مقالات وآراء سياسية

لن نضع أيدينا فوق أيادي تلطخت بالدماء…!

أحمد بطران

إن نضالات شعبنا ضد نظام الإنقاذ الاجرامي لم تكن مزحة أو سياحة في عالم الكتابة والرأي والرأي الآخر فقد أصابنا منه من الأذى ما لا يحتمل وبيننا وبينه دماء أسفكت وأرواح أزهقت وأموال نهبت ومراكز قوة صنعت أكثرت في الأرض الفساد ومازالت تعبث ولم ترعوي تسترشد بمنهج الطغاة (يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) .
ادخلنا في ظلمات السجون وتذوقنا أصنافا من العذاب اقله الحرمان من الراحة وانقطاع أخبار الاهل والأصحاب ولم يكن لنا سلاح سوى قلم يكتب بصورة غير راتبه في صحافة تعاني من الرقابة القبلية والبعدية ما تعانيه ويتم إيقاف صدورها دون اي سند قانوني او حجة أخلاقية لذا نحن نعرف هؤلاء القوم عن كثب ولن نضع ايدينا فوق ايديهم الملطخة بدماء الشهداء وتعذيب الابرياء ابدا ابدا .
ونقول للذين يلوموننا لأننا ننتقد من يعتقدون ان الخروج من الأزمة لا يمكن أن يكون الا عبر التسوية السياسية مع هؤلاء الطغاة القتلة شركاء الدم؟!… اولا يجب ان تعلموا انه ليس كل من يكتب لا يعي ما يكتب حتي لا يتجنى علينا أحد بأننا نكتب دون علم أو دراية فالله وحده يعلم أننا انما نريد الإصلاح ما استطعنا اليه سبيلا ونؤمن بأنه علينا بزل الجهد والاجتهاد اما التوفيق والنصر فمن الله العلي العظيم ولأننا نعرف هؤلاء القوم جيدا لا تقبل التسوية السياسية معهم بل ندعو جماهير شعبنا للتوحد والاصطفاف والخروج لإسقاطهم في ٢٥ اكتوبر يوم اذاعة بيانهم المشؤوم فهم قوم أجسامهم مثمنة شباع وأعراضهم مضمرة جياع وجهل في اصاغرهم وطغيان في اكابرهم مشاع نفوسهم خربة وعقولهم مريضة وضمائرهم ميتة غائبة وطغيانهم يصور لهم انهم هم من يعدل المائلة او فلا (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) .
ثانيا مع من تكون التسوية ؟ فهل نأمن لمراكز قوة صنعها النظام البائد؟ ومازالت تنهب في موارد شعبنا؟ وتدعو الي الجهوية والقبلية لتحمي مصالحها
نحن لا ننافق ونصف ثورة كما هو معلوم يعني الهلاك والثورة لا تعرف التسوية السياسية فهذا المسعى فيه خيانة لكل مناضل حر شريف حتي وان كانت قناعة لدى حزبه لرؤية يراها ولا نراها .
نحن لا نرى الا الحق الذي ارتقت في سبيله أرواح تزف أرواح والثورة طريقنا الذي اخترناه بعلم ووعي وإيمان وفي انتصارها خلاص الوطن من كل ضيق وهو أتى يرونه بعيدا ونراه قريبا .
نحن لا نستعجل النصر فالله يمن علي الذين استضعفوا في الأرض ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين فعلينا الصبر والثبات علي الحق وما توفيقنا الا من الله العلى العظيم .
ثم ان القوم الظالمين المسيطرين علي مقاليد الحكم الذين تهرعون نحوهم لإجراء تسوية سياسية لا تملكون الحق فيها مازالوا في غيهم سادرون وقد استباحوا لأنفسهم قتل المتظاهرين السلميين وشراء الذمم وإنتاج حاضنة من الانتهازيين والعنصريين والمغيب وعيهم والأكثر تفريطا في أمن البلاد وسيادتها ولسان حالهم يقول لكم أوليس لنا ملك السودان؟ فنحن نمتلك السلطة والقوة نعتقل من نشاء .. ونقتل من نشاء .. ونقرب من نشاء .. ونمكن من نشاء .. ونقصي من نشاء .. (والزارعنا غير الله يقلعنا) فإما تقبلون بتسوية علي شروطنا ننال فيها حصانة دستورية وتدار فيها مرحلة انتقالية تحت سيطرتهم وتوسعة نفوذهم والحفاظ على مصالحهم الخاصة لتضمن لهم مستقبل مشرق عبر انتخابات مشوهة يعدون لها العدة منذ ١١ أبريل إثر تحفظهم علي رأس نظامهم المباد والا ليس لهم ما يقدمونه غير القتل والإبادة وإثارة الفوضى والفتن القبلية والجهوية والتفلتات الأمنية .
فكيف تقبلون تسوية مع هؤلاء القوم (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) .
لقد اعتقدنا ان هؤلاء الطغاة المغامرين اعضاء اللجنة الأمنية لنظام الرئيس المخلوع البشير قد اصابهم الخجل وأنهم ندموا علي جريمة القرن مجزرة فض اعتصام القيادة العامة بالقوة المفرطة والقتل العمد وان الوثيقة الدستورية التي وقعوا عليها وتعهدوا بحمايتها وتنزيل احكامها الي أرض الواقع سيتحقق عبرها القصاص للدماء الطاهرة والأرواح المسافرة الي الله فداء للوطن وان يد العداله والعدالة الانتقالية ستطال القتلة و المجرمين وان كانوا اعضاء في لجنة البشير الأمنية..! وان الوثيقة الدستورية ستحفظ ما بينتا من عهود ومواثيق ولكنهم انقلبوا عليها بعدما فعلوا كل ما في وسعهم لإجهاض الثورة في الفترة الانتقالية و إفشال حكومتها برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك والان وبعد مسيرة نضالية حافلة بالاوجاح والجراح الاليمة حيث فقدنا (١١٧) شهيد وشهيدة وأكثر من(٩.٠٠٠) مصاب وآلاف من المفقودين نأتي ونقبل أن نضع ايدينا فوق ايديهم لعمري أنها اللطيمة والفجيعة والخسران المبين وكيف نضمن ان العدل سيتحقق؟ وان السلام سينحز؟ وان الطريق الي للتحول المدني الديمقراطي لن يعيقه عائق؟ ام اننا نغامر بمصير شعبنا وحقوقه في الحرية والعدل والسلام؟ .
إن امر البلاد لن يستقيم وبعض من الساسة يهرولون نحو التسوية السياسية التي تعيد العسكر شركاء في الحكم وتجعلهم يفلتون من العقاب وتحمل المسؤولية عن كل الجرائم التي ارتكبوها منذ ١١ ابريل ٢٠١٩م وحتى تاريخ اليوم ولئن كان الامر كذلك فإن إعادة بناء الدولة السودانية علي أسس الحرية والعدل والسوية في المواطنة والحقوق يصبح مستحيلاً فتحقيق العدالة والعدالة الانتقالية اساس الانتقال السليم للتحول المدني الديمقراطي وصولاً لدولة القانون والدستور والا نكون قد فرطنا في مستقبل بلادنا ودماء شهدائنا الابرار وكل نضالات شعبنا وشبابنا الأبطال الذين مازالوا يرابطون في الشوارع التي لا تخون تأكيدا لعهدهم مع الشهداء (لا شرعية ولا تفاوض لا شراكة) انتصارا لأهداف وقيم ومبادئ ثورة ديسمبر المجيدة .

#لاشرعية لا تفاوض لا شراكة
#لا_للتسوية_المزلة
#عودة _مظاهرات _الأحياء
#عودة _المواكب _الفجائية
#مواكب _استلام _السلطة
٢٥_اكتوبر_يوم _النصر

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. يا اخي ماتضيعوا وقتكم ساكت.. توافقوا واتحدوا حتى تحقق التسوية أفضل النتائج…القطار ماشي ولن يتوقف الا بانقلاب جديد.

    1. انت معروف على صفحات الراكوبه.. إما امنج، أو ارزقي تبع الجماعه او جداده إلكترونيه نتنه، حدودها الباسطه و البسبوسه.
      فلا تتحدث في أمر الوطن، فذاك له رجاله الذين ليس من بينهم ارزقي او جداده، او منتفع او قواد، و العياذ بالله.
      فعليك ان تنطم في حضرة الوطن و رجاله و شهدائه الغر الميامين.
      و عليك اللعنه من الله و الملائكة و الناس أجمعين، صباح مساء، ما شرقت الشمس و ما غربت، و إلى يوم الدين..
      لا شراكه لا تسويه لا مساومه و لا تخلى عن إزالة التمكين، و لا تخلي عن القصاص لشهداء الحريه و السلام و العداله و الديموقراطيه، إنتهى؛؛؛

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..