7 أشخاص يقودون الصين خلال ولاية الرئيس شي جين بينج الثالثة

حصل الرئيس الصيني شي جين بينج، الأحد، على ولاية ثالثة تاريخية على رأس الحزب الشيوعي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية “شينخوا”، بعدما أزاح أي معارضة في البلاد وداخل صفوف الحزب.

اختارت اللجنة المركزية الجديدة للحزب، بعد إدخال تعديلات واسعة على تشكيلها، شي جين بينج لولاية ثالثة من 5 سنوات، ما يمهّد لتثبيته رسمياً على رأس الدولة في مارس 2023.

وللمرة الثالثة خلال ما يزيد قليلاً على عقد، قاد الرئيس الصيني موكباً من مسؤولي الحزب الجدد على البساط الأحمر في قاعة الشعب الكبرى وسط بكين، ليكشف عمن سيقود البلد الأكثر سكاناً في العالم خلال السنوات المقبلة، بحسب تقرير لـ”بلومبرغ“.

وسار الأعضاء المعيّنون حديثاً في اللجنة الدائمة العليا للمكتب السياسي، وفق ترتيبهم خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، الذي يُعقد مرتين كل عقد لتنصيب قيادة جديدة.

وتُظهر التشكيلة الجديدة التي أُعلن عنها بعد المؤتمر أن الرئيس الصيني “يهيمن بلا منازع” على الحزب الحاكم، إذ حصل معظم الأعضاء على مناصب تتداخل مع عمل الزعيم البالغ من العمر 69 عاماً. وتضم المسؤولين الذين سيديرون الصين وفق الترتيب الذي ظهروا به:

شي جين بينج (69 عاماً)

تُظهر قدرة الرئيس شي جين بينج على ضمان فترة ولاية ثالثة أنه لم يعد فقط في المركز الأول بين أنداده في اللجنة الدائمة، وإنما أصبح قوة في حد ذاته. إن البقاء في السلطة تطلّب منه إلغاء سِن التقاعد الفعلي عند بلوغ 68 عاماً، ما يؤكد استعداد الحزب لربط مستقبله بأقوى قائد للصين منذ مؤسس النظام ماو تسي تونج.

افتتح شي مؤتمر الحزب بخطاب ٍ متحَدٍ تعهد خلاله بمتابعة خطته لاستعادة مكانة الصين بين القوى العظمى. وإن التغييرات التي أجراها على الهيكل السياسي للحزب وعدم وجود خليفة واضح يتيحان له حكم الصين لسنوات مقبلة.

لي كيانج (63 عاماً)

تثبت ترقية لي كيانج رئيس الحزب في شنجهاي بعد قيادة إغلاق كورونا الذي “اتسم بالفوضى” أهم معايير الترقية، وهي الولاء للرئيس شي. كان لي كيانج رئيساً للموظفين عندما كان الزعيم الصيني رئيساً لمقاطعة تشجيانج، وتم تنصيبه في شنجهاي بعد المؤتمر الأخير.

وصل جميع أمناء الحزب في شنجهاي باستثناء واحد إلى اللجنة الدائمة منذ عام 1987، بما في ذلك رئيس مجلس الدولة السابق تشو رونج جي والرئيس شي.

في يونيو أعلن كيانج الانتصار في الدفاع عن شنجهاي ، المركز المالي الصيني، ضد فيروس كورونا، واصفاً عملية إغلاق لمدة شهرين حبست ملايين الأشخاص في منازلهم، وأثارت اضطرابات متفرقة، بأنها “صحيحة تماماً”.

كما نسب الفضل في ذلك إلى “التعليمات الهامة للأمين العام شي جين بينج”. والمنصب المحتمل، هو رئيس الوزراء عندما يتنحى لي كه تشيانج في مارس المقبل.

تشاو له جي (65 عاماً)

بصفته كبير مسؤولي مكافحة الفساد في الصين، قاد تشاو له جي حملة مكافحة الفساد التي طهّرت خصوم شي السياسيين خلال السنوات الخمس الماضية. قبل ذلك، ساعد في ترقية حلفاء الزعيم الصيني بصفته رئيساً لإدارة التنظيم القوية، وهي الوكالة الأساسية لتعيينات الموظفين في جميع أنحاء البلاد.

قضى تشاو ما يقرب من 3 عقود في تسلّق الرتب في مقاطعة تشينغهاي، وهي مقاطعة شمال غرب البلاد، تقع على مفترق طرق بين بعض أكبر المجموعات العرقية في البلاد. وأصبح في نهاية المطاف أصغر زعيم إقليمي في البلاد، وأشرف على تعزيز اقتصاد تشينغهاي، قبل أن ينضم إلى اللجنة الدائمة في المؤتمر الأخير. والمنصب المحتمل هو رئيس المؤتمر الشعبي الوطني.

وانج هو نينج (67 عاماً)

خلال عقود من صراعات السلطة والتحولات بين النخب في الصين، كان وانج هو نينج واحداً من القلائل الذين تمكنوا من البقاء بشكل مريح داخل الدوائر الداخلية للقيادة. كان العميد السابق لكلية الحقوق في جامعة فودان، وهو أحد أكثر منظّري الحزب نفوذاً، إذ قام بصياغة شعارات مميزة لثلاثة رؤساء.

في كتابه “أميركا ضد أميركا” عام 1991، الذي حظي مجدداً باهتمام بعد هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول الأميركي، سلّط وانج الضوء على نقاط الضعف التي رآها في الولايات المتحدة في تناقضات “الفردية والمتعة والديمقراطية”. وقاد مؤخراً الأمانة المركزية للحزب التي ساعد من خلالها في توجيه سياسات مثل تشديد إدارة الإنترنت في البلاد، وبناء الأحزاب في الجامعات. والمنصب المحتمل هو رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

تساي تشي (66 عاماً)

شهد تساي تشي صعوداً سريعاً في عهد الرئيس شي، من خلال عمله في مقاطعتي جيجيانج وفوجيان الساحليتين الرئيسيتين. انطلق تساي إلى المكتب السياسي من خارج اللجنة المركزية، وهو مسار سريع نادر إلى الهيئة المؤلفة من 25 عضواً، وعُيّن سكرتيراً للحزب في بكين عام 2017.

وشهد هذا الدور البارز استضافة بكين لأول دورة ألعاب أولمبية شتوية في الصين، حيث حصلت الأمة على عدد قياسي من الميداليات الذهبية ونفّذت بنجاح ما يعرف بـ”فقاعة كوفيد”. ولكن عمر تساي يعني أن هذه ستكون مهمته الوحيدة في اللجنة الدائمة. والمنصب الجديد، هو رئيس الأمانة المركزية التي تشرف على الشؤون الأيديولوجية والحزبية اليومية.

دينج شيويه شيانج (60 عاماً)

بخلاف معظم أعضاء اللجنة الدائمة، لم يكن دينج شيويه شيانج مسؤولاً إقليمياً كبيراً على الإطلاق. بصفته كبير موظفي الرئيس شي، بحكم الأمر الواقع، غالباً ما يُرى إلى جانب الزعيم الصيني أثناء الرحلات، مثلما حدث في هونج كونج هذا الصيف في أول زيارة للزعيم الصيني خارج البر الرئيسي منذ بداية الجائحة.

شيانج الذي وُلِد في مقاطعة جيانجسو لا ينحدر من عائلة سياسية ويقال إنه يتمتع بشخصية هادئة، وهي سمات ربما ساهمت في جعله حليفاً موثوقاً للرئيس الصيني.

حقق شيانج قفزة نادرة من عضو بديل في اللجنة المركزية إلى المكتب السياسي في المؤتمر الأخير. والمنصب المحتمل هو نائب تنفيذي لرئيس الوزراء.

لي شي (66 عاماً)

عرف لي شي الرئيس شي جين بينج منذ الثمانينيات، عندما كان يرافق رئيسه بعد ذلك في اجتماعات مع والد شي البطل الثوري، شي تشونج شون، وفقاً لصحيفة “مينج باو” التي تصدر في هونج كونج.

وهذا ما جعل رئيس الحزب الإقليمي لمركز القوة الاقتصادية في جنوب الصين، جوانجدونج، حليفاً للزعيم الصيني. وصل لي أخيراً إلى المكتب السياسي في المؤتمر الحزبي التاسع عشر بصفته المسؤول الأعلى في لياونينج شمال شرق البلاد، حيث اؤتمن على تطهير المقاطعة الواقعة في المنطقة التي تعرف بـ”حزام الصدأ” الصيني (نظراً لتقلص قطاعها الصناعي الذي كان قوياً وتراجع نموها الاقتصادي)، بعد أن كانت غارقة في فضائح شراء الأصوات والبيانات الاقتصادية.

وعمر لي يعني على الأرجح أنه سيخدم لفترة واحدة فقط في اللجنة الدائمة، ومنصبه الجديد هو رئيس اللجنة المركزية لفحص الانضباط المعنية بمكافحة الفساد في الصين.

بعد أسبوع من المداولات خلف أبواب مغلقة اختُتم المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، السبت، بتعديل كبير في لجنته المركزية وهي بمثابة برلمان داخلي للحزب.

واستناداً إلى تقديرات وكالة “فرانس برس”، تم تجديد أعضاء اللجنة المركزية الجديدة بنسبة 65% مقارنة بتشكيلة عام 2017.