مقالات وآراء

“يا سامري”

محمد حسن مصطفى

نترحم على شهداء السودان كلهمُ ،
و نشهد أنَّ “عَسكريِّ” السودان الحاكمين “غصباً” له أثبتوا للعالم أجمع أنهم حتى في العسكرية “مواسيرُ”!
*

في عالم “الحيوان” قد يكون الرفس من مراحل احتضار الروح الأخيرة. و”الأنظمة” فينا منها ما شابه الحيوان “ترفس” حتى آخر رمق فيها! .
الأنظمة لا تستطيع أن تحكم دونما أذرع و أرجل وأعين وأعضاء لها! النظام يحتاج إلى حرس له وجند وأتباع و”تُبَّاع” وعَبدة وكهنة! .
لتحكم لابد لك من قانون ما أو تشريع “دستور” مُحدَّد يكون مرجعيتك المختارة المتفق عليها في التنفيذ والمحاسبة.
وبينما يتجلى العدل في من يلتزم القانون منهجاً له فيعرف فيه ومعه الحكم والنزاهة والقوة نجد على النقيض أن كثرة ميل الأنظمة لإستخدام الأذرع والآلة الأمنيّة في حمايّة مصالحها وإستمرارية وجودها وحكمها دليل على تفشي الضعف فيها وعلامة الهشاشة في سلطتها و”نبوءة” لسقوطها.
الحاكم وحده ما كان ليحكم دونما قانون متفق عليه معه وجند يحرسونه -القانون لا الحاكم- وقضاة ينفذونه.
ولا حاكم بدون شعب! .
*

في أي شرع ودين تستبيح الأنظمة حرام الله كله؟ وكيف يتصافح ويتقابل المنتسبين إليها ويتناسلون بيننا وهم أعلم الخلق بجرائمهم ضد أهلهم وشعوبهم؟ .
عسكر الإنقلاب وشركائهم من حركات التمرّد “أعجزهم” بسط الأمن حتى في تلك المناطق أو “الأقاليم” التي تقاسموا حكمها “حصراً” بينهم! .
بل والأدهى تلك الحركات والدعم السريع منها وقد بدأت تمارس عاداتها العنصريّة كما نظام الإخوان الساقط بين الناس وتشعل معها نيران فتن الهوية والأصل والعرق والقبليّة! .
*

أيام “الوثيقة” تعهد عسكر المجلس الإنتقالي وقتها بحماية حدود الدولة و الأمن فيها “شغلنا كدا” و طوال الأيام بعدها إلى يومنا هذا و ساعتنا هذه و ما كان قبلها عجز “قادة العسكر” عن بسطه -الأمن- فينا و بيننا! .
جريمة فض الإعتصام أمام قيادة قواتهم كمثال “استعصت” عليهم فكيف بجرائم تفرقت و تشعبت وتبعثرت و تفجرت في السودان كله!.
*

أخلاق الجيوش النظاميّة تختلف عن أي تشكيل عسكري مليشيا كان أم عصابات مسلحة. الجيش تصرف الدولة على تدريبه وتهذيبه لينتج أفراداً يأتمنهم الشعب على أرواحهم و أعراضهم وأوطانهم.
الجيوش تحمي الشعوب حتى من نفسها فكيف إن تنمردت على الشعوب الأنظمة! .
*

نعود إلى السودان وعسكره “دون القادة” وحالهم وهم يطالعون كحالنا إنفلات الأمن والسلم فيه ويشاهدون إن لم يشاركوا حتى “بصمتهم” على جرائم قادتهم وتلك المليشيات من عصابات وحركات و”جنجويد” ضد أهلهم وشعبهم و وطنهم! .
النظام لا ينتصر بفرضه القهر على الشعوب واستباحته لدماء وأعراض أهله! ليس قوة أن تطلق كلابك الأمنية وصعاليكك من فاقدي النخوة والكرامة يُبشّعون ويُنكلّون في شعبك الأعزل وينتهكون حرامات الله فيهم في ظنك أن ستكسر شوكتهم نفسهم و أعينهم!
ما ستفعله سيُفعل حتماً فيك وفي كل من معك. فأحذر تقلب الأيام والقلوب والأحوال والدول.
*

الحكم ليس بالأمر البسيط السهل وحمل الأمانة عجزت عنها الجبال ثم يأتيك قطاع طرق وصعاليك حركات وفوقهم عسكر من قوَّادي الأعراض والأوطان والشعوب يتبخترون لنا كفراعنة جبابرة وسط دماء وأرواح وأعراض البسطاء! .

و أبشر يا شهيد

‫2 تعليقات

  1. ثم يأتيك قطاع طرق وصعاليك حركات وفوقهم عسكر . … (اذا تم حزم وحسم وبتر هذه الجزئة بقوة القانون وهيبة الدولة، سيأمن اي مواطن -فردا أو جماعة – على نفسه وعرضه وماله) ..في العدم: الفوضى والطوفان – كما هو حاصل اليوم – ولا تدري كيف سيكون الحال غدا.

  2. سلمت يمناك وما خطه يراعك ان بلادنا إنتهت نهاية محزنة لان فينا افرادا خربت ضمائرهم وماتت المروءة فيهم
    هؤلاء اللوردات في كتابهم الاسود ومنافسيتو الزغاوة تخطيط محكم وما كل هذه النزاعات الا وتجدها في دار الفور اما الذين يعيشون في الاقاليم فهمً محل تقدير واحترام لكن العنصريين وناس الشريت النيلي والجلابة تحذروهم قاتلهم الله أنى يؤفكون
    الله غالب ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..