زوبعة سد النهضة والاجندة الفرعونية المعادية للسودان من وراءها

د. عبد الرحمن محمد يدي النور
لقد انغمس الاعلام والساسة في السودان في الآونة الماضية في زوبعة سد النهضة وفقاً للدعاية المصرية وهي أن اثيوبيا تبني سداً وأن هذا السد يهدد “حقوق” مصر والسودان المزعومة في المياه الإثيوبية. بل وتم جَرْف ما يسمى بالخبراء في السودان في مجال مياه النيل خلف هذه الزوبعة المفتعلة وكأنهم لا يعلمون المنافع الكبيرة لهذا السد للسودان وإن حقوق السودان في المياه لن تتأثر أبداً بهذا السد وأن لإثيوبيا كامل الحق في الاستفادة من ثرواتها الطبيعية النازلة من السماء عليها. وتحركت السياسة ووسائل الاعلام والمناقشات في السودان في تداول هذا الامر بغباء وفقاً للمنظور الذي هندسه الصراخ والعويل المصري المفتعل فقط والذي هندسته بدورها دوائر الاستعمار الحديث ليحصلوا على نصيبهم من كيكة التوسع المصري الطامع في السودان وثرواته ولم يتفحص الساسة والعسكر الاغبياء والخبراء المُبرمَجين في السودان الامر من جميع جوانبه الخطيرة.
لا يمكن لمشروعٍ كبيرٍ كسد النهضة وتقوم بتمويله جهات مالية عالمية أن يتحرك إلى الأمام ويتم إنجازه من دون الحصول على ضوء أخضر من الدوائر المالية الاستعمارية العالمية والتي تديرها الدول الغربية وامريكا وصهيونيتها. كما أن مصر كانت مشاركة في كل ذلك ومباركة لمشروع السد في بداياته وهي تعلم المآلات الحتمية من قيام سد ضخم من هذا القبيل وهذا يشير إلى أن في الامر مسائل تتجاوز الاجندة الظاهرية والمعلنة وما تتناولها السياسة ووسائل الاعلام.
ثم انغمست السياسة المصرية وبوقها الاعلامي في صراخ وعويل معتوه حول ما تسمى “حقوق” مصر التاريخية المزعومة في مياه النيل وتحركت مصر إقليمياً ودولياً بطريقة محمومة وهي تصرخ بهذه المزاعم الاستعمارية حول حقوقها المزعومة في مياه النيل وهي لا تملك فيه حقاً حقيقياً. وحشدت مصر في ذلك ما استطاعت أن تحشد وكان من بين الحشود الساسة والعسكر الاغبياء في السودان وخبراءه المعتوهين ولم يدرك هؤلاء الساسة والعسكر والخبراء الاغبياء-بالوراثة في السودان أن مصر ليس هدفها تعطيل سد النهضة ولا هدفها حماية ما تسمى “حقوقها” في مياه النيل بضرب أو تعطيل سد النهضة وإنما لمصر مطامع داخل الأراضي والمياه والثروات السودانية. فمصر تعلم جيداً أن هذا السد سيكون للسودان كالسد العالي لمصر ولذلك فإن مصر تريد أن تستحوذ على الاراضي التي تقع خلف سد النهضة بعد أن تحقق مطامعها الجيوسياسية في السودان وتعلب إمارات عهر أولاد زايد دوراً كبيراً في ذلك كما فعلوا في القدس الشرقية من خلال عمالتهم وسمسرتهم بالممتلكات الفلسطينية لصالح الصهاينة.
إن مصر تعلم أنّه حتى لو حجز سد النهضة كامل المياه الاثيوبية التي تسقط من السماء على الأراضي الاثيوبية داخل الأراضي الاثيوبية فإنه ليس لمصر الحق في الاعتداء على اثيوبيا وإن القانون الدولي لا يعطيها الحق في ذلك أبداً. لأن أي اعتداء من هذا القبيل سيكون سابقة تاريخية لم تجرؤ عليها أية دولة أُخرى ولا يحق لها ذلك أبداً وأن أي اعتداء مصري على اثيوبيا سيؤدي إلى انتقام اثيوبي حتمي عاجلاً أو آجلاً ولن تنجو مصر من ذلك الانتقام الاثيوبي الذي سيكون مؤذياً لمصر أكثر من الأذى الذي يمكن أن تتسبب به مصر لإثيوبيا من عملية ضرب سد النهضة وتعطيل العمل فيه. فتركيا تُقِيم السدود على منابع دجلة والفرات كما تشاء ولا يحق لسوريا أو العراق القيام بأي عمل عسكري لإيقاف إقامة تلك السدود ، حتى لو كانتا قادرتين على ذلك، لان المياه التي تسقط من السماء على تركيا هي مِلْك لتركيا حتى تخرُج بقايا تلك المياه من حدودها الإقليمية. كما تفعل الصين نفس الامر بالنسبة للمياه ومنابعها التي في أراضيها. ولذلك فإن هدف مصر من خلال خلْق كل تلك الزوبعة المحمومة حول سد النهضة والاجتماعات والمباحثات والاستعراضات العسكرية مع العسكر الاغبياء وأبناء الحرام في السودان هو تحقيق أكبر مكاسب جيوسياسية داخل السودان مما يجعل السودان جزءً جغرافياً لا يتجزأ من مصر وبعد ذلك لن يضير مصر أن تبني اثيوبيا عشرين سداً على النيل بل لن يضير مصر إن حجزت اثيوبيا كل مياهها داخل أراضيها. إن فرصة مصر التاريخية لتحقيق مطامعها الجيوسياسية في السودان هي استغلال زوبعة سد النهضة هذه وخلق اختراق جيوسياسي يعيد السودان إلى عهد الاستعمار التركي والذي اتى معه المصريون مرتزقة أو عهد الاستعمار البريطاني والذي اتى معه المصريون مرتزقة ولم يشهد السودان سفكاً لدماء ابناءه كما شهده في هذين العهدين الاستعماريين ولم يكن من سفكوا دماء السودانيين أحداً سوى المرتزقة المصريون الذين لو لا التحاقهم بالجيوش الاستعمارية لَمَا تجرأ الاتراك أو الانجليز على دخول أراضي السودان التي تتكون من صحراء وشبه احراش واحراش.
لذلك يجب على الشعب السوداني أن ينتبه لهذه المؤامرة التي اسميها مؤامرة القرن والتي يتم انجاز اجندتها من خلال استغلال ما يسمى “حقوق” مصر المزعومة في مياه النيل. فبعد أن فشل مشروع القرن الصهيوامريكي والذي كان لمؤامرة القرن المصرية في السودان هذه علاقة معها ومكمِّلة لها وجائزة لمصر بسبب أدوارها العميلة والمشبوهة في المنطقة فقد استمر السعي المصري في انجاز مؤامرة القرن في السودان رغم توقف انجاز مشروع القرن الصهيوني بعد أن وجدت الدوائر الغربية والصهيوامريكية العين الروسية الحمراء وأدركت تلك الدوائر أن روسيا قادرة على إشعال منطقة الشرق الأوسط برمتها ضد الغرب والدوائر الصهيوامريكية إذا استمروا في انجاز ما يسمى بمشروع القرن الصهيوني ولذلك حاولوا الانتقام من روسيا في اوكرانيا. لكن استمرت مصر في انجاز مؤامرة القرن في السودان وتقوم الدوائر الغربية والصهيوامريكية بتقديم المساعدة لمصر لتحقيق ذلك خدمة لمواقفها التآمرية ضد العالم العربي والإسلامي خاصة ونحن نشهد مشاركة عاهري الشيخ زايد في هذه المؤامرة بشكل حثيث وظهور مطامعهم في الأراضي السودانية وثرواتها ودليل ذلك أن لإمارات عهر أبناء زايد علاقات وطيدة مع اثيوبيا وتساهم بدورها في إكمال سد النهضة هذا والتي تتظاهر مصر بمعارضة بناءه رغم ان لها علاقات وطيده مع امارات عهر أبناء زايد. وهذا يؤكد أن المسألة ليست مجرد مسألة سد النهضة أو “حقوق” مصر المزعومة في مياه النيل وإنما فقط تحقيق أطماع مصر التاريخية في السودان. فإذا حقَّقت مصر اطماعها الجيوسياسية في السودان فإنه ليس من أولوياتها جريان النيل حتى الدلتا لأنها إذا حققت مطامعها الجيوسياسية في السودان فإنها تستطيع بذلك أن تحرِم السودان وشعبه من استخدام كامل حقوقه في مياه النيل وتستغل مصر بذلك الأراضي السودانية لصالح مشاريعها الاستيطانية المستقبلية في السودان على حساب الشعب السوداني واجياله المستقبلية.
ولذلك فإنه على الشعب السوداني أن ينتبه أنّ أراضيه وثرواته مستهدفة بواسطة مصر الفرعونية. يجب على الشعب السوداني أن ينتبه أن مصر الفرعونية لن تعتدي على سد النهضة وإنما تسعى مصر الفرعونية إلى تحقيق مطامعها الجيوسياسية في السودان. على الشعب السوداني ان يدرك أنه وكما كان الكيزان يفعلون فإنّ المنظومة العسكرية الكيزانية الغبية التي تحكمه الآن تلعب نفس أدوار المرتزقة السودانيين الذي قدموا تسهيلات لعلمية احتلال السودان بواسطة الاتراك والإنجليز خلال القرنين الماضيين وكما قلنا سابقاً فقد كان لمصر دوراً ارتزاقياً كبيراً في ذلك بل أن معظم الدماء السودانية التي تم سفكها في تلك العهود كان لمصر دوراً كبيراً في سفكها بل كان لمصر دوراً كبيراً بعد مغادرة المستعمر في دعم كل تمرد وعدم استقرار في داخل السودان وكل ذلك كان هدفه الإبقاء على السودان دولة ضعيفة وقابلة للتفكيك واراضيه قابلة للضم والاستعمار والاستغلال.
إن ما يدور الآن من تنسيق بين المنظومة العسكرية الكيزانية الغبية التي تحكم السودان والجيش الفرعوني الذي اسكن شعبه في المقابر ليس هدفه عرض العضلات أمام اثيوبيا لان مصر لا تملك عضلات حقيقة لأنها أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم ولا تملك قوتا لشعبها وإنما هدفها الاكثار من العملاء والجواسيس داخل السودان تمهيداً لتحقيق المطامع الجيوسياسية المصرية في السودان. ولذلك على الشعب السودان ألّا يكون ساذجاً بل عليه أن ينتبه لِما يُحاك ضده في الدوائر الصهيوامريكية المصرية. فالسودان لا يتأذى من هذا السد أبداً وأن هذا السد هو بمثابة السد العالي السوداني داخل الأراضي الاثيوبية وأن هذا السد له منافع كثيرة على السودان وأن منافعه أكثر من اضراره لو كانت هناك في الحقيقة اضرار. وعليه يجب أن ينتبه الشعب السودان لِما يُحاك ضده تحت ستار سد النهضة وهذا بلاغ للشعب السوداني قبل فوات الأوان.
تحليل واعي وقراءة سليمة .. لك كل التحايا..
الله يكثر من امثالك في السودان اخي- نحن نحتاج لتعبئة ضد اعداءناالحقيقيين والتاريخ اثبت انهم بالفعل اعداءنا الحقيقيين
مقال ملئ بالكراهيه والحقد والجهل اللهم عافنا مما ابتليت به أمثال هذا الكاره الجاهل
تضرر مصر من سد النهضة هو أن السد يساهم في استقرار منسوب النهر مما يمكن السودان من الاستفادة منه طول العام باقامة مشاريع جديدة أو مضاعفة الدورات الزراعية وكان المصريون يستفيدون من فيضان النيل حيث يقف السودان عاجزا عن الاستفادة منه فيذهب لمصر وكذلك في مواسم انحسار مياه النيل – وكل ذلك ليظل السودان عالة على المنتجات الزراعية والبستانية المصرية. أما عند استقرار مناسيب النيل طول العام فهذا يمكن السودان من مضاعفة انتاجه وبالتالي تقلص احتباجه للمنتجات المصرية بل ويبحث عن أسواق عالمية لمنتجاته التي تحتكرها مصر اليوم، على قلتها، بأقل الأسعار. بل هي تجارة مقايضة تبادلية يقدم فيها السودان منتجاته الزراعية والحيوانية ذات الامتياز العالمي مقابل منتجات الصناعات البلاستيكية الهايفو والمنتجات البستانية الملوثة التي تسقى بمياه الصرف الصحي
رائع اخي علي
مشكلة مصر الإنفجار السكاني وليس سد النهضة وهم يعلمون ذلك مما يجعل مشروعهم لإستيطان السودان مسألة حياة او موت بالنسبة لهم ويساعدهم أطفال السياسة الإماراتيين ورأسمالية المرتزقة السودانيين
كلام جميل عودة
أقول لكاتب المقال المغمور أكيد وأكاد أجزم أنك نلت الدكتوراة من أحد جامعات الكيزان التي تسبهم في هذا المقال ده إذا ما كنت واحد منهم في يوم من الأيام. يا أخي أن تحمل درجة الدكتوراة وبذا يكون الحد الأدنى في أفكارك اللالتزام بالموضوعية. أولا وقبل كل شيء لا يحق لك بحال من الأحوال أن تسب أي شعب أو دولة وهذا نوع من قلة الأدب وسؤ التربية ومؤشر على تدني الأخلاق والعجز والهروب إلى الأمام بافتعال واختلاق المشاكل. المعلوم لدى أي انسان مهما كانت محدودية معرفته وثقافته هي أن الدول أي دولة تعمل لتحقيق أكبر المكاسب لشعوبها. طيب يادكتور يا جاهل أي الخلل هنا ومن الذي يجب أن يعاب الشعب السوداني وحكوماته المتعاقبة أم مصر والآمارات . إذن يا………….. يجب أن توجه كل سهامك الملئية بالحقد والكراهية والجهل أن توجه للداخل وليس للخارج. ,اعلم أيها الدكتور الفالصو أن الإمارات ليس في حاجةللسودان في أي شيء فهي دولة غنية ومتقدمة ولديها مصالح مع دول أنحاء العالم بل صار العالم من أقصاه لأقصاه يحج للإمارات ويخطب ودها. مرة أخرى أني أشك كثيرا أن تكون حاملا لدرجة الكتوراة وإذا كنت كذلك فليس لديه أدنى شك أنه قد أجيزت في زمن الكيزان ومن جامعات الكيزا،. مقال كله سب وشتائم لدول تبحث عن مصالحها. فاشل
موت بغيظك- نحن جاهزون لمواجهتكم وانتم لستم رجال مواجهة
لن يتقدم السودان مالم ياتى رئيس تكون الخلفية فى مكتبه مصرعدو السودان الاول والله هذة حقيقة ان عدو السودان الاول هى مصر ولن تدع مصر السودان ان يستقر ففى استقرار السودان الخطر عليهم فهم قوم لا ايمان لهم وان الرزق ليس من الله بل من الفلهوة والانانية وقوم لا يأتون الا بالجزمة المحصلة مصرعدو
رائع راجي
لا فض فوك اخي راجي- هذه هي الحقيقة التي يجب علينا تعبئة الناس بها ليكونوا جاهزين