الحسن النذير
أولاً : وقبل طرح أي تقديرات رقمية ، نؤكد بأن تكلفة هذا الانقلاب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي. والسبب هو أن أرواح الشهداء التي صعدت إلي بارئها لا تقدر بثمن ولا تحصي بالأرقام . لأن الرقم لا يعني شئ قياساً بالألم والحزن الذي فتت أكباد الأمهات والآباء الذين فقدوا ابناءهم. نعم لهذا السبب يستحيل تقدير تكلفة الانقلاب. أقول قولي هذا انطلاقاً من تجربتي الشخصية في فقد فلذة كبدي وكبد زوجتي ، قبل 25 عاماً ، حين فقدنا فجأةً ودون مقدمات ، إبننا الأكبر ياسر في أديس أببا. وقع علينا ذلك كالصاعقة ، أذاب أفئدتنا وجعلنا بلا حول ولا قوة ، وحقاً لا حول ولا قوة إلا بالله . طعم ذلك ، أي فقدان فلذة الكبد لا يعلمها إلا من ذاقها . وفي الحقيقة لا يعلمها إلا الله ، لأن درجة الصبر والتماسك تختلف من شخص لآخر حسب التكوين النفسي وقوة التحمل وأولاً وأخيراً حسب القدرة علي الإحتساب إلي الله والقناعة بإرادته سبحانه وتعالي .
فقدان السودان لما يفوق 20 مليار دولار جراء الانقلاب :-
– 14 مليار ديون تم إلغاء إعفائها .
– 4 مليار مساعدات من مؤسسات التمويل الدوليية تم إيقافها .
– 700 مليون مساعدات أمريكية تم تجميدها .
– آلاف الأطنان من قنابل الصوت وإسالة الدموع ومياه الزربان ، والمحروقات ، قطع الغيار مليارات الجنيهات لبدل الإستعداد لقوات الشرطة والامن والجيش … الخ .
كل تلك الخسائر المادية التي كما أسلفنا تفوق ال 20 مليار دولار إضافة لمبالغ كبيرة جداً . – جراء تعطل إنتاج السلع والخدمات – يصعب حصرها الآن ، كل هذة الخسائر المادية الضخمة ، تتضائل أمام فقداننا لتلك الكوكبة من أعزائنا الذين لم يبخلوا بأرواحهم الطاهرة من أجل كرامة وعزة ورفعة الوطن ، وقاوموا آلة الإنقلاب الغاشمة بشموخ وصعدت أرواحهم وهم واقفين كالاشجار الباسقة.
الله وحده يعلم تكلفة إنقلاب 25 أكتوبر الغاشم . والله وحده يعلم تكلفة ما تبقي من عمر هذه الحرب علي شعب السودان الباسل.
لقد كان الانقلاب كارثة على السودان و شعبه
فقدنا شبابا روح كل واحد فيهم لا تعوضه خزائن قارون