مقالات وآراء

هل سمع مناوي وجبريل بقصة الطفل هارون

 

 

بشفافية
حيدر المكاشفي
القصص المؤلمة والمحزنة والمفجعة التي كان ومازال الفقر وتدني مستوى الدخول والأجور سببا رئيسا فيها، في مقابل الطفرات المتصاعدة للغلاء والصعود المستمر للأسعار وتكلفة الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وخلافه، وما رافق ذلك من خلخلة إجتماعية وزلزلة معيشية أوشكت بعد الانقلاب أن تكون تسونامي يطيح بكل قيم المجتمع السوداني المتوارثة جيلا عن جيل، ووقوف الانقلابيين عاجزين عن فعل شيء ذي بال لمجابهة هذا الخطر الداهم والماحق، لأنهم ببساطة سبب كل هذا البلاء ظلت الاقتصادي وغير الاقتصادي، بل هم أس المشكلة وأساسها ولم ولن يكونوا جزءا من الحل، ما لم يسقط هذا الانقلاب وتعود الامور الى جادة المسار المدني الديمقراطي وتحقيق كل أهداف الثورة..ولا شك أن مثل هذه القصص والمآسي كثيرة بعدد الفقراء والمعوزين والمعسرين وذوي الدخل المحدود والحيل المهدود، ولا شك أيضا أنه ما من مواطن أو مواطنة من أهل السودان إلا ويعرف معرفة شخصية أكثر من قصة ومأساة، هذا إن لم يكن هو شخصيا صاحب قصة يتداولها الآخرون بكل حزن وأسف…
من بين قصص الفجيعة هذه نحدثكم اليوم عن أحدثها ولا نقول آخرها، والقصة هي قصة الطفل محمد هارون ذو التسعة أعوام الذي مات مسموما بسبب تناوله غذاء فاسد من مكب نفايات، ولولا ان هارون كان جائعا لما تناول أي شيء من المكب، وتقول قصته المحزنة انه ذهب مع اقرانه من اطفال مخيم عطاش للنازحين الذي يبعد 7 كيلومترات شمال شرقي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ذهب ورفاقه إلى مكب النفايات الوحيد لمدينة نيالا للبحث عن طعام يكبح جوعهم الذي ظل يحاصرهم بعد أن أوقفت منظمة الأغذية العالمية حصص الغذاء عن المخيم الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 200 ألف نسمة بحسب إدارة المخيم، وكذلك للحصول على الخردة وهو الحديد الذي يجمع ليعاد تصنيعه، لكنهم وجدوا مواد غذائية لم يعلموا أنها تالفة أو منتهية الصلاحية، وبدأوا إلتهامها، ولم تمض إلا دقائق حتى بدت عليهم آثار هذه المواد حيث أصيبوا بالغثيان والاستفراغ، وعندما علمت الأسر في المخيم بما جرى لابنائها، تحرك سائق موتر توكتوك إلى المكب(الكوشة) واحضر أربعة أطفال حالتهم خطرة من بينهم هرون الذي لقي حتفه بعد وصوله المركز الصحي الخاص في المخيم واتضح أنهم أصيبوا بالتسمم.. ان قضية الطفل هارون ورفاقه الايفاع من قاطني معسكر النزوح تقطع نياط القلوب،
انها قضية الجوع والمسغبة التي تدفع كثير من الاطفال البؤساء والفقراء واطفال الشوارع للتنقيب داخل مكبات القمامة بحثا عن لقمة تبقيهم على قيد الحياة، وكم هو مؤلم ان تظل هذه القضية عالية الانسانية والحساسية بلا حل حتى الآن، فيما عدا بعض المحاولات الأهلية المحدودة، اذ ظلت الحكومات المتعاقبة خلال العهد البائد تطلق فقط الوعود دون تنفيذ، بل ان الحال بات يزداد سؤا مع سؤ الاحوال الاقتصادية والمعيشية العامة،
وهذه والله سبة وعار علينا جميعا مجتمعا وحكومة ان يجوع بيننا هؤلاء الايفاع الصغار دون ان تحرك فينا قضيتهم ساكنا، ونكتفي فقط بإطلاق الآهات والحسرات انها والله فضيحة وعار وجب علينا التحرك سريعاً لمحوه كمجتمع، وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة اليوم قبل الغد..أما حركات دارفور التي يتربع قادتها على كراسي السلطة باسم هؤلاء البؤساء الراجح انهم لم يسمعوا بقصة الطفل هارون مجرد سماع دعك من ان تقض مضاجعهم.. ولا حول ولا قوة الا بالله.
الجريدة

‫5 تعليقات

  1. هرون طفل شماشي بتاع سلسيون اكل من كوشة ومات ….لف ياكاتب ياعاطل شوف ليك موضوع تاني تتكسب بيه

    1. من الواضخ والحلي انم شخص بلا ادب ولا أخلاق
      حتى لو كان شماسي.انه انسان أليس لك قلب ايها الوقح، هل يرضيك موت انسان حتى لو كان مخمورا او اي شيء آخر ان يموت جوعا.

      أعتذر منك المكاشفي وهل أمثال مني وجبريل وحجر وعقار ومن لقب نفسه بالحجاج بن يوسف سيء
      الخلق علاه يهمهم امر المواطن.
      حميتي تشادي أجنبي مصيره حبل المشنقة.

  2. … اليوم رأيت طفلا..لم يتجاوز الثانية عشر … ىأكل من كوشة في احد أحياء الخرطوم…. هذا المشهد الصادم المؤلم…. كان على بعد أمتار مني…

  3. نسأل الله أن يصبر والديه ويخلف عليهم لكن في يقيني أن المسؤولية تقع على السياسيين إذ أنهم يصارعون بعضهم كاعداء وليس كخلاف في الرأي بين مواطنين من نفس الدولة والغريبة انه لا أحد فيهم تم انتخابه من قبل الشعب إنما هي خيالات واوهام لا اريكم الا ما أرى ولا اهديكم الا سبل الرشاد.

  4. وكمان صاحبنا الذي يتحاوم في بريطانيا.ز بجهز في تجريدة بثلاثة ألف حروف من أعز الخرفان تبرعاً لقطر بمناسبة كأس العالم.. والله عاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالم عشنا فوشفنا زمن الجوع والفقر والتبرعات السخية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..