خطوات علي خطي الشهداء..!

احمد بطران عبد القادر
في هذا اليوم التاريخي المشهود والمرصود إعلاميا من ايام ثورتنا المجيدة قد خطونا ببسالة نادرة خطوات علي خطي الشهداء وقد سطر شعبنا فيه ملاحم بطولية وقد ارتقت من بين اعيننا روح شهيد ولم تغيب شمس الا لترسل خيوط الأمل من جديد ان النصر أسفار صبحه قريب فلم يمضى يوم ٢٥ اكتوبر الا بعدما خرجت الملايين للشوارع رافعة شعار تسقط بس ومؤكدة ان هذا اليوم له ما بعده .. فقد خرجت جموع جماهير شعبنا بمختلف الفئات العمرية رافضة للانقلاب العسكري مجددا ومصرة علي إكمال المشوار في طريق الثورة والصمود حتي تتنزل اهداف ومبادئ ثورة ديسمبر المجيدة الي أرض الواقع تأسيسا لدولة مدنية ديمقراطية فيدرالية اولي لبناتها القصاص العادل للدم الطاهر وثانيها ضرورة تحقيق العدالة الانتقالية لإزالة الغبن من نفوس تضررت كثيرا من إستبداد تسلطي نفسي وفكري مارسه النظام المباد ضدها وقد تأذت كثيرا من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي وقعت في عهده وفقدت علي اثرها حلالها وفرقانها وقضي شبابها واطفالها والنساء سنوات عجاف في معسكرات النزوح واللجوء وذاقوا جحيم الزل والهوان في بلاد المهجر يستجدون شعوب اخري ان تمنحهم فرصة للحياة والعيش فيها بعدما فقدوا الأمن والأمان في اوطانهم .
هذه الشوارع الملتهبة (التي تزينت اليوم بالثوار الشرفاء والثائرات العفيفات من كل الفئات العمرية) والرافضة للمساومة قالت كلمتها(لا لحكم العسكر لا لعودة النظام المباد لا للافلات من العقاب لا للتسوية علي حساب العدالة لا لسلام جوبا الكارثي لا للعبث ومحاولة تصفية ثورة ديسمبر او انحرافها عن طريقها وقد سمعها القاصي والداني كما ان هذه الشوارع لن تهدأ ابدا فمصير البلاد في سلامها وأمنها ووحدتها و ونهضتها ومستقبل الاجيال القادمة اضحي مرتبط ومرهون بانتصار الثورة وانجاز مشروع التغيير .
فقد تخطت ثورتنا الميمونة بحول الله وقوته محطات الهتاف والانتفاض وصارت ثورة وعي واستنارة لمشروع تغيير جذري يحمل في طياته قيم أخلاقية حميدة ومفاهيم إنسانية عصرية لا يمكن التنازل عنها او المساومة فيها لذا فقد ان الاوان ان تسقط مشاريع النادي السياسي القديم القائمة علي الولاء الطائفي او الديني والانتماءات الضيقه التي تعيدنا للوراء لنبقي في بؤر التخلف والجهل والانحطاط ولا تقدم للبلاد الا المزيد من الخراب والحريق
فلم يعد بإمكاننا العيش الا في ظل سودان جديد يألف حيادة الديمقراطية والدولة المدنية ويرسخ ثقافتها ويزيل المعوقات من طريقها سودان يسع الجميع بمختلف مكوناتهم الاثنية وتوجهاتهم الفكرية والثقافية وروابطهم الاجتماعية فلا مجال لاستعلاء ثقافي او عرقي او ديني فالحقوق علي اساس السوية في المواطنة ولا وصاية من أحد علي احد فالشعب هو السلطة الاعلي وهو صاحب السيادة الوطنية والمحدد لبوصلة مصالحها وطرائق حمايتها وصيانتها من الاستلاب الثقافي ومن عاديات الزمان وصروفه وكل مهددات الوجود والبقاء لدولتنا مستقلة ومستقرة .
ولئن ذكرنا في مطلع حديثنا ان ثورتنا اضحت تحمل قيم أخلاقية ومفاهيم إنسانية رفيعة فإنها ايضا تدرك كيف تخاطب جذور الأزمة السودانية؟ وكيف تورد الحلول الناجعة لمشكلاتنا؟ والتي تتلخص في التخلص من الماضي البئيس وتبعاته والتحرر من الطغيان وكارتيلاته ومن والأنظمة الديكتاتورية الشمولية المستبدة بكافة أنواعها وأشكالها ومرجعياتها نهائيا .
وبعد ذلك الشروع في بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية فيدرالية مرجعيتها الدستور والقانون واللذان يقران بأن شعب السودان شعب متعدد الثقافات والاعراق والاديان وقد عرف الحياة المدنية وعشقها قبل الاف السنين قبل الميلاد فهو جدير بأن تدار بلاده بطريقة مدنية ديمقراطية .
فقد وحدت هذه المدنية الموروثة وجدانه المحب للأوطان فتحلت مجتمعات شعوبه بقبول الاخر و التعايش السلمي مع الآخرين في وحدة شعورية مجتمعية خالدة ومحبة ونكران ذات نحسد عليه ونتوق اليوم اليه
فهذا التاريخ التليد الذي يمجد انسان السودان يتطلب مننا جميعا إنتاج مشروع وطني نهضوي تنموي يعزز اواصر الأخوة والمحبة والتعاون بيننا ويحدث طفرة إقتصادية شاملة يكون محورها الأساسي الإنسان في البادية والحضر علي السواء في المركز او في الهامش تضمن لمجتمعه القدر الوافر من الحرية والقدرة علي المشاركة في صناعة القرار والإدارة و الحكم والتمتع بموارد البلاد وخيراتها وشغل الوظائف الكبرى والصغري في مؤسساتها المختلفة ذات الصبغة المدنية اوالعسكرية لتنقلنا الي عوالم التطور والازدهار .
ولئن كنا نحتفي بهذا اليوم في مظهر ثوري خلاق يؤكد ان الثورة مستمرة والنصر أت ات فالجدير ذكره ان امدرمان اليوم خطفت المشهد وتربعت علي عرش الأمجاد والخلود بشيبها وشبابها ونسائها ورجالها وحتي الأطفال كانت في الموعد ولم ينافسها أحد في كل مدن السودان وحلاله في ظهور ثوري فاعل ومؤثر يجعلنا كلنا يردد بكل فخر واعتزاز انا امدرمان انا السودان .