مقالات وآراء

ثورة السودان … و الآن؟!

بالتجربة لم يعد أمام أحزاب المساومات و المحاورات و التسويات غير التسليم بالحقيقة المرة أنهم لم يكونوا بمستوى الثورة و تحدياتها و أن عليهم مواجهة الحقيقة الأكثر مرارا أنهم ساهموا بقدر وافر في تعطيل الثورة عن بلوغ غاياتها بإستخدامهم نفس الأساليب القديمة التي أدت في الماضي لذات النتيجة و أفشلت جميع الثورات الشعبية.

إن من تسنموا ذروة الثورة لم يختلفوا من حيث الجوهر عن أؤلئك الذين ثار عليهم الشعب. إنها ذات القناني القديمة وضعت عليها ديباجات حديثة و بقى المحتوى و النتيجة ذاتها. و لطالما ظل المنهج واحدا فمن المستحيل الوصول لنتائج مغايرة.

الثورة تعني التغيير الشامل و هذا المعنى بالذات لا يراد له ان يتنزل إلى أرض واقع الثورة لأنه يعني ذهاب طلاب كراسي السلطة و المرتبطين بهم من أصحاب المصالح. و في حقيقة الأمر إن طلاب كراسي السلطة الجدد هم في حقيقتهم إمتداد لؤلئك الذين قامت ضدهم الثورة و لذلك يحولون دائما دون أن تبلغ الثورة غاياتها بل يوقفونها و يعطلونها في محطة “نصف ثورة” لتجري إعادة توزيع الغنائم وفق الواقع الجديد القديم و يتفرق دم الثورة بين الفريقين و الخاسر دائما هو الشعب أبو الثورة نفسها و دافع تكلفتها دما و عرقا و شقاء.

الآن على لجان المقاومة ألا تعير إلتفاتة لما يجري في الساحة السباسية من عبث و عبث مضاد و عليها أن تواصل سيرها في درب الثورة الوعر لتكوين قواعد بناها و هياكلها على مستوى الأحياء و القرى و المدن بحزم و عزم و مثابرة حتى تبلغ التمام و عندها فقط تشهر التغيير الشامل على جميع الأصعدة.

لا يبقى أمام العابثين بالثورات السودانية إن أرادوا خيرا بالبلاد إلا التوقف عن السير في دروب المساومة و المحاصصة و التوجه فورا بصدق نحو قطار الثورة و الجلوس في المقعد الخلفي بهدوء تكفيرا لما إقترفوه من جرائر في حق الشعب السوداني و ثوراته المتعاقبة.

6 أبريل يحبنا و نحبه

م/ التجاني محمد صالح

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..