مقالات وآراء

المسيح المحمدي في الأساطير والأديان القديمة والأديان الكتابية (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ

خالد الحاج عبدالمحمود

كمال الدين:

مدخل ” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ *ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ”
لابد من أن ننطلق في الحديث من الواقع.. ونبدأ هنا بالواقع من حيث الدين.. ونحن هنا نتحدث عن الدين بمعناه الواسع ، وهو معنى يشمل أديان التوحيد، وأديان التعدد.. فحديثنا عن الدين كإطار للتوجيه وموضوع العبادة ، وهذا لا يخلو منه أحد من البشر .. فالحاجة إلى الدين مودعة في جميع النفوس البشرية.. إذًا، القضية كما يقول إيرك فروم :( ليست قضية دين، أو لا دين ، وإنما هي قضية أي دين ؟ فللمؤمنين دينهم ، وللكافرين دينهم.. يقول تعالى ” قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ” .. فللكافرين دينهم ، و لمحمد صلى الله عليه وسلم دينه.. والاختلاف ليس في مبدأ الدين ، والتدين، وإنما الاختلاف في المحتوى.. يقول إيرك فروم عن تعريف الدين بمعناه العام: “إنني أفهم أن الدين بأنه: أي مذهب للفكر والعمل ، يشترك فيه جماعة ما، ويعطى الفرد إطاراً للتوجيه، وموضوعا للعبادة”.. اعتقد أن هذا تعريف بسيط وواضح ، ويمكن الإتفاق حوله.
الواقع بالنسبة للدين في الأرض هو أن الدين السائد هو دين (العلمانية).. وهو دين يقوم علي عقيدة أساسية هي (المادية).. و موضوع أساسي هو (الدنيا).. فهو يعلي من شأن المادية و الدينيوية ، وينظم كل النشاط البشري في إطارهما.. وعلى هذين البعدين يقوم إطار التوجيه فيه، وموضوع العبادة.. هذا الدين، يختلف بصورة جذرية عن دين الإسلام،
واديان التوحيد الأخرى.. الاختلاف الأساسي بين أديان (التوحيد)، والاديان الأخرى، هو في التصور الذي يقوم على التوحيد من جانب، والذي يقوم على غياب التوحيد من الجانب الآخر.. وجوهر الاختلاف بين الإثنين، يتعلق بتصور الألوهية.

الألوهية هي أصل أي دين، وكل دين.. فلا يوجد دين بدون إله.. فالمؤمنون إلاههم الله.. والكافرون إلاههم غير الله.. فالمحك الحقيقي في جميع الأديان، هو تصور الألوهية، وما يُبنى عليه من فكر، وعمل.. وهذا التصور هو الذي يحدد للفرد، إطار التوجيه، وموضوع العبادة.

منذ آدم عليه السلام، وإلى محمد صلى الله عليه وسلم، كان الناس دائما في حالة من حالتين: اما حالة (فترة) أو حالة (بعثة).. في حالة (البعثة) تكون السيادة في إطار التوجيه، وفي موضوع العبادة، هي لله.. وفي حالة (الفترة) تكون السيادة لغير الله.. وعهد البعثة يركز على الدنيا والآخرة، على أن تكون الدنيا وسيلة للآخرة.. وعهد الفترة يركز على الدنيا فقط.

أمر عهد الفترة، وعهد البعثة مأخوذ من قوله تعالى: “يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍۢ مِّنَ ٱلرُّسُلِ”.. قوله (على فترة من الرسل) تعني فترة انقطاع للرسل، وهي تسمى بالاصطلاح الدين (جاهلية).. وهي لا تعني مطلق الجهل، وإنما تعني الجهل بالله _ غياب التوحيد.. ووفق هذا التصنيف نحن الآن في فترة من انقطاع الرسل، فترة جاهلية، وقد مضى على اخر بعث ديني، وهو البعث المحمدي اربعة عشر قرنا، فيها نصل المسلمون عن دينهم، واصبحنا في جاهلية، وأصبح الدين السائد هو دين العلمانية، وهو الآخر منذ منتصف القرن العشرين بدأ في عده التنازلي، وبذلك أصبحنا في أكبر منعطف تاريخي، ننتظر عهدا جديدا.. وهذا العهد عندنا، عهد بعثة، عهد دين، هو عهد الإسلام بالذات.. فكما يقول الأستاذ محمود: الحياة لا تقف ولا ترجع، وهي تسير على رجلين، وقد قدمت الآن رجل المادة واعتمدت عليها، فلكي تواصل مسيرتها لا بد لها من تقديم رجل الروح، وهذا ما نحن بصدده.

واقع المسلمين:

الأمر الواضح بالنسبة للمسلمين هو انهم ليسوا على شيء من الدين.. فقد مضى على عهد البعثة اربعة عشر قرنا نصلوا فيها عن الدين، وادركتهم عديد نزارات المعصوم.. منها قوله: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كتداعي الاكلة على القصعة.. قالوا او من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، لكنم غثاء كغثاء السيل، لا يبالي الله بكم).. والغثاء هو ما يحمله السيل مما خف وزنه.. والوزن عند الله إنما يكون بالتوحيد، فلغياب الوزن، جاءت عبارة (لا يبالي الله بكم).. وإنما يبالي الله تعالى، بمن قلوبهم عامرة بالتوحيد، قال المعصوم: (مثقال ذرة من لا إله إلا الله أثقل من جبل أحد).. وفي حديث آخر يقول المعصوم: (لتتبعن سنن من كان من قبلكم شبرا بشبر، وذراع بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه.. قالوا: أفاليهود والنصارى؟ قال فمن!!).. فقد اتبع المسلمون اليهود والنصارى، حتى دخلوا معهم جحر المادية الخرب!! فاصبحوا مثلهم، يذهبون إلى مساجدهم، وعندما يخرجون إلى الحياة ينسون الله، ويتعاملون بغير ما أمر به.. وفي حديث ثالث يقول المعصوم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على إثنين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي).. وادركت هذه النزرارة المسلمين منذ وقت طويل، وأصبحوا متفرقين، يكفر بعضهم البعض، ويقتل بعضهم البعض.. فالإسلام اليوم غائب عند المسلمين، هذه حقيقة لا بد من توكيدها، وإلا فإنهم لن يتحركوا لبعث الدين فيهم.. وبعث الدين لا يكون إلا في مستوى الواقع الحضاري، الذي تمثله الحضارة الغربية السائدة اليوم، فهذا الواقع يفرض مستوى معين من الخطاب الديني.. فأي دعوة للتغيير، دينية كانت أو غير دينية، لا بد أن تحل مشكلات الإنسان المعاصر، وعلى رأسها مشكلة السلام وأزمة الأخلاق الطاحنة و مشكلة البيئة.. الخ..

لأول مرة في تاريخ الحضارة البشرية توحد الكوكب الأرضي جغرافيا، وأصبح الناس في أصقاعه جيرانا و لا تستقيم حياتهم إلا على قيم الجوار، فيعيشوا على قيم السلام والتكافل، وإلا فإن تطور الأسلحة الحديثة قد يؤدي إذا نشبت حرب عالمية إلى فناء الحياة!! وهذا الأمر أصبح معلوما للجميع فأصبحت المعادلة إما السلام أو فناء الحياة!! وقد فشلت الحضارة السائدة فشلا واضحا عن تحقيق السلام، يكفي أنه الآن بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا أصبح العالم مهددا في أي وقت باندلاع حرب نووية!!

فأي بديل للحضارة الغربية لا يمكن أن يكون مقبولا إلا إذا كان أفضل من هذه الحضارة بصورة واضحة، وأكفأ منها، فيحل جميع مشكلات الإنسانية المعاصرة و على رأسها مشكلة السلام.. فما هو موقف الإسلام أو المسلمين من هذا التحدي؟! هل يصلح الإسلام أن يكون بديلا للحضارة الغربية، ويتفوق عليها في حل جميع المشكلات المعاصرة ويحقق السلام على الأرض؟!

و إجابتنا نحن الجمهوريين واضحة، وهي: ان الإسلام يصلح للمهمة بصورة يعجز عنها غيره، ولكن يجب أن يكون واضحا أن الإسلام في مستوى الشريعة _المستوى الذي طبق على أمة المؤمنين في القرن السابع الميلادي _ ليس هو ما يصلح، وإنما الذي يصلح هو المستوى من الإسلام الذي عاشه النبي في خاصة نفسه، مستوى السنة، وهي تقوم على أصول القرآن.. وما يحدد الأصول والفروع هو مستوى الخطاب، فالأصول أكثر تحقيقا للتوحيد، وأكثر تحقيقا لكرامة الإنسان وحريته، وحل مشاكله الفردية والجماعة، وهي ما قام عليها عمل النبي في خاصة نفسه.. أما الفروع فهي ما تنزل لواقع الناس في القرن السابع الميلادي بعد أن عجزوا عن العمل بالأصول وهذه الفروع صلحت للقرن السابع وما يليه من القرون ولكنها لا تصلح لوقتنا الحاضر، ويكفي للتعليل على ذلك أن الفروع قامت على الوصاية: النبي الكريم وصي على الأمة والمسلمين أوصياء على غيرهم من أصحاب الأديان، والرجال أوصياء على النساء، وقتنا الحاضر هو وقت الحرية والمساواة، لا تصلح له الوصاية، وفوق ذلك كله، مستوى الشريعة يقوم على الجهاد بالسيف، وحاجة العصر تقتضي السلام.. والسلام لا يوجد، ولا يمكن أن يوجد في آيات الفروع التي كانت مطبقة في القرن السابع، فهي تقوم بصورة واضحة على الجهاد بالسيف، وهذا أمر لا خلاف حوله، أما آيات الأصول فهي تقوم على الحرية وعلى السماح، تقوم مثلا على قوله تعالى “وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ”، فحق الكفر نفسه مباح!! وأما آيات الفروع التي قام عليها التطبيق في القرن السابع فهي تقوم على الجهاد بالسيف، بالصورة المعروفة وتمثلها آية السيف و هي تقول “فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” المستوى في الخطاب بين الآيتين واضح جدا..

من يقل أن الإسلام رسالة واحدة، هي ما طبق في الشريعة، في القرن السابع الميلادي، يقول أن الإسلام دين تاريخي أدى مهمته وانتهى وليس له دور في مستقبل البشرية.

بين الإسلام والإيمان:

مشكلة المسلمين اليوم أنهم يخلطون خلطا ذريعا بين المعاني والمفاهيم، حتى ان عند الكثيرين منهم، لا فرق بين الشريعة والدين، ولا السنة والشريعة، ولا الإسلام والإيمان.. فلا بد من ضبط المعاني ضبطا دقيقا، وخصوصا بين السنة والشريعة، والإسلام والإيمان.. فالسنة هي عمل النبي الكريم في خاصة نفسه، والشريعة هي عمل الأمة، وهي تنزل للأمة إلى مستوى ما يطيقون..
أما الإسلام والإيمان فالأمر فيهما يحتاج إلى بعض التفصيل، لا مجال له هنا، يستطيع من أراد الرجوع إلى كتب الفكرة، خصوصا كتاب (الرسالة الثانية).. وما يمكن أن نقوله هنا باختصار هو أن الإسلام سلم سباعي المراحل.. يبدأ بالإسلام الأول ثم يليه الإيمان، ثم الإحسان، ثم علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين، والدرجة السابعة هي الإسلام من جديد، إلا أنه في هذه الدرجة يختلف عنه في الدرجة الأولية اختلاف مقدار.. فهو في الدرجة الأولية انقياد الظاهر فقط، وهو في الدرجة النهائية انقياد الظاهر والباطن معا.. وهو في الدرجة الأولية قول باللسان، وعمل بالجوارح، ولكنه في الدرجة النهائية انقياد واستسلام ورضا بالله في السر والعلانية.. وهو في الدرجة الأولية دون الإيمان، وإليه الاشارة بقوله تعالى عن الأعراب “قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ ءَامَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلْإِيمَٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَٰلِكُمْ شَيْـًٔا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” وهذا الإسلام يكون قبل دخول الإيمان في القلوب، ولذلك هو أقل من الإيمان.. أما الإسلام الذي هو فوق الإيمان فيشير إليه قوله تعالى مثل ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ” فبعد اتقاء الله حق تقاته يجئ الإسلام الأخير.
الإسلام مرحلة عقيدة، ومرحلة حقيقة أو علم.. أما مرحلة العقيدة فدرجاتها ثلاث هي: الإسلام والإيمان والإحسان.. أما مرحلة العلم فدرجاتها ثلاث هي: علم اليقين، وعلم عين اليقين، وعلم حق اليقين.. وكلها واردة في القرآن.. ثم تجئ بعد ذلك الدرجة السابعة وهي الإسلام الأخير .. وهذا الإسلام لم يتحقق في التاريخ إلا للأنبياء وحتى الآن لم تجئ (أمة المسلمين).

مرحلة العقيدة هي مرحلة أمة المؤمنين، وهي التي تقف عند درجة الإحسان.. يقول تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ” واضح أن عبارة (الذين آمنوا) هي اسم للأمة ولذلك سماهم الذين آمنوا ودعاهم للإيمان!!
كمال الدين:
كمال الدين الذي نتحدث عنه له عدة وجوه.. من أظهر هذه الوجوه

١/ تحقيق (أمة المسلمين).. وهذا التحقيق هو غاية الدين ، منذ أن بدأ الدين في الأرض.. فجميع رسالات السماء من آدم عليه السلام وإلى محمد صلى الله عليه وسلم، كانت تعمل لغاية واحدة وهي تحقيق الإسلام الأخير الذي تحدثنا عنه.. وهو أعلى مرحلة في الدين.. وهو يشكل المرحلة التي يكون كل التطور الديني بعدها، في إطارها ولا يمكن أن يخرج عنها إلى غيرها .فللإسلام الأخير بداية، ولكن ليست له نهاية، فالسير في مضماره سير سرمدي..
والمسلمون بهذا المعنى هم إخوان النبي، وقد سماهم كذلك في العديد من الأحاديث.. فأمة المؤمنين هم (الأصحاب) وأمة المسلمين هم (الإخوان) و واضح الفرق بين الصاحب والأخ.. وقد وصفهم المعصوم بأنهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء ويغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم من الله.. وبظهور هذه الأمة يسود الإسلام جميع الأرض ويتحقق قوله تعالى ” هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا” فيسود الإسلام في الأرض بحيث لا يكون فيها إلا مسلما.. وهذه هي الغاية التي ظل الإسلام يعمل لها منذ البداية، ولكن لم يكن من الممكن أن تتحقق إلا في وقتها “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ” ولم يكن من الممكن أن تتحقق إلا بعد مجئ رسولها صاحب القامة المعينة التي تؤهله لهذا التحقيق، بقوله تعالى:”وَلِكُلِّ أُمَّةٍۢ رَّسُولٌ ۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِىَ بَيْنَهُم بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”
وبمجئ أمة المسلمين يكمل تطبيق الدين، بعد أن كمل إنزاله في القرن السابع الميلادي ، قال تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا).
وبكمال الدين، إنزالاً وتطبيقاً، تتم النعمة (أتممت عليكم نعمتي) وهذه نهاية الخير في الأرض، وقمته التى ما عليها من مزيد.

(2) ومن الوجوه الهامة لكمال الدين، تمام الطاعة لله، وهي طاعة يطاع فيها الله كما في السماء كذلك في الأرض.. فلا معصية، إلا في مستوى حُجب الأنوار.. وإلى هذه الطاعة يشير قوله تعالي: (وَأَشْرَقَتِ ٱلْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَٰبُ وَجِاْىٓءَ بِٱلنَّبِيِّۦنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ).. وأشرقت الأرض بنور ربها، يعني بنور المعرفة بالله.. فمرحلة الإسلام الأخير، هي المرحلة التي يفتح فيها الباب لجميع الأفراد ليدخلوا مداخل اليقين.. هم يبدأون من الإسلام الأول، فالإيمان، فالإحسان، ولكنهم لا يقفون عند الإحسان كما فعلت الأمة الأولى، وإنما ينفتح الباب أمامهم يترقوا في مراقي اليقين، وحتى الإسلام الأخير.

(3) هذا المستوى من الدين، تتحقق به جنة الأرض – جنة المعاني وجنة المباني- فالجنة هي معرفة الله والقرب منه، والتخلق بأخلاقه، هذا هو الأصل.. أما الفرع، فهو جنة المباني، جنة اللذات الحسية، ونحن لنا إلى هذا الموضوع عودة.

(4) لما كان الإسلام الأخير، المبشر به، هو الذي سيسود في الأرض جميعها بهذا السمو والرفعة، فإن رسوله لا بد أن يكون في مستوى القامة الروحية التي تحققه.. فرسوله الذي يطبقه، هو المسيح المحمدي.. ومقامه هو مقام ولاية النبي، الذى قال عنه المعصوم (لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل).. رسول أمة المسلمين هو الإنسان الكامل، الذي قال عنه تعالى:( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)..كان هذا في الملكوت، في عالم الروح، ويتجسد في الأرض، في دورة اليوم الآخر، وبه تتحقق الكمالات التي أشرنا إلى طرف منها.

ذكرنا أن الظهور يكون فجأة، فقد يتبادر إلى بعض الأذهان : كيف تتحقق هذه الكمالات فجأة؟! في الواقع، الإعداد لهذا الأمر أخذ وقتاً طويلاً، طويلاً جداً.. فقد كانت بداية الحركة منذ الردة إلى أسفل سافليين، ثم عبر ملايين السنين من التطور، تهيأت الأرض للنبأ العظيم!! وهذه هي سنة الله في خلقه.. ولتقريب الصورة، نذكر مثلاً: نحن نعرض الماء للحرارة، ولا نشعر بالتحولات التي تتم فيه.. ولكن فجأة، عند درجة معينة من التسخين، يتحول إلى بخار.. وهذا معنى قوله تعالى في عديد الآيات:( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ).. نفحة المسيح المحمدي، الإنسان الكامل، تكون في قمتها ألف عام، يعني لا يبدأ الهبوط التدريجي من هذه القمة إلا بعد ألف عام!!
هذا الكمال في الدين، تنبني عليه الكمالات الأخرى التي سنتابعها بإيجاز في الحلقات القادمة.

يتبع
رفاعة

‫16 تعليقات

  1. للاسف الشديد اعتقاد الجمهوريين ومنهم صاحب المقال يقوم علي انكار متعدد للاصل وحتي الصلاة , وهذا يشكك حتي في كل كلمة تقال اذ انهم يدسون السم في العسل فاحذروهم

  2. اذا كان كلام المولى عز وجل لا يصلح للقرن الحالى البخلى كلام محمود القالو فى القرن الماضى يصلح للقرن الحالى شنو
    الفكرة الجمهورية تقوم على نسف ثوابت الدين بعد تغليفها بمظاهر دينية وفعلا تدس السم فى الدسم عبر شرحها بمقالات طزيلة ومملة ودغمسة لغوية ولف ودوران حول اسئلة يمكن ات تجاب فى سطريين
    حضرت لقاء دالى الاسبوع المنصرم ورايت كيف يتجنب الاجابة على الاسئلة الحرجة ويلف ويدولر حول كلام حاقظوا ولايفقهه

  3. المسيح المحمدي؟
    في السريانية تتطابق الأحرف (الرسم) في كتابة “محمد” مع اللغة العربية، ولكن في السريانية تشير الكلمة إلى المسيح “يسوع” وكصفة تعني “الحمد” أو “المحمد” أو “المحمود” “The Praised One” كلقب تمجيدي “Honorific title”. ولكن حاولت جاهدا ربط العنوان بما جاء في متن الحديث ولكن لم أتمكن من ذلك، لذا رجائي من الكاتب توضيح ماذا يعني بعبارة “المسيح المحمدي”.

  4. أولاً: يقول الكاتب عن الفترة أو الجاهلية كما سماها: (((ووفق هذا التصنيف نحن الآن في فترة من انقطاع الرسل، فترة جاهلية، وقد مضى على آخر بعث ديني، وهو البعث المحمدي أربعة عشر قرنا، فيها نصل المسلمون عن دينهم، وأصبحنا في جاهلية، وأصبح الدين السائد هو دين العلمانية))؟؟
    قال تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19-المائدة). أورد الطبري من سيرة ابن هشام مقالة معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب لليهود: يا معشر اليهود، اتقوا الله، فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله! لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مَبعثه، وتصفونه لنا بصفته! فقال رافع بن حُرَيملة ووهب بن يهودا ما قلنا هذا لكم، وما أنـزل الله من كتاب بعد موسى، ولا أرسل بشيرًا ولا نذيرًا بعده! فأنـزل الله عز وجل في [ذلك من] قولهما. فالفترة هي فترة انقطاع بعثات الرسل المبشِّرين والمنذِرين أي انقطاع النذارة بإرسال الرسل ولا تكون النذارة إلا برسول أو نبي مرسل وليس بمجرد نبوءات الأنبياء وإخبارهم بمجيء الرسل فهم ليسوا بمبعوثين برسالات وشرائع كما جاء في رد اليهود أعلاه. ومعلوم أن الديانات السماوية من لدن آدم ونوح وهود وصالح وإبراهيم وانتهاء بموسى وعيسى قبل بعثة النبي العربي كانت موجه إلى أقوام معينين وإن كان يتخللها دائماً الحث على الإيمان بالله إلهاً واحداً وخالقاً وربَّاً واحداً ولكن بشرائع مخصوصة لكل قوم تنهاهم عما اشتهروا به من ممارسات مذمومة إلا بعثة الرسول محمد التي اشتملت على كل ذلك مع شريعة واحدة لكل البشر في زمن البعثة وإلى أن تقوم الساعة – لكونها رسالة خاتمة ليس بعدها بعثة إلى أي أقوام مخصوصين أو بشريعة خلافها. ولذلك لا يصح القول بمجيء فترة بعد الرسول محمد خاتم الأنبياء والمرسلين معاً وإن ضل الناس وجهلوا فلا يلزم أن يبعث الله رسولاً جديداً ولكن يبعث منهم مجددين يعيدون الناس إلى ذات الشريعة التي ضلوا عنها والدين الذي نصلوا عنه. وبالطبع فإن المجددين في كل عصر يستخدمون أدوات عصرهم وحقائقه العلمية وأساليب الحياة الناتجة من تقدم العلم ومستوى التحضر مع بقاء ذات القيم الأخلاقية المحتوى الثابت في شرائع كل الأديان السماوية. والجمهوريون انحرفوا بمفهوم الفترة بين الرسل تمهيداً للقول برسالتهم الثانية وهم بتسميتهم لها (رسالة) وبما أن الرسالة تلزم بعث رسول بها، وأن البعثة تأتي بعد فترة من الرسل فهم يريدون القول بأن أستاذهم محمود هو هذا المبعوث بهذه الرسالة الثانية، وإن لم يسموه صراحة رسولاً إلا أن التسمية واردة ضمناً من مفهومهم للفترة والجاهلية واعتبارهم اجتهاد أستاذهم ’رسالة ثانية’ وإن اجتهدوا لإقناعنا بأنها رسالة مضمنة في ذات الرسالة المحمدية. ولو أنهم اعتبروه مجدداً للدين لما تورطوا في تحريف مفهوم الفترة والبعثة أو الرسالة التي كانت تعقب كل فترة ببعثة رسول وشريعة جديدة – وهي أمور لا يقول بها من يؤمن بالرسالة الخاتمة. وعلى كل حال جاء الأستاذ بما جاء نتيجة لعجزه التوفيق بين آي القرآن ذات المضامين العقدية والأخلاقية الثابتة وبين تلك التشريعية الخاصة بمعالجة مفاسد وأمراض اجتماعية كانت سائدة منذ فترة الجاهلية وما زالت قائمة زمن البعثة فأتت لها الشريعة بحلول مرحلية لمعالجة أسبابها لحين تلاشي هذه المفاسد بتلاشي أسبابها وأمثلتها تتراوح تبدأ من آيات السيف لمقرعة الكفار والمشركين الذين وقفوا حاجزاً بينه وبين الناس ومنعوه تبليغ الدعوة لها بل ولاحقوه بعد هجرته، فهي خاصة بالنبي ومخصوصة لتكملة بعثته ورسالته وإقامة دولته تمهيداً لنشر الدعوة لرسالته مستقبلاً في كل العالم بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بالسيف – مروراً بأحكام الحرب والأسر إلى معالجة الرق وحقوق المرأة إلخ وهي الدعاوي الرئيسية التي اتخذها الجمهوريون ذريعة لرسالتهم الثانية…
    ونواصل،،

    1. نعم نحن في فترة انقطاع الرسل – ولكن لسنا في فترة ولا جاهلية! الكلام دا كان في السابق قبل نزول الرسالة المحمدية الخاتمة. قبل ذلك كانت الرسل تترى على أقوام وأقوام، فبينما الأقوام الذين أرسلت فيهم رسل فقد أخرجتهم من جاهليتهم وانقطعت فترة الجاهلية لديهم. بينما الأقوام الذين لم يبعث فيهم رسول ظلوا في فترة جاهليتهم نظراً لأن الرسل كانوا يرسلون لأقوامهم ولم تكن رسالاتهم عامة مع ملاحظة أن بني اسرائيل شعب الله المختار بعث فيهم عدة رسل بما اشتهروا به من تحريف الرسالات وانحرافهم بها. فلما حرفوا التوراة التي أنزلت على موسى بعث فيهم عيسى عليه السلام ليصحح لهم العقيدة والشريعة معاً. ولا زالت بقية العالم في جاهلية إلى نزول الرسالة المحمدية الخاتمة – ولكونها الخاتمة كان لابد أن تكون عالمية للناس كافة بمن فيهم اليهود والنصارى لأنها ناسخة لكافة الأديان والشرائع السابقة، بل وشملت الجن كذلك. وبذلك فقد انقطع الوحي انقطاعاً لاينزل برسالة لأي قوم بعد الرسالة المحمدية. وبالرسالة المحمدية انقطعت فترة الجاهلية في العالم كله طالما سمعوا بها وعقلوها – ولذلك فالمسلمون مأمورون بتبلغ الرسالة لكل العالم وما بقي من جاهلية في ذمتهم طالما كانوا قادرين على نشر الدعوة إلى الرسالة المحمدية – فالذين لم تبلغهم بعد هم في جاهلية ولكنهم ليسوا في فترة يترقبون فيها بعث رسول إليهم خلاف رسل الدعوة لتبليغ الرسالة المحمدية التي وصلت اليوم كافة بقاع العالم المتحضر بفضل العولمة وثورة الاتصال والتكنولوجيا. فالكاتب يقول (نحن الآن في فترة من انقطاع الرسل، فترة جاهلية، وقد مضى على آخر بعث ديني، وهو البعث المحمدي أربعة عشر قرنا، فيها نصل المسلمون عن دينهم، وأصبحنا في جاهلية، وأصبح الدين السائد هو دين العلمانية) وكأنه ينتظر بعثة رسول جديد بعد الرسالة المحمدية وهو يعلم أن الرسالات قد ختمت وما عاد الوحي ينزل على أحد، وهو الذي كان ينزل على النبيين وقد ختمت النبوة مع الرسالات فلا نبي يوحى إليه بعد محمد بن عبد الله خاتم الرسل والأنبياء. فهما تطاول الزمان إلى يوم القيامة على رسالته الخاتمة ونصل الناس عن الدين وعادوا إلى الجاهلية فليسوا هم على فترة من الرسل لأن الرسالة المحمدية باقية وانما يبعث الله فيهم من يجددها في حياتهم ويمحو جهلهم بها ويصحيهم للعمل بها وليس من يحرفها عليهم طالما القرآن محفوظ من عند من أنزله وتاريخ السير مكتوب يمكن التحقق منه. وعليه فما ساقه الكاتب من هذه المقدمة لا يصلح مطلقاً مبرراً لقيام دعوتهم الجمهورية، فهي ليست دعوة تجديد ولا صحوة، لأن التجديد والصحوة هما عودة للأصل وليس تحريفه؛ وبالطبع هي ليست رسالة سماوية منزلة على نبي ولا رسول معصوم.

  5. ثانياً، وانطلاقاً من عجز الفكرة الجمهورية في التمييز بين الأصول الثابتة والفروع التي عالجت أموراً مرحلية كما أوضحت في الفقرة السابقة أولاً – كالتمكين لإقاة دولة النبي لحماية البعثة حتى تكتمل وذلك باخضاع كفار ومشركي جزيرة العرب المتربصين والمحاربين لدعوته بقتالهم وجهادهم بعد أن بدءوه بالقتال والحرب فأذن الله له في سورة الحج بقتالهم: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج – وأمره بجهادهم في سورة التوبة: بل وفي مرحلة أخيرة لاكمال الرسالة ولاكتمال الدولة قبلها فقد أمر الله رسولة بالتبرؤ من كل عهد مع المشركين ومنعهم من الحج لضمان الخضوع الكامل للدولة بإزالة كل تهديد محتمل منهم – وهذا كله مفهوم من حيث خصوصيته بالنبي ودعوته ودولته بغرض حماية بعثته لاكمال رسالته تمهيداً لانطلاق الدعوة إليها بالحكمة والموعظة الحسنة في الخارج مستقبلاً حسب الأصول الثابتة في القرآن حيث لا إكراه في الدين ولا محاسبة على العقيدة من بشر لا يضمن أحدهم سلامة إيمانه نفسه حتى يحاسب غيره، فالله وحده يتولى السرائر ويحاسب على ما في الضمائر. فالجمهوريون كالسلفيين فهموا أن آيات السيف والبراء والولاء هي خطاب لنا كما هي خطاب للرسول المعصوم وأن عامة المسلمين من بعد الرسول مخاطبون بها كما خوطب بها الرسول الكريم وهم الذين (الجمهوريون) يفترض بهم أن يفهموا الإطار الخاص بآية السيف وأخواتها أفضل من السلف، ولكنه نوع من خبثهم التأمين على الفهم السلفي الخاطئ واستثماره لصالح فكرة الرسالة الثانية المزعومة عندهم- فالسلفية هم الذين عمموا خطاب الشرع الخاص بالنبي كولي أمر ورئيس دولة معصوم وخرجوا لنا بقاعدة خطاب الشرع للنبي خطاب لنا – هكذا دون تمييز لخصائص الخطاب المعين لغوياً من حيث استخدام الأدوات اللغوية لتعيين المخاطب من ضمائر وأسماء إشارة وصفة المخاطب- فمثلا (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [التوبة:1]. فالبراءة من الله ورسوله وليس من أحد من عامة المسلمين من صحابة وأتباع النبي، كما أن البراءة ممنوحة لمشركين معينين في مكان وزمان محدد هم الذين عنتهم الآية ولا يتصور أن يكون خطاب هذه الآية موجه لنا اليوم يشأن أي مشركين في أي مكان وزمان، كما فهم السلف واستغله الخلف من جماعات الإسلام السياسي والدواعش، إذا كان لم يوجه لعامة المسلمين أصحاب النبي وأتباعه في حياته.
    ونواصل،،

  6. متابعة ثانياً:
    ولقد رأينا نتيجة لهذه القاعدة السلفية الخاطئة الكاذبة المتبناة من جماعات الإسلام السياسي أمثال المودودي وسيد قطب وأتباعهم من دواعش اليوم، رأيناهم كيف جاهدوا إخوانهم الجنوبيين وقاتلوهم وأقاموا لقتلاهم هم أعراس الشهيد حيث زفهم الترابي ثم استدرك لاحقاً بعد المفاصلة وإقصائه بأنهم ليسوا شهداء بل ’فطائس’ وهكذا الإسلام السياسي يستثمر في أخطاء السلف الفقهية لصالح سعيهم للسلطة بمطية الدين. أما الجمهوريون فيستثمرون عن وعي ذات الأخطاء الفقهية السلفية في دعم أفكارهم المنحرفة، ونقول عن وعي لأن ذلك ظاهر في تعمدهم بتر الآيات وتجاهل سياقاتها القرآنية التي يفهم منها إن كان السياق في الدنيا أم الآخرة أو إلصاق المعاني المزاجية بالمفردات مثل قول الكاتب في قوله تعالى ” هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا” فيسود الإسلام في الأرض بحيث لا يكون فيها إلا مسلما.. وهذه هي الغاية التي ظل الإسلام يعمل لها منذ البداية، ولكن لم يكن من الممكن أن تتحقق إلا في وقتها “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ” ولم يكن من الممكن أن تتحقق إلا بعد مجئ رسولها صاحب القامة المعينة التي تؤهله لهذا التحقيق، بقوله تعالى:”وَلِكُلِّ أُمَّةٍۢ رَّسُولٌ ۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِىَ بَيْنَهُم بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”) – ففسروا عبارة “لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ بحيث لا يكون فيها إلا مسلماً! بينما المعنى الذي يفهمه كل ذي لبّ أن يعلو على كافة الأديان السائدة ليس بكثرة عدد الأتباع أو سلب كل أتباع الديانات الأخرى حتى لا يبقى منهم أحد، فهذا ليس إظهار بل إحلال وإبدال كامل، والمصيبة أن جعلوا هذا الفهم العجيب هو غاية الأديان وأنها غاية لا تتحقق إلا بمجئ رسولها، و(طوالي) خطْف الآية ”وَلِكُلِّ أُمَّةٍۢ رَّسُولٌ ۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِىَ بَيْنَهُم بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”! وكنا ننتظر أن يستشهدوا بآية تدل في الدنيا على ترك كافة أتباع الديانات الأخرى لأديانهم واعتناقهم الاسلام كدين وحيد، فإذا بهم يأتوننا بمشهد من مشاهد يوم الحساب في الآخرة (حقتنا) وليس آخرتهم!.
    ويقول الكاتب:
    (وبمجئ أمة المسلمين يكمل تطبيق الدين، بعد أن كمل إنزاله في القرن السابع الميلادي ، قال تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا). – طيب إذا كان الفهم هكذا كما تقول، فلماذا قال تعالي وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي لمسلمي القرن السابع الميلادي وهو قول يفترض أن يقال لأمة المسلمين التي لم تأت بعد؟!
    ونوصل،،،

  7. ثالثاً: مسألة أصحابي وإخواني والسلم السباعي
    (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)..
    جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة, فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين, وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا، فقالوا: يا رسول الله, ألسنا بإخوانك؟ قال بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض، فقالوا: يا رسول الله, كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم, ألا هلم, ألا هلم. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا.
    وروى الإمام أحمد من حديث أبي جمعة – رضي الله عنه – قال: تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومعنا أبو عبيدة بن الجراح, فقال: يا رسول الله, أحد منا خير منا؟ أسلمنا وجاهدنا معك, قال: نعم, قوم يكونون من بعدكم, يؤمنون بي ولم يروني. قال الشيخ الألباني: رواه الدارمي وأحمد والحاكم وصححه, ووافقه الذهبي, وإسناد الدارمي وأحد إسنادي أحمد صحيح
    في الروايتين أعلاه ، وهما الروايتان المصححتان على غيرهما، ذكر الأصحاب فضلهم بإيمانهم به وصحبتهم والقتال معه وذكر النبي لهم إخوانهم الذين آمنوا به ولم يروه ولم يفاضل بين هؤلاء وأولئك بل بالعكس أشار إلى أن إخوانهم الذين يأتون من بعده أو أصحابه قد يكون فيهم من بدل بعده. وقد صحح النبي الكريم تسمية أتباعه الحاضرين بأنهم أصحابه لصحبتهم له وأتباعه الذين لم يحضروه ويصحبوه بأنهم إخوانه وإخوان الصحابة وهذا أمر طبيعي ليس فيه تفضيل ولا أدري من أين جاء الجمهوريون بهذا التفضيل بعلو كعب الإخوان على الأصحاب بهذا اليقين الذي جعلهم يؤسسون عليه عقيدة أمة المسلمين التي هي أعلى درجة تتم بها النعمة لأنها تمثل التطبيق الكامل للدين الذي نزل في اكتمل نزوله في عهد أمة المسلمين في أول درجات السلم السباعي للإسلام؟
    نواصل،،

    1. في الحديث الذي أورده الكاتب عن الفرقة الناجية قال الرسول الكريم إنها (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) ولم يقل إنها من كان على مثل ما أنا عليه و(إخواني)!!! فكيف هذا مع أمتكم أمة (الإخوان) المسلمين التي هي غاية الدين في نظركم؟! كيف تكون أمة المسلمين التي بها يظهر الله الإسلام على الدين كله حتى لا يبقى أحد إلا مسلماً أي بها يصير العالم كله مسلماً ثم لا يكونوا من الناجين؟؟ ثم إن مجرد ذكر الحديث للفرق الضالة والناجية منها يشكل نفياً لوهم قيام أمة المسلمين التي تعتقدون فيها بحسب تقسيماتكم النظرية الوهمية هذه؟ الحديث يؤكد أن الفرقة الناجية هي التي تتبع ما كان عليه أصحاب النبي في القرن السابع الميلادي وليس غلى ما تكون عليه (أمة المسلمين) في آخر الزمان كما تزعمون!

  8. متابعة ثالثاً: مسألة أصحابي وإخواني والسلم السباعي
    فبعد أن هوم بنا الكاتب في سلم الإسلام السباعي وشرع يلتمس السند لدرجاته من القرآن فجعل يلتقط ما يظن أنه بوافق هذا الفهم من الآيات بتراً للنص الذي يريد دون مراعاة للسياق الذي وردت فيه الآية أو باقي الآية التى اقتبس جزءاً منها! كل ذلك في سبيل جعل الدرجات سبع طالما قرر أنه سلم سباعي فلجأ إلى تكرار درجة الاسلام في أسفل وأعلى السلم وميز بينهما بهذه المسافة رغم الاسم المشترك. وللتمييز بين الدرجتين أورد الآية:
    ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ”، وأضاف: (فبعد اتقاء الله حق تقاته يجئ الإسلام الأخير.)؟؟ فجعل الإسلام إسلامَيْن إسلام أول أو أولي في أول الدرج وإسلام ثاني في أعلا الدرج من تفسيره الخاص لهذه الآية، ولا أدري من أين أتى بالترتيب في هذه الآية حتى جعل درجة الإسلام الأعلى تأتي بعد الإيمان ثم التقوى الحقة؟ ألا يمكن أن يعني صدر الآية حث المؤمنين على التقوى أي مراقبة الله الدائمة لئلا يقع المؤمن في معصية من المعاصي نتيجة الغفلة أم هو معصوم؟ وألا يعني عجز الآية أن يحرص من كان قد آمن على أن يموت وهو على الإسلام على الأقل، أي إن تناقص إيمانه فليمت مسلماً على الأقل؛ لأنه إن لم يمت مسلماً مات كافراً! وطبعاً المعنى الظاهر ليس هو المراد فلا يمكن للإنسان معرفة متى يموت حتى يختار ساعة موته أن يكون مسلماً ولذلك فالمراد هو المعنى المستعار كناية على أن يحرص المسلم على إسلامه طول حياته اتقاء مباغتة الموت في أي وقت. وعليه فالآية لا تفيد ترتيب درجات الإسلام.
    نواصل،،

    1. لأنه إن لم يمت مسلماً بالدرجة الأولى مات كافراً! وإن لم يمت مسلماً بالدرجة لم يمت كافراً!

  9. متابعة ثالثاً: السلم السباعي

    وكذلك الآية: أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136النساء)
    جاء في الطبري بتصرف: (فإن قال قائل: وما وجه دعاء(دعوة) هؤلاء إلى الإيمان بالله ورسوله وكتبه، وقد سماهم “مؤمنين”؟
    قيل: إنه جل ثناؤه لم يسمِّهم “مؤمنين”، وإنما وصفهم بأنهم “آمنوا”، وذلك وصف لهم بإيمانهم برسلهم. و أنهم كانوا صنفين: أهل توراة مصدّقين بها وبمن جاء بها، وهم مكذبون بالإنجيل والقرآن وعيسى ومحمد صلوات الله عليهما – وصنف أهل إنجيل، وهم مصدّقون به وبالتوراة وسائر الكتب، مكذِّبون بمحمد صلى الله عليه وسلم والفرقان، فقال جل ثناؤه لهم: ” يا أيها الذين آمنوا “، يعني: بما هم به مؤمنون من الكتب والرسل”آمنوا بالله ورسوله “محمد صلى الله عليه وسلم” والكتاب الذي نـزل على رسوله”، فإنكم قد علمتم أن محمدًا رسول الله، تجدون صفته في كتبكم وبالكتاب الذي أنـزل من قبلُ الذي تزعمون أنكم به مؤمنون، فإنكم لن تكونوا به مؤمنين وأنتم بمحمد مكذبون، لأن كتابكم يأمركم بالتصديق به وبما جاءكم به، فآمنوا بكتابكم في اتّباعكم محمدًا، وإلا فأنتم به كافرون. فهذا وجه أمرهم بالإيمان بما أمرهم بالإيمان به، بعد أن وصفهم بما وصفهم بقوله: “يا أيها الذين آمنوا”.

  10. وعكس ذلك الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) سورة الأحزاب: 70، قال قتادة ومقاتل: (يعني قولوا قولا سديدا في شأن زينب وزيد، ولا تنسبوا النبي إلى ما لا يحل). والمعنى اتقوا الله بصدق القول وعدله وعدم عصيانه بالقول الجائر الباطل. فالمؤمن غير معصوم و يرتكب المعاصي. ثم وعد عز وجل بأنه يجازي على القول السديد بإصلاح الأعمال وغفران الذنوب. وقد استقى قتادة هذا القول بربط الآية بالتي قبلها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا) الأحزاب 69، أي لا تؤذوا النبي محمد كما آذت اليهود موسى بقولهم ليس ما فيه حتى أراهم الله كذب ما كانوا يقولون. والمحصلة أن المتقين أعلى درجة من المسلمين والمؤمنين فهم يغفلون فيرتكبون المعاصي أما المتقون فهم دائمو الحذر من المعاصي وقل ما يقعون فيها.
    نواصل،،،

  11. ((..يجب أن يكون واضحا أن الإسلام في مستوى الشريعة _المستوى الذي طبق على أمة المؤمنين في القرن السابع الميلادي _ ليس هو ما يصلح، وإنما الذي يصلح هو المستوى من الإسلام الذي عاشه النبي في خاصة نفسه، مستوى السنة، وهي تقوم على أصول القرآن.. وما يحدد الأصول والفروع هو مستوى الخطاب، فالأصول أكثر تحقيقا للتوحيد، وأكثر تحقيقا لكرامة الإنسان وحريته، وحل مشاكله الفردية والجماعة، وهي ما قام عليها عمل النبي في خاصة نفسه.. أما الفروع فهي ما تنزل لواقع الناس في القرن السابع الميلادي بعد أن عجزوا عن العمل بالأصول..))؟
    هذا كلام مرسل وممعن في التنظير ، فما هو هذا المستوى من الإسلام الذي عاشه النبي في خاصة نفسه، مستوى السنة، والتي تقوم على أصول القرآن؟ نحن نعلم نصوص الشريعة التي طبقت في القرن السابع ومازالت نصوصها محفوظة بالقرآن والسنة ولماذا يعتبرها الجمهوريون قائمة على الفروع وهي جاءات لحماية قيم إنسانية عالمية باقية إلى اليوم كما في حد القصاص وسائر الحدود الثابتة بالقرآن كحد السرقة والزنا والقذف والحرابة فلم نسمع بمجتمع بشري أباح هذه الموبقات إلا الزنا بين البالغين وهو وإن لا يعاقب فيه الطرفان إلا أنه يعتبر عيباً ينفر الرجل من زواج المرأة الزانية، بل وخيانة زوجية تفسخ عقد الزواج بلا حقوق للطرف الزاني – فماهي الأصول التي كان النبي يعيشها ويطبقها في خاصة نفسه ولا يطبقها على الأمة؟؟ وهو القائل لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها! نعم هناك تكاليف نبوية طبقها النبي في حق نفسه كقيام الليل وصيام النهار والليل من غير رمضان عدم أكل الصدقات ومن المشروعات الخاصة به حل الزواج بما فوق الحد الشرعي لأفراد الأمة – فماذا تعنون بالضبط بهذه الخواص النبوية التي تريدون للأمة تطبيقها في القرن العشرين لأنها تعتبر الأصلح له من شريعة القرن السابع الميلادي. إنكم ترددون هذا الكلام الوهمي وتطلقون به بشارات وهمية مستقبلية لا يعلم متلقيها شيئا ولا يفهم منها خلاف أن شريعة ذلك القرن لم تعد تصلح في القرن العشرين فصاعداً؟ إن الرسول الكريم كان بجانب ما يطبقه في خاصة نفسه كان أيضاً يطبق تلك الشريعة على بناته وأزواجه وأحبائه فلم يقبل شفاعة زيد حب رسول الله في حد من الحدود فماذا يريد الجمهوريون وماذا يقصدون بسنة الرسول في خاصة نفسه؟ هل يريدون مثلاً فرض قيام الليل صلاة وصيام الأنبياء على الأمة؟ نرجو من الكاتب أن يتناول هذه الأمور العملية ولا يلف ويدور بنا في التنظير الذهني الذي له أرض في الواقع.
    ويقول (من يقل أن الإسلام رسالة واحدة، هي ما طبق في الشريعة، في القرن السابع الميلادي، يقول أن الإسلام دين تاريخي أدى مهمته وانتهى وليس له دور في مستقبل البشرية.) – وهذا كلام غير سليم كما هو واضح فحتى بمنطقكم منطق الأصول والفروع إذا اعتبرنا الفروع قد عالجت مشاكل القرن السابع وانتهت تلك المشاكل – الرق مثالاً الذي حرمه المجتمع الدولي مؤخراً فما الضير من أن تبقى نصوص تلك الفروع خاملة لا يعمل بها أو إحلالها بالأصول التي كان يفترض تطبيقها منذ البدء ولكن لم يكن واقع الحال ليطيقها جملة واحدة أو ضربة لازب! وهل بمنطق الفكرة الجمهورية تمثل الفروع وحدها الإسلام؟ ألم تقولوا إن الفروع قائمة على الأصول؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..