مقالات وآراء2

اختراق قوى الحرية والتغيير

يوسف السندي

قدمت قوى الحرية والتغيير بالامس الاثنين ما اسمته (رؤية الحرية والتغيير حول اسس ومبادئ الحل السياسي المفضي لانهاء الانقلاب)، وقد اتسمت الرؤية بالموضوعية والواقعية، وهو المطلوب من الاحزاب السياسية.

الرؤى الجذرية رؤى حالمة وغير واقعية، خاصة وأن اصحابها يتبنون ادوات سياسية مدنية، وهذا تعارض فاضح، فالتاريخ يحدثنا بأن التغيير الجذري يتم فقط بالسلاح، فمن أراد تغييرا جذريا فليختصر عليه وعلى الشعب السوداني الزمن وليقم بحمل السلاح.

رؤية الحرية والتغيير في فقرة ( الاطراف المدنية وادوارها) اجتهدت في محاولة لم شمل القوى المدنية السودانية جميعها ما عدا المؤتمر الوطني، وهو الاختراق الاهم في مسيرة العمل السياسي الراهن الذي تقدمه قوى الحرية والتغيير، فقد كانت تهيمن على الساحة روح الاقصاء، وتمدد في ظل ذلك خطاب الكراهية، وهو ما قاد مع غيره إلى اضطراب الفترة الانتقالية وتمكين العسكر وسقوط حكومة حمدوك.

اذا استطاعت قوى الحرية والتغيير ان تلم شمل القوى المدنية والمهنية كما في الفقرة المشار اليها اعلاه، فهي قد أنجزت اهم وأقوى مطلوبات التغيير السياسي الذي استهدفته ثورة ديسمبر، وهو الوحدة، فالوحدة القومية هي الأساس المتين لإنجاز اي تغيير، وهي الضامن ضد الانقلابات.

لن يقبل الانقلابيون والكيزان والجذريون بهذه الوحدة، فهم ينشطون في ظل الانقسامات، ويستمدون قوتهم من تشظي وتمزق اللحمة الوطنية، وسيهاجمونها بكل ما يملكون من ادوات أخلاقية وغير أخلاقية.

اصدار قوى الحرية والتغيير لهذه الرؤية بعد ممارستها لفضيلة النقد الذاتي، يجعلها قوى محترمة لنفسها ولشعبها، وبالتالي المطلوب الان من جميع القوى السياسية وخاصة أحزاب الاتحادي الديمقراطي الاصل والمؤتمر الشعبي وانصار السنة أن يحذو حذوها وان يقدموا نقدا ذاتيا لمسيرتهم السياسية وخاصة دعمهم للمخلوع حتى سقوطه.

الحل السياسي الوطني المدعوم من القوى الدولية، هو اقل الوسائل كلفة لانهاء الانقلاب، وأكثرها قدرة على توحيد القوى الوطنية، ودرس ثورة ديسمبر الخالد هو ان الطريق لاسقاط الانقلاب يبدأ وينتهي بالوحدة.

تقديم التنازلات للوحدة المدنية، وجذب القوى المدنية لا تنفيرها، وصهر اللحمة الوطنية لا تمزيقها، هو الخيار الافضل لإنجاز التغيير المطلوب، وهو خيار شاق، لن يكون طريقه مفروشا بالورود، وسيتم اتهام السائرين فيه بالخيانة، ولكن الوطن ما عاد يحتمل تاخير الحلول، والمثل السوداني يقول ( حلا باليدين ولا حلا بالسنون).

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. الحل السياسي الوطني المدعوم من القوى الدولية، هو اقل الوسائل كلفة لانهاء الانقلاب ؟؟؟؟؟؟؟ وهل يشترى الغالي بأقل الوسائل كلفة ؟؟؟؟؟ وهل يسوى الذين يتحدثون عن اسقاط الانقلاب بمن يطالب بإنهاء الانقلاب ؟؟؟؟؟ وهل يبني مثل هؤلاء وطن (الاتحادي الديمقراطي الاصل والمؤتمر الشعبي وانصار السنة) يا يوسف السندي ارفع سقوفاتك شوية عشان وقت التسوية توقف في مكان مناسب ،،،،، اما سقوفاتك دي والله وقت التسوية تنزل الحرية والتغيير وتنزلكم تحت الجزم وهناك لا توجد كرامة لا لك ولا للوطن الذي تريد ان تحكمه ،،، شوية كرامة لا تضر

  2. تسوية تاني يا سندي. و لكن من كانو تحت جزمة الكيزان و البعير ،،،، ابشرك ما تقوم به الان قحت هو بداية النهاية لها ،،،،، هناك اختلاف جوهري ما بين كلمتي انهاء و اسقاط راجع لغتك ,,,, و ليذهب التسويين و انصارهم للجحيم ،،،، لان التسوية ببساطة تعني التنازل عن الدم و الحقوق و عدم محاسبة من اجرم في حق الشعب السوداني و تحقيق العدالة له ،،،، و في هذا التنوير المزعوم الذي تتكلم عنه لم يتم زكر العدالة و المحاسبة لمجرمي الاسلام السياسي و قتلة الثوار و تفكيك منظومة الدولة الفساد الكيزانية من جذورها ،،،،

  3. الثوره السودانيه طرحت شعارات و أهداف محدده، لن تتنازل عنها، و قد إختصرت هذه الشعارات و الاهداف في ثلاث “مواضيع” كبيره: حريه سلام و عداله.. بدون َتفصيل لأنها معروفه… و هذه لا تنازل عنها البته.. عرفت؟
    الثوره لا تدعو للحرب الاهليه، و حمل السلاح غير وارد في ثقافة الشعب السوداني و نضاله ضد انظمة الإستبداديه و الطغيان.. لانه خاص بالمليشيات و عصابات النهب.. فهمت؟
    لعلمك خطالب الكراهيه إشتد وطأة فقط بعد الإنقلاب الثاني للمتاسلمين في25 أكتوبر.
    عليك أن تطمئن ان الثوره منتصره، بإذن الله، بدون قحت او تسويات او تنازلات..لعلمك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..