
د. الحسن النذير
تبادر الي الذهن سؤال ربما يستهجنه البعض : هل كان الإعتصام أمام القيادة العامة خطوة حكيمة؟ وتتبع ذلك أسئلة أخري : هل كان ذلك مكاناً آمناً ؟ ألم نك نعلم أن القيادة العامة مأخونة ومليئة عن بكرة أبيها بالملتزمين التزاماً صارماً للمؤتمر الوطني؟ وماذا كنا نتوقع من أفاعي ذلك الجحر؟
الم تنطلق تلك الأفاعي يوم 3 يونيو فجراً لتفتك بالثوار وهم نيام؟ وحدث ما حدث!
من المؤكد أن ذلك المكان لم يك آمناً. خلف ذلك السور ، كان هنالك وحش كاسر. هجم بشراسة وغدر بالثوار نياماً. وحدث ما حدث بعضمة لسانه!
هل كان اختيار ذلك المكان، مكان المجزرة الغادرة البشعة، هل كان غفلة؟ ونحن نعلم ما حدث في دارفور والجنوب من مجازر. ونحن نعلم ما حدث في شوارعنا في عام 2013م من مجازر. ونحن نعلم ما حاق بالمتظاهرين السلميين منذ اندلاع ثورة ديسمبر من تنكيل. ونعلم ايضاً ما تم في رمضان للضباط الشرفاء الثمانية وعشرين من غدر ووحشية وتنكيل غير مسبوق.
علي كل حال، وبغض النظر عن الغفلة من عدمها، كانت الطامة الكبري يوم جلست قحت مع الوحش المأخون حتي النخاع، وبعد ان اصيب بالدوار جراء زلزال 30 يونيو 2019م , جلست تحاوره وتوقع معه وثيقة الغفلة التي داس عليها الوحش بقدميه يوم 25 أكتوبر 2021م ومزقها ورماها علي وجه قحت.
والآن ، بإسم العقلانية الجريحة، يبدو أن قحت الجديدة لم تتعلم من قرينتها القديمة . يبدو أنها صدقت توبة الوحش ومسكنة الأفاعي. صدقت قبول اللجنة الامنية لميثاق لجنة تسيير اتحاد المحامين! وفي هذه الأيام ، يبدو ونتمني أن نكون مخطئين ، يبدو أنها تقترب من وكر الأفاعي للمرة الثالثة ، رغم تحذير الشباب الذي ذاق سم الإعتصام الزعاف.
هل “تؤمن” قحت وتتجنب اللدغ من ذلك الجحر مرةً أخري؟ نتمني أن تفوق بعد سونامي 25 أكتوبر 2022م!!.
انت يا دكتور الله ما ليك ديل موش يلدغوا مرتين ديل يختوا الدبيب في جيبهم في جحر واكان الدببب مات يمشوا الامارات يجيبوا دبيب جديد لابس كاكي مدني
حميتي تشادي أجنبي مصيره حبل المشنقة.
المشكلة حقاً في هؤلاء القحاتة أو 4 طويلة كما وصفوهم أنجاس جوبا. إن القحاتة مغفلون أو مغرضون وأنانيون. الآن يستفيدون من ضغط الشباب وتضحياتهم اليومية في الشوارع بأرواحهم حتى أوصلوا المفاوضات إلى اشتراط القتلة إعطائهم الحصانة من الملاحقة الجنائية القضائية لجرائمهم وقد نصحناهم بقبول ذلك مقابل تنازل الانقلابيين من كافة المناصب والمواقع التي في أيديهم وتعهدهم بعدم مغادرة البلاد في الفترة الانتقالية وحظرهم من السفر بناء على ذلك وتسليم السلطة كاملة للحكومة المدنية لتكملة عمل لجنة التفكيك وإعادة هيكلة الجيش وحل كافة المليشيات من كل جنس ولون. ذلك لأن منح الحصانة المطلوبة للتسوية والتسليم لا أثر لها قانوناً وشرعاً لأن حق العفو هو للمضرور من أولياء الدماء وأسر الشهداء وهي حقوق فردية خاصة لا يؤثر فيها قبول قحت بمنح الحصانة للعسكر ومن معهم من الانقلابيين. كما هي لا تغير من القانون الذي ارتكبت فيه هذه الجرائم وهي على كل حال لا تعدله وإن تم إلغاؤه واستبداله بقانون جديد. ولكن ولكن ولكن، حتى وإن تمت التسوية بهذا الشكل وهذه الشروط، فالمشكلة ستظل قائمة مع قحت إن هي تسلمت السلطة مع التحفظات التي ذكرتها أنت. فهي لم تتعلم ولن تتعلم لأنها لا تريد أن تتعلم وذلك لعيب فيها وفي أحزابها. فبصرف النظر عن قول أي شيء في فكرها وبنائها الحزبي وأحجامها فهي جميعاً خارج إطار فكر الثورة الشبابية في معنى التغيير وشموله ليس فقط للشخوص والمؤسسات الموروثة بل لنظام الحكم وحتى الديمقراطية الحزبية وهي أول أهداف التغيير الجذري المنشود لأنها تركة سيئة وأس كل الانقلابات السابقة واللاحقة إن جربنا المجرب والشباب واعون تماماً لهذا فضلاً عن ألا سلطة لهم بهذه الأحزاب ولا يؤمنون بنهجها وهم على كل حال ليسوا ممثلين فيها ولا يرغبون في ذلك البتة. فالمشكلة هي أن مؤدى أي تسوية بين قحت والانقلابيين هي تسليم السلطة لقحت وهذا أمر لايمكن أن يقبل به الشباب بأي حال من الأحوال حتى ولو كانت سلطة مدنية كاملة – والمفارقة أن فيهم من يريد بقاء مشاركة العسكر ولو في أضيق نطاق كضمان لاستمراريتهم وحماية لهم من معارضة 9 طويلة الانقلابية المسلحة أو لضمان الهيكلة المحدودة للجيش في نظرهم ! – هذه هي المشكلة في قحت يا صديقي ولكن مع ذلك فلندفعهم لينجزوا تسوية تسليم السلطة المدنية كاملة لقحت ونخلي الشباب يشوفوا شغلهم معاهم لفرض فكر ثورتهم في التغيير الذي يبدأ بقحت أولاً وقبل كل شيء.
لن ولم تدعم كثير من احزاب قوى الحرية والتغير الثورة والتغير الحق الذي خرج له الشعب…!!!
لن يتناذل البيتين عن ثرواتهم وملك ابائهم ليقتسماها مع محمد صالح مزارع الشمال الفقير، و محمد احمد راعى الشرق المريض، او آدم الهائم المتوكل في الغرب، اوحراس وماسحي الاضرحة في الوسط…!!
من المفهوم ان يطالب هؤلاء مشاركة العسكر وافلات من العدالة لحمايتهم مستقبلا ممن دعموهم وانقذوا رقابهم اليوم، من ابناء عمالهم وخدمهم الداعين لدولة الحرية والسلام والعدالة والثغير الشامل.