مقالات وآراء

للفلول .. التحدي الآن هو العدالة الاجتماعية!

 

 

خارج السياق
مديحة عبدالله
يحاول الفلول من قادة المؤتمر الوطني المحلول وجماعات إسلامية وبطانة استفادوا من النظام البائد أن يجمعوا أطرافهم وإطلاق تصريحات وتسيير مواكب بدعوى إنهم يمثلون جبهة ضد (اليسار)، مما يدل على أنهم لم يعوا درس ثورة ديسمبر المجيدة ولم يستوعبوا رسائل شعب السودان التى ظل يطلقها ويوجهها كل يوم لمختلف القوى السياسية والمدنية، من أصغر قرية لأكبر مدينة في البلاد مفادها أنه لن ينكص عن هدفه في تحقيق العدالة الاجتماعية، وهو هدف لا يدرك أبعاده الفلول خاصة الإسلاميين منهم..
وحتى تكون الرؤية واضحة فالعدالة الاجتماعية تحقيقها يرتبط بدولة المواطنة الديمقراطية، وهي هنا لا تقف على ركيزة الحقوق المدنية فقط وإنما الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والشعب تجاوز فترة الانقاذ الكالحة حين تم استغلال مشاعره الدينية والروحية أسوأ استغلال ولم يجن سوى الفقر والقهر، وإذا ظن الفلول للحظة أن عهدهم المظلم سيعود فعليهم مراجعة حساباتهم، فهم لم ينطقوا بكلمة وتنكروا لانتمائهم للمؤتمر الوطني وسلطة الانقاذ إبَّان اندلاع الثورة ولم يشعروا بالأمان إلا في ظل الانقلاب العسكري، فهم لا يمكنهم الظهور إلا في زمن الدكتاتورية.
التحدي الآن هو تحقيق العدالة الاجتماعية، حيث أصبحت هي الميزان الذي يقيس به الشعب الأمور، ولقد اختبرهم طيلة ثلاثين عامًا ويا له من اختبار مر، وإن كان ثمة حسنة فهي ما كشفت عنه التجربة من ظلم وتمييز رغم شعارات الدين ومظاهر التدين الكاذبة، وهنا لا يحتاج اليسار إلى التضليل ليكسب ثقة الشعب ومدى صدقه في تبنى شعار العدالة الاجتماعية فهو لم يكتنز الثروات عن طريق النهب، ولم يقم بتهريب أموال الشعب ولم يصنع الفقر ليستثمر فيه باستغلال حاجة الناس ورغبتهم فى الحصول على أبسط الاحتياجات لإرغامهم على الطاعة وتزوير إرادتهم في الانتخابات.
لقد أوجدت ثورة ديسمبر واقع جديد، يبدو واضحًا أن الفلول لم يدركوا كنهه، فقدراتهم أقل من أن تستوعب الحاضر دعنا عن المستقبل، وتسيير المواكب وعقد الندوات لا يدل على أنهم يملكون القدرة على إعادة عقارب الساعة للوراء أو اقناع الشعب بإعادة تدوير تجربتهم البائسة، بل على العكس سيصدمهم تحدي مطلب العدالة الاجتماعية وحينها سيدركون أين يكون اليسار.
الميدان

تعليق واحد

  1. اليسار واليمين كلها نظريات والعبرة في التطبيق.. الشخصية السودانية طبيعتها واحده أن كانت متدينة أو غير متدينة تستسهل المال العام وهذا مشاهد لدى ولا يحتاج إلى دليل.. احسن حاجة تتفقوا سريع وتملوا كروشكم دي وتخلونا نمشي لقدام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..