ذلك هو المعيار ..!!!

د. منتصر نابلسي
ما اعظم ذلك الجميل وما اعلاه وما انبله واحسنه واتقاه واكرمه ذلك الذي أمتلك ناصية الحياة وعمقها الازلي باخلاقه هل تعلمنا منه كيف يجب أن يكون الإنسان؟ وكيف يأتي التوازن في الذات؟ فمتى تصطلح النفس مع الروح لتسترد قيمتها ويعلو شأنها ويتالق ذلك الجوهر من الجلال البهيج ويتوهج عبرها الجمال المتكامل الراقي .. اين نحن من ذلك النور الشامل وذلك السراج المنير في رحلة الحياة وخطواتها التي تمور في عالم من التناقض والتناوش بين طمع وانتهازية واستبداد وظلم وكراهية وبخل وتنافر وتشتت والجميل سبحانه الذي خلقها يقول عن الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم (وانك لعلى خلق عظيم ) ذلك السقف المتميز هو معيار الإنسان الراقي تلك هي شهادة الرحمن الرحيم من رب السماوات العظيم الكريم الشأن .
ان الإنسان الذي يحبه ربنا جل جلاله ويلفت نظر العقول والقلوب معا اليه من تخلق بتلك الصفات من الأخلاق الرفيعة ذلك المقياس الرفيع من المحبة انه نبراس العلاقة الوثيقة التى يجب أن نكون عليه وانك لعلى خلق عظيم ارادنا أن نعلم ومن ثم نتعلم ونعمل ونبني خلايا المجتمع بهذه اللبنة الغالية الفريدة أن جمال الله سبحانه وتعالى يدعونا للاستنارة والاستزادة من فيض أخلاق نبيه العظيم بأن نكون بهذا المستوى المتكامل الجدير بمعني الحياة الواسع وانك لعلى خلق عظيم أردتم محبة الله فذلكم معيار التميز الذي يريده لنا هو أن نكون عليه وذلك اختياره لنا بأن شجرة الأخلاق هي طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ثمرته حياة مطمئنة كريمة نفوس عالية تحب بعضها البعض وتتجاوز وتعفو وتتسامح وتتماسك من اجل الافضل والانفع ذلك مقياس الجمال وثمرته سعادة تغمر الحياة الدنيا بكل تفاصيلها بل وتمتد معنا الى الاخرة انه العطاء الذي يريده ربنا ويحب أن يتوجنا بتلك المكانة السامية العالية حتى يكون لنا الحق في قيادة البشرية فإن الارتقاء عبر القيم وحسن المعاملة بيننا هو بناء جسد الحياة الذي إذا اشتكى فيها فرد وجد من حوله من يساندونه ويساعدوه لا أن يحيا كل لنفسه فقط ويضرب بعضنا برقاب بعض وسط فوضي من التشرزم والانقسامات بين جهوية جهلاء وعنصرية عمياء ونسقط أجمل ما خلقنا له وانك لعلى خلق عظيم هنا مكمن القوة وسر النجاح هنا يصبح الإنسان متسامح كريم معطاء عادل وحليم وعظيم عند خالقه فاعل في الحياة متفاعل فيها ومعها حين تكون أخلاق رسولنا هي إرادتنا هي ثقافتنا هي تميزنا هي توجهنا هي معبرنا إلى الكمال والجلال والجمال فإذا فقد الدين الأخلاق فقد قيمته وأصبح مجموعة من مناسك جوفاء وصدا هوس مريض مترهل لامعني له فقد أراد الخالق العظيم أن نعلم أن سر الحياة كلها وراء هذا المعيار الكبير الراقي الجميل وانك لعلى خلق عظيم اللهم نسألك من فضلك في بلوغ ما أحببت لنا أن نكون عليه …. اللهم اميين .