مقالات سياسية

عام من حصاد الهشيم !!

أنفاس الفجر

عوض الباري محمد طه

عام كامل قضاة إنقلابيو 25/إكتوبر فى السلطة ’ وإذا كان كل شئ يقييًم بسلبياتة وإيجابياته وهو أمر تقتضيه الموضوعية فقد حاولت النظر وفق هذا المعيار فلم أجد إيجابية واحدة للإنقلاب !! .
عام كامل من حصاد الهشيم والمكاسب الصفرية وإضاعة زمن البلاد والعباد وإراقة دماء أبناء الشعب السودانى بلا مقابل ..!! .
تجربة فاشلة بكل المقاييس إعترف بفشلها بعبارات صريحة وواضحة لا مواربة فيها الرجل الثاني في الإنقلاب , وهو فشل (تفرج)  فيه العالم بأكملة قبل الشعب السودانى الذى عايش فشل الانقلاب والانقلابيين فى كل خطواتهم منذ تهيئة المسرح لصناعة الانقلاب وحتى وقوعه فى 25/ أكتوبر من العام الماضى ..  فبماذا يحدث الإنقلابيون أنفسهم الان بعد هذا الفشل البيًن..؟؟ . وماهى حقيقة شعورهم بعد هذا العام من حصاد الهشيم..؟؟ .
عسكريون ومدنيون أحسب إنهم (بكامل قواهم العقلية) إن لم أكن مخطئآ قفزوا قفزة سوء  في الظلام وأذاعوا بيانآ مشؤومآ بتقديرات غبية قبل أن تكن خاطئة ليرث  الشعب السوداني هذا المصير البائس , لقد تفوقوا على إبليس نفسة في صناعة الخراب والتردي , ولو جلس إبليس مع كبار مساعديه يخطط لدمار هذه  البلاد والعبث بحال شعبها مائة عام لما صنع ما صنعه هؤلاء في عام واحد فحسبنا الله ونعم الوكيل .
كل الشعب السوداني بما في ذلك شبابة اليافعين كانوا يعملون يقينآ إن هذا الإنقلاب مصيرة الفشل المحتوم , وكل القراءات في الساحة السياسية السودانية كانت تقول بذلك .. الجمع كانوا يعملون ذلك حتى الجهات الخارجية التي أوحت للإنقلابين بالإنقلاب وأملته عليهم ، فقط الإنقلابيون وزمرتهم (وحاضنة الموز المصنوعة) هم من كانوا يجهلون ذلك !! والدليل على ذلك خروج الآلآف ضد الإنقلاب قبل إذاعة بيانة الأول إذ لم ينتظر السودانيون الفريق البرهان ليسمعوا ما يريد قوله فى بيانه الذى تأخر كثيرا  لأنهم يدركون أن مايقوله مهما كان سيكون عكس عقارب الساعة وفى الاتجاه المعاكس لمسيرة التاريخ الطبيعية ، لذلك نكر الإنقلابيون أنفسهم الإنقلاب , وأدعوا إن ماصنعوة ليس إنقلابآ وإنما هو (تصحيح لمسار الفترة الإنتقالية) فما هو حصاد هذا التصحيح المدعى..؟؟.
أول هذا الحصاد – وأول القصيدة كفر – إراقة دماء قرابة المائة وعشرين شابآ وشابه من خيرة أبناء الشعب السودانى وإصابة أكثر من ألفى شخص بالأذى بدرجات متفاوتة وكسب الغبن لأسر ومعارف كل هؤلاء ولقطاع واسع من الشعب السودانى يشكل الأغلبية الرافضة لهذا الإنقلاب المشؤوم .
ولم يتوقف مسلسل القتل والإنتهاكات عند هذا الحد فى عاصمة البلاد وحدها فقد تمدد العنف والقتل على الأساس القبلى ليحصد أرواح المئات فى دارفور والنيل الأزرق وشرق السودان وعدة مناطق فى البلاد المكلومة ليصل الأمر مداة بالإستيلاء على أسلحة الجيش من مخازنة كما حدث مؤخرآ بالنيل الأزرق وقائد الإنقلاب هو قائد الجيش الذي يريد تصحيح المسار ..!!!! ومن أسباب الانقلاب المدعاة أنفراط عقد الأمن والإساءة للقوات النظامية فأى أنفراط لعقد الأمن وقدح فى القوات النظامية أكثر من ذلك الذى حدث في زمن الانقلاب وفى ظل سلطة ..؟؟ وهل حادث مثل هذا سبق أن حدث فى السودان فى كل تأريخه بكل ما فيه من صراع..؟؟.
عام كامل إنتهى فية الانقلاب إلى حيث بدأ وفشل كامل فى تكوين حكومة من الأساس ناهيك  عن إكمال هياكل السلطة فى إسبوعين كما قال البرهان فى بيانه الفاشل !!!.
ولأن المخازي تولد مذيدآ من المخازي فقد وصل التردى الاقتصادى مداه ،  وإعتمدت (مالية جبريل إبراهيم)  على جيب المواطن وهو أمر لم ينكره جبريل ، وتوسعت رقعة الاحتجاجات والإضرابات والإعتصامات , والاضطرابات وعمت الفوضى وإنفرط عقد الامن والبلد يحكمها العسكر الذين يدعى مؤيدوهم إن لا أحد غيرهم يحسم الفوضى كما يقول القصر ومراهقى السياسسة ، وضاعت على البلاد أكثر من (4) مليار دولار كانت في طريقها للسودان ووقف برنامج ثمرات الذى سند كثيرا من الاسر السودانية ، وتبدد الأمل في التعافي الإقتصادى بعد رفع الديون أو تخفيضها وعاد السودان إلى العزلة الدولية من جديد , وتفاقم التدخل الدولي في الشؤون الداخلية ، وبعد أن كان قائد الانقلاب ينتقد وجود السفراء الأجانب فى ميدان الإعتصام قبل فضه أصبح الأجانب يديرون شؤون البلاد بأكملها , أما التعاون الأمني والإستخباراتى مع إسرائيل فهو أمر معلن وبلا مقابل ..!!.
لقد نقلنا الانقلاب من حالة دولة طابعها التنازع والخلافات إلى لا دولة بعد عام من حصاد الهشيم , فبماذا تحدثهم  أنفسهم بعد هذا الحصاد..؟. وماذا يقول لهم ضميرهم أن فيهم ذرة ولاء لهذه البلاد , وحسبنا الله ونعم الوكيل .

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. ايحابيات الثورة التصيحيه يوم ٢٥ اكتوبر ان تتساوى اربعة طويلة والحزب الشيوعى السودانى مع بقية القوة السياسية وانهاء دولة المغول ولجنة نيرون .

  2. ابرز ايجابية ايقاف سرقة اموال الشعب السودانى بواسطة لجنة غير دستورية لجنة وجدى شاشات

  3. ٢٥ اكتوبر انهاء دولة العملاء فى السودان والديكتاورية المدنية حيث كانت اسؤ ديكتاتورية فى تاريخ السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..