مقالات وآراء
الهجوم على دار المحامين .. الهدف مكشوف

خارج السياق
مديحة عبدالله
الهجوم العنيف الذي شهدته دار المحامين يوم الثلاثاء الماضي من قبل فلول النظام البائد يكشف يأسهم وفشل محاولاتهم لاستعادة حكمهم الذي أسقطه الشعب بثورة مجيدة، ولولا انقلاب 25 أكتوبر اللعين لما تجرأ فرد منهم على الخروج للشارع ورفع صوته ضد قوى الثورة وقرارات لجنة تفكيك نظام الانقاذ، هذا الهجوم هدفه المعلن تنفيذ حكم قضائي جاء لصالحهم خاص بنقابة المحامين، والمفارقة التي تدل على جهلهم هو أن النقابات لا تتأسس بقوة القوانين القمعية ولا بوضع اليد إنما بقوة الجمعيات العمومية.
الهدف بعيد المدى هو خلق حالة من العنف وسط المجتمع المدني، بالتحديد وسط النقابات والاتحادات، فلقد أوجعهم نهوض قوى الثورة لاستعادة الحق في التنظيم وتكوين النقابات بقوة الجمعيات العمومية، مما أشعرهم بخطر أن يفقدوا فرصة ذهبية توفرت لهم بانقلاب 25 أكتوبر لاستعادة ما حصلوا عليه من فرص الوصول لقيادة النقابات بالتزوير وسند سلطة الانقاذ.
هذا الهدف بدأ التخطيط لتحقيقه بتسيير المواكب التي لم تتوان عن إطلاق تهديد بالقتل لرئيس البعثة الدولية في السودان، مما يكشف خطورة تفكير الفلول على استقرار البلاد، إضافة إلى العمل مسنودين بقوة السلطة على إلغاء قرارات لجنة تفكيك نظام (30) يونيو، التي شكلت أمامهم هدفًا مباشرًا للنيل منها ومن عضويتها بالملاحقة والاعتقال التحفظي. إضافة لذلك استخدام الإعلام عبر سلاح الإشاعة والتخوين وخطاب الكراهية والإرهاب الفكري ضد قوى الثورة أفرادًا وكيانات، وشمل ذلك المؤسسات الدولية.
الفلول يعلمون أن قوى الثورة لن تصمت وستحاول يشتى الطرق الدفاع عن نفسها ومكتسباتها، فهم على ثقة أن الأجهزة النظامية ستكون طوع إشارة قادة الانقلاب الذين أعطوا الضوء الأخضر للفلول بالتحرك والقيام بالعنف دون أن تطالهم يد القانون، وظهر ذلك جليًا في الهجوم على دار المحامين وغيره.
قوى الثورة ليست في حاجة إلى الخوض في عنف مضاد مادي، بالمواجهة المباشرة، فهذا أحد أهداف الفلول الآنية لاستشراء العنف، فمسؤولية حماية مقار القوى المدنية هو واجب الشرطة ولا بد من ممارسة كل الضغوط حتى تقوم به وتتحمل مسؤولية التفريط في ذلك أما العمل الأكثر فعالية لإفشال هدف الفلول فهو الشروع فورًا في تأسيس النقابات والاتحادات الديمقراطية التي تعكس إرادة القوى المدنية في انتزاع حق التعبير والتنظيم والمحافظة عليه كأحد أهم وسائل العمل المدني لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
الميدان
إن الهدف من هذه البلطجة، لا يقتصر، فقط علي محاولة نسف وثيقة المحامين الدستورية، وإنما الغاية هي السيطرة علي كل الإتحادات/النقابات، إستباقاً للعصيان المدني، القادم لامحالة !!!!
#الثورة_مستمرة_ومحروسة !!!!!