وكانوا سبب رئيس في الأزمة لأن هدفهم الرئيس المناصب والثروة وخانوا ثورة ديسيمبر المجيدة التي مهدت لهم الطريق إلى دخول العاصمة الخرطوم وعجلت بتوقيع  إتفاقية السلام في محطة  جوبا من أجل  إيقاف نزيف الدم السوداني في إقليم دارفور وكل مناطق النزاع وبدأوا يصرخون عندما شعروا  أن الأزمة ربما في طريها للتسوية بدوا يصرخون ونائب حاكم دارفور المزعوم الكوز محمد عيسى عليو في خطابه أمام حشد من سكان الإقليم  يحرض على الفتنة ويلوح  بالإنفصال والكمرد مناوي قال الاتفاقيات الثنائية ستقود البلاد إلى مربع لم تدخل فيه من قبل فإن غدا لناظره قريب .. يا كمرد البلد دخلت من زمان أنفاق مظلمة ولا أحد يثق بكم ويكفي الرد الحاسم والكلام النجيض من د. صديق أحمد الغالي رئيس الهيئة المكلّف للهيئة العليا للحكم الذاتي لجنوب دارفور على خطاب الفتنة الذي أدلى به نائبك  الناظر مادبو الذي أكد على  موقف الهيئة الثابت والرافض لاتفاق جوبا المشؤوم الذي حل وبالاً على الأقاليم القارة لن يحكم بواسطة أقلية قبلية لا تتجاوز حواضنها الاجتماعية عدد دائرتين انتخابيتين وحث  جماهير دارفور في المدن والأرياف بقطع الطريق أمام المختطفين لقرارها ورأيها العام، وذلك بصد أي مشروع عنصري وعدائي يضع الإقليم في مواجهة خاسرة مع شعب السودان الكبير الموحد بإذن الله إنتهى.
أنا لست متشائماً ولكن طريق التسوية لم يكن معبداً بالورود رغم حديث الجنرال خلال مخاطبته مواطني منطقة البسابير بولاية نهر النيل حيث قال ننظر لحال البلد وهمنا أن نرى الشعب السوداني يعيش حياة مستقرة ويأمن على نفسه وهناك بشريات  وندعو للتوافق الوطني الذي يخرج البلاد إلى بر الأمان  ونرى المزايدات والكذب والتلفيق والإساءة  للمؤسسة العسكرية ولن نترك لأي حزب ولا جهة اختطاف البلاد نفس الكلام سمعناه مئات المرات والشعب السوداني يعلم من الكبير للفطيم  أن الجنرال لم يوفِ بعهد ولم يصدق في قول ولا التزم دستورا ولا قانونا ‏ولا مصلحة الوطن والشعب وكل ما يهمه البقاء في السلطة خوفاً من ملاحقة المحكمة الجنائية وفي نفس الوقت لم نعرف تفاصيل التسوية هل  سيقبل الشعب السوداني بالتسوية إذا لم يعود العسكر للثكنات وتسليم السلطة كاملة للمدنيين والقصاص للشهداء الذين سقطوا وسفكت دمائهم في الشوارع والأزقة من أجل دولة الحرية والسلام والعدالة الكرامة والعزة والمجد للسودان .. فهذه هي مطالب الثوار وغير ذلك  فالثورة مستمرة بشعارتها الثلاث لا تفاوض لا شراكة لا شرعية  ولن تتوقف حتى هزيمة الإنقلاب الذي يلفظ في أنفاسه الأخيرة وربما تحسم الأمور خلال شهر أكتوبر .
جنرال برهان قلتم نحن ملتزمون بخروج المؤسسة العسكرية من العمل السياسي والقوات المسلحة مسؤولة بنص الدستور عن حماية واستقرار البلاد وعلى المدنيين تشكيل حكومتهم المدنية من الكفاءات لاستكمال الفترة الانتقالية ولا تخضع  للمحاصصة السياسية ومتوافق عليها من كل السودانيين وهذا يضع العقدة في المنشار لأن الجنرال ترك الباب مفتوحاً  للفلول وكل أعداء الثورة المتحالف معهم  ومهمتهم الرئيسة هي إجهاض أي إتفاق  لحل الأزمة وهنا سيقول الجنرال ستتولى القوات المسلحة إستكمال الفترة الإنتقالية المتبقية ولن تسلم السلطة إلى لحكومة منتخبة وهذا يعني عودة حكومة الإنقاذ مرة ثانية .
جنرال البرهان قلتم سنحمي السودان شعبه وأرضه أمنه وفترته الانتقالية أمانة في عنق القائد العام للقوات المسلحة الأحزاب السياسية ولجان المقاومة وشباب الثورة إلى أن يتوحدوا ويتجاوزوا الخلافات، وذلك من أجل التوصل إلى صيغ وحلول عملية تراعي مصالح الدولة وشعبها أولاً وتضمد الجراح، وتداوي مكامن النزاعات والصراعات نتفق معكم تماماً في كل كلمة قلتها ولكن يجب أن تعرف الحل يكمن في عدم  تدخلكم في تشكيل الحكومة ويجب أن تعرفوا أن الشباب تروس الثورة ضحوا بأرواحهم وأطرافهم وحرياتهم وأسقطوا نظام ديكتاتوري قمعي جثم على صدورنا ثلاثين عاماً ولذا لن يقبلوا بمشاركة فلول النظام وكل أعداء الثورة ورئيس الوزراء الجديد هو الذي سيقوم بإختيار قائد الجيش ووزير الدفاع ووزير الداخلية  وغير ذلك ستكون نهاية وطن إسمه السودان.
جنرال برهان المشهد الآن لا يحتاج إلى تصوير فصورة الواقع أوضح من كل الصور  ومحفورة في الأذهان  حتى الضرير يتحسسها  ولا يحتاج إلى تحليل فالطفل الصغير والفطيم  يعي  ما يحدث ويدركه أيما إدراك .. المطلوب من الجميع عسكر ومدنيين  هو إنقاذ وطن إنقاذ أجيال تعاني وأجيال ستضيع أمة ضلت وتاهت وستضيع بين أهواء وأطماع كثيرة … الوضع لا يحتمل والتسوية التي نسمعها لا جدوى منها .. سلم .. سلم حكم مدني وبس.
التحية لكل لجان المقاومة السودانية وتحية خاصة للجان مقاومة مدني (اسود الجزيرة) الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الثورة ومكتسباتها نحن معكم أينما كنتم والدولة مدنية وإن طال السفر.
الحرية لتوباك والننه وبقية الثوار الديسمبريون .. توباك ما قاتل والننه مناضل
والي الجزيرة العاقب وثلاثي أضواء السكن واللاعب الجديد لن تفلتوا من العقاب
مسارات الوسط .. من أنتم ومن الذي فوضكم ؟
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. نعم
    كل المؤشرات الراهنة تؤكد بوضوح (اندحار) الانقلاب والانقلابيين و(انتصار) الثورة التي ما خبأت جذوتها
    أضواء النصر التي تلوح في الافق (ستضيئ) ليل الديسمبريين و ( تعشي ) انظار بني كوز و الانقلابيين

  2. التسوية لعبة مكشوفة لتبرئة الأنقلابيين قتلة الشهداء من المحاكمة
    المجلس الأعلى لقوات المسلحة هو الحاكم ومجلس الوزراء والسيادة موظفين
    حان وقت الثورة
    قوموا لثورتكم

  3. آن الأوان كي يحمل جبريل إبراهيم بقجته ويغادر غير مأسوف عليه.
    بعد فشل محاولة جبريل الحصول على قروض من البنك الدولي. لم يعد هناك ما يبرر تواجده في منصبه كوزير للمالية. والمضي في تنفيذ بنود إتفاق سلام جوبا ، الذي تم تصميمه بناء على وعود دولية مالية لحمدوك.
    وبعد أن أضاع تحالف العسكر والمليشيات و ٩ طويلة حمدوك ،؛ ضاع معه كل شيء وانفرط العقد الفريد . ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء… فالدول الغربية الأغنى لا تلدغ من جحر واحد مرتين.
    لقد ظل فكي جبرين منذ توقيع إتفاق سلام جوبا المعيب وإنقلاب ٢٥ أكتوبر الفاشل يوهم عبد الفتاح وحميدتي وعموم المكون العسكري أنه يمتلك أسرار حجاب الحصن الحصين وصكوك الغفران . واختام التأشيرات لزيارة البيت الأبيض و ١٠ داوننغ إستريت ، وقصر الشانزليزيه ، وبروكسل وعموم عواصم العالم الغربي ، وفي جيبه مفاتيح رضوان المجتمع الدولي. وأن بيده مشيئة المؤسسات والصناديق المالية العالمية التي تتحكم الولايات الأمريكية المتحدة في قراراتها بالريموت كنترول. وأن روايات الف ليلة وليلة التي يسردها بشوية إنجليزيته الصينية عن مأساة أهله في شمال إقليم دارفور ؛ كفيلة بترويجه نفسه وحركته المسلحة كضحية من ضحايا إرهاب نظام الإنقاذ الجلابي ومذابح الإسلام السياسي (البائد) في هذا الإقليم . وحيث لم يكن يدرك أن القرار الدولي يظل واضحا صريحا بأن لا تواصل إلا مع نظام مدني ديمقراطي منتخب بحرية وشفافية ونزاهة. وأن لا تسليم لمليشيات وعصابات وحركات نهب مسلحة متفلتة غير مؤهلة لإنتاج استقرار مجتمعي أهلي سلمي وحكم دولة.
    واليوم لم يعد أمام العسكر من خلاص سوى أن يحمل جبريل إبراهيم بقجته راحلا لبعيد ،
    والعودة إلى الأصل والتسليم بمرارة إلى القوى المدنية الحزبية التقليدية التي تظل وحدها هي القادرة على حكم البلاد فالحها وعاطلها وباطلها دون حاجة إلى ذبح أبناء الجلابة وإستحياء نساءهم. والتخريب المغولي وإخلاء أبراج الخرطوم من سكانها. والتهديد بإحراق القرى والحلال والمدن. وتدميرها. وغلي مياه النيل في النار وتبخيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..