مقالات وآراء2

انحراف البناء القاعدي للجان 

يوسف السندي
الكره والحقد غير المبرر على الاحزاب السياسية السودانية جعل الكثير من النشطاء والكوادر المستقلة الفاعلة في الفضاء العام تسعى بيديها ورجليها من أجل أن تحل لجان المقاومة محل الاحزاب السياسية مع نسف هذه الاحزاب وتدميرها وذرها للريح، ليمثل هذا اكبر الانحرافات في مسيرة ثورة ديسمبر بل اكبر الانحرافات في تاريخ العمل السياسي والنضالي السوداني.
الانحراف الحالي في دور اللجان ظهر مؤخرا ولم يكن موجودا في السابق، فالدعوات التي صدرت من أجل البناء القاعدي، كانت دعوات موضوعية ومنطقية من أجل تنظيم المقاومة في كل منطقة جغرافية، كان هذا هو هدف البناء القاعدي، وكان هدفه الاستراتيجي الموضوعي بعيد المدى هو المحافظة على هذا البناء ليكون قوة ضغط شعبية راسخة مهما تعاقب الحكومات، وهو ما يضمن لهذه المناطق حقوقها كما يمثل حارس للدولة المدنية ومانع لانزلاق الحكومات نحو الفساد والشمولية.
هذا هو المدي الطبيعي والمفهوم الذي شجعنا عبره البناء القاعدي، ولكن يبدو ان البعض كان يضمر اجندة خفية خطيرة، وهي بناء أجسام جغرافية سياسية تحل محل الاحزاب السياسية وتضرب وجودها.
هذا المخطط استفاد من حملة طويلة الأمد استهدفت النيل من قيمة الاحزاب السياسية ومن رموزها وقادتها، حملة قادتها وغذتها الانظمة الشمولية والدكتاتوريات، وصرفت عليها بسخاء، مستثمرة الفشل السياسي في استقرار الديمقراطية وتطاول الشموليات باعتباره نتاج اساسي لوجود هذه الاحزاب السياسية.
الحملة الشمولية ضد الاحزاب السياسية المدنية شوهت الواقع السياسي وحقنت الواقع الراهن بجرعات عالية من سم الكراهية وجراثيم النقد غير الموضوعي لنشاط وأفعال الاحزاب، مما جعل الكثيرون يفقدون الثقة في هذه الاحزاب ويعزفون مع الجوقة نشيد الخراب القائل:( تسقط النخب، تسقط الاحزاب ).
يظن الكثيرون ان الاحزاب اختطفت الثورات، بينما الحقيقة ان الثورات اندلعت لان الاحزاب ظلت تعمل طيلة سنين الشموليات في فضح الشموليات وفي تبصير الجماهير بضرورة وفوائد التغيير، وقدمت الاحزاب في سبيل نشر هذا الوعي تضحيات عظيمة عبر الاعتقالات والتعذيب والقتل والفصل من الوظيفة ومصادرة دور الاحزاب ومنعها من النشاط السياسي الخ.
لولا الوعي السياسي الذي لعبت أحزاب السودان المناضلة دورا جوهريا في تمليكه للجماهير، لما اندلعت ثورة شعبية في السودان في عام ١٩٦٤ ولما تكررت في ١٩٨٦ وفي ٢٠١٨، والدليل ان الدول التي من حولنا والتي لا توجد فيها أحزاب سياسية لم تشهد قيام ثورات شعبية الا بعد مجيء العولمة وانتقال الوعي السياسي إلي جماهيرها عبر الإنترنت ووسائل الإعلام الحرة.

‫10 تعليقات

  1. الحزب الشيوعي هو رأس الفتنة لأنه يعلم أنه لا يكسب من الانتخاابت شيئا وانه جماهيريا مكروه.

    1. من غيركم يا شيوعيين يعطي لهذا الشعب ان يعيش وينتصر اكتموها فيهم وكونو كما عهدناكم وجل الشعب السوداني يحبكم ويقدركم

      1. نعم بدليل اعطاهم الاغلبية فى البرلمان
        هل تعلم ان عدد اعضاء الحزب الشيوعى المعينون غى برلمان الانقاذ اضعاف ماتم انتخابهم من قبل الشعب فى اخر انتخابات ديمقراطية
        ودقى يامزيكا وغنى ياخرطوم غنى شدى اوتار المغنى

  2. وعي سياسي بتاع شنو لعبته الأحزاب السياسية وهي أحزاب طائفية قائمة على الجهل وضد الوعي؟ ما هي الأحزاب التي حركت الجماهير في اكتوبر 64 أو ابريل 85 او 2018؟ انها النقابات التي تجاوبت معها الجماهير يا زلنطح وليس الأحزاب! ألم تكن الانقلابات تقوم بسبب الأحزاب وأول خطوة بعد نجاح الانقلابات هي حل وحظر الأحزاب التي تتخذها بيانات الانقلابيين دائماً مبرراً لانقلاباتهم؟؟
    وحين اندلعت ثورة ديسمبر ثورة الوعي أرنا ما هي الأحزاب التي أشعلتها ؟ ألم تكن الأحزاب أو جلها جزءاً حينها من النظام الذي سقطت معه؟ ألم تسخر الأحزاب الطائفية من الشباب وتركتهم وحاولت الهبوط الناعم ولازالت تحاول التسوية مع العسكر لتقاسم السلطة معهم وحمايتهم من الشباب الذين يمثلون الوعي ترياق الطائفية في المستقبل لذلك يكرهونهم ويتآمرون مع العسكر ضدهم؟ قلنا ماهي لافتات الأحزاب التي تخرج مع الشباب في الشارع وما هي البيانات التي تدين قتلهم؟ هل أصدر حزبك مرة واحدة بياناً يدين فيه العسكر بأغلظ العبارات لقتل شهيد واحد؟ ألم تعلم الأحزاب أو تتفق مسبقاً مع العسكر على فض الاعتصام فطوت خيماتها وانفضت قبيل جريمة العسكر في فضه بقتل الشباب واغتصاب حرائره وحرقهم ورمي الجثث في البحر، فهل تذكر لنا حزبياً واحداً كان من ضحايا فض الاعتصام؟
    أنت شخص جاهل ومن يستأجرك من الأحزاب على هذه الكتابات حتماً حتجيب ليهم الكفوة جميعاً فقلل من الثرثرة الفارغة ولا تمثل دور الصديق الجهلول لحزبك، فأفضل له منك عدوه اللدود العاقل.

    1. ما تضيع زمنك مع عقلية زي الزول دا , دا شخص مغسول دماغه من قبل عجائز و ديناصورات هذه الاحزاب البغيضه و الباليه , المستقبل للشباب و هم من سيحددوا كيف ستكون حياتهم اما عجائز الجيش و الاحزاب لن تتحكموا بعد اليوم في مصير البلاد فجيل هذا الزمن ليس كالاجيال السابقه (الثمنينات و ما قبلهم) فهم الاجيال التي ستحدث تغير شامل جذري و تتخلص من تحكم الديناصورات و الطائفيه و الادارات الاهليه الكيزانيه إلى ابد الآبدين , التحية للأبطال جيش السودان الحقيقي لجان المقاومه.

  3. أنا لا أدري ما علاقة هذا الوغد بالراكوبة ؟؟ لأني كلما أديتو على راسو هوبالذات لا ينشر تعليقي؟؟ هل تستشيرونه يا راكوبة الخريف يا حاحاية؟؟!

  4. لجان المقاومة والمهنيين والحزب الشيوعي رفعوا على الجميع سقوف الشفافية والنزاهة والمحاسبة لذا انكشفو الكثير من الاعداء مدعي الانتماء للثورة لا تستعجلو عليهم دعوهم يتساقطون الكثيرة من تساقطو وتم رميهم في مزبلة الثورة وسوف يستمرون في التساقط، بررررافو يا شبابا الثورة ويا مهنيين ويا شيوعيين ارفعوا عليهم السقوف للسماء ولا تخافوا من انقسام القوى السياسية خلو الكيمان تنفرز والجميع ينكشف على حقيقته و العود الفيه شق يقول طق طال الزمن او قصر

  5. برافو السندي
    دائما علي الموعد وبكتابة طاعمة لاتداهن ولاتمافق وتضع الحقائق ناصعة كالشمس في رابعة النهار
    سبقهم من قبل غراب الشؤم دكتور منصور خالد وتكنقراط النميري ممن يستنكفون ان يضعوا انفسهم تحت التقييم والاختبار الشعبي ووضعوا انفسهم تحت خدمة الدكتاتور فركلهم بعد ان استنفد غرضه وجعله يتسول موائد قرنق وانتهي به مستشارا لايستشار للبشير وبعدها يحدثنا عن فشل النخبة
    التحدي الحقيقي للاحزاب القائمة بناء احزاب جديدة فاعلة وايس التخفي خلف النقابات ولجان المقاومة

  6. حقيقة يا السندي لم تترك لنا الأحزاب اي فرصة للدفاع عنها.. يا ليتك عملت على نقدها عسى ولعل ينصلح حالها طالما أنك حريص عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..