
ضد الانكسار
أمل أحمد تبيدي
الجهل المقدس كتاب قراءته قبل فترة … هذه الأيام أجد ما قراءته فيه يتجسد فى واقعنا … الذي وصل
أعلى مراتب الجهل والاعتقاد الخاطئ و التمسك به والدفاع عنه دون محاولة للإصلاح… وضعه فى خانة المقدسات… رغم علم البعض بالأخطاء النابعة من قيادات أو تنظيمات ولكنهم يضعونهم فى دائرة اختراقها يستوجب احيانا القتل … وأحيانا يكون الجاهل مقدس لا يخضع للنقد… المؤسف ما زلنا نصنع أشخاص ونقدسهم … عبر ترسيخ الجهل المؤسس الذي يغيب العقل … كيف نبنى دولة والذي ينتقد سياسي او زعيم ديني او يحاول اصلاح المعوج يقابل بسيوف من النقد الهدام وأحيانا التهديد والوعيد … لا يخلو حزب سياسي من وجود انتهازيين ومنافقين ولا تنظيم اسلامي من فاسدين … ما يعيق بناء الإنسان والوطن هؤلاء الذين يحملون معول الهدم لكل محاولات التغيير والإصلاح … كما قيل (اللعنة على هذا الجهل المقدس) … ما نعيشه الان نتاج طبيعي للتقديس والانقياد بدون وعي … نهتف لزعيم قبيلة عندما يهدد بالدمار دون مواجهته او نصحه أو الصمت هو اضعف الإيمان … نصفق للذي ينهب خيرات البلاد و نهرول نحو دعاة الحرية دون وعي وفهم لمعنى الحرية … العقل الواعي هو الذي يميز لا ينقاد …
اللاهث وراء السلطة والكرسي عبر بوابة العسكر مع اضفاء الشرعية … لما يقوم به حتما يجد من يمنحه الشرعية…
الجاهل ليس له قدرة على الحوار مع الذين يختلفون معه فلا يستوعب الرأي والرأي الآخر … تقديس الأشخاص من الأمراض التى نعاني منها وتحتاج إلى علاج لم تبتلى بلد بهذا المرض مثلما ابتلينا نحن … مازلنا نعاني منه حتى الآن والدول أمامنا تنهض وتتطور اوقفنا مسيرة التنمية … تخلفنا عن العالم رغم مواردنا … متى نتمكن من التميز بين النقد البناء و الاحترام والتقدير … النقد البناء فعل ايجابي ينهض بالدول … وتخلفنا نتاج طبيعي لجهلنا … البعض يحاول أن يضع من ينتقد عالم او رجل دين أو زعيم سياسي يستحق القتل … هذا التعصب الا عمى لن يتم العلاج منه إلا عبر الوعي … إذا انتقدت الذين يحكمون باسم الدين هذا لا يعني إنني ادعو للحرية المطلقة والانحلال والمساواة التى تفقد المرأه دورها … عندما انتقفد دعاة الحرية والديمقراطية هذا لا يعنى انني ضد العدالة او المحاسبة او دولة القانون … تلك التصنيفات التى نصدرها دون وعي بحقيقة الواقع الذي يجب أن تتم فيه معالجة الأخطاء … تمثل كارثة تهدد بناء الدولة … فعلا كما قال شكسبير (أول علامات النضج هو التخلي عن تقديس الأشخاص)
اختم بهذه المقولة
(لا تبالغ في تقديس أحدهم فتُصدم ، ولا تبالغ في ذم آخر فتَظلم ، كن معتدلاً) .
جي كيه شسترتون
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
وضعتي الملح على الجرح فلنتألم قليلًا لنتعافى
الخليفة
ربنا يكون في العون ويحفظ البلاد بالوعي
ستون عاما يا اختي، و نحن نقبع في ذيل الدول الناميه و الاقل نموا.. ستون عاما من الفقر و الجهل و المرض و العنجهيه، تأخذنا فيها العزة بالإثم جهارا نهارا.. حكمونا العسكر ما شاءؤا، و حكمونا أحزاب الطوائف الدينيه، ما قدر لهم إلى حين عودة العسكر.. ثم جاؤنا من هم “اظرط و اضل”، فامتدت بهم الاقامه طويلا طويلا، ثلاث عقود من الزمان، و ما فتئوا طامعين.
كانت قناعتي دائما، إن كل الذين تعاقبوا على حكم الوطن، في معظمهم جهلاء من الطراز الادنى.. جهلاء بحق و حقيقه.. ليست لديهم قدرات و لا رؤى وطنيه ل”تغيير” الواقع المرير، لا برامج سياسيه لخدمة المواطنين، لا برامج إقتصاديه، لا صحيه لا تعليميه تفيد العباد و مستقبل البلاد.
و من ناحيه اخرى أيضا، لدى قناعه تامه لا يشوبها أدنى شك، إن الذين حكمونا منذ الاستقلال هؤلاء و حتى تاريخه، و برغم من انهم يفتقدون اي نوع من القدرات لدفع البلاد إلى الأمام، لكنهم يمتلكون قدرات هائله و مهوله لعرقلة اي جهود ترمي لتغيير هذا الواقع المرير، مع قدرات خاصه اخرى لتدمير ما هو قائم اصلا، على علاته… و هذا الأخير هو الذي يحدث الآن بالضبط، و على مدى ثلاث عقود مضت و يزيد.
قناعتي التامه الاخيره، بفضل من الله، تتصل بثقتي في الشباب السوداني الموجود الآن بقوه و عزيمه و إصرار، في شوارع العاصمه و مدن ها، أمات في إجراء التغيير الضروري، لأجل أبنائهم و لأجل أجيال المستقبل القادمه، البريئه من فعائل الاجداد، طوال هذه الستون عاما..
و لك تحياتي و تقديري؛؛؛
كلامك صاح مية فى المية
ياريت يكون فى وعي يقود الإصلاح والتغيير حتى نخرج من الفوضى وفقدان الأمن والانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي