أهم الأخبار والمقالات

لماذا تبرأ البرهان من جماعته؟

اسماعيل عبدالله

في خطابه بقاعدة حطّاب العسكرية أعلن البرهان براءته وجيشه من الولاءات الحزبية وأولها الولاء للمؤتمر الوطني الحزب الذي كان حاكماً ، دهشت الأوساط الإعلامية لهذا الكفر البواح بالإيمان بالمشروع الجبهوي للتيار الإسلامي في السودان ، ولكن لو تتبعنا سيرة ومسيرة رموز الاخوان المسلمين منذ أن تحوّلوا من هذا الإسم القديم وتجددوا إسمياً وصولاً لمرحلة تأسيس (الحزب القائد) ، ذلك الوعاء الجامع للجماعات الإسلامية وأحزاب (الفكّة) الانتهازية (أحزاب كل حكومة) ، نجد أن قادة حزب المؤتمر الوطني الذين حكموا البلاد بالحديد والنار والتعذيب والترهيب ، وبالترغيب والرشاوى والابتزاز واشعال الحروب وفصل الجنوب الحبيب ، يمتازون بالقفز فوق المباديء ، وذلك يعتبر ديدن كل الذين ترعرعوا تحت كنف الجماعة الاخوانية ، فلا عجب ولا عجاب لو رأيت رئيس الحزب والحكومة والدولة آنذاك يركع تحت قدمي الدب الروسي ، ليتخلى عن جميع الشعارات المنادية بضرب روسيا العظمى ورفع الآذان بالبيت الأبيض ، فتناقضات المواقف وإظهار خلاف الإبطان هو منهج حياة لدى إخوة الحسنين (البنا والترابي) ، العسكريين منهم والمدنيين ، فلا تستغرب عزيزي القاريء إن رأيت عبد الفتاح البرهان يطرق أبواب الحزب الشيوعي طالباً للعضوية ، فالأهم في القضية برمتها التمسك بالكرسي حتى آخر رمق.

قراءة مخرجات خطاب  قائد الجيش تأتي في سياق التأثير والأثر الكبير لقرار المحاور الإقليمية والمنظمات الأممية على المصير السيادي لدولة السودان ، يجب على المواطنين الكرام أن لا يغتروا بالأجسام الضخام لممثلي الفعل السياسي والعسكري في البلاد ، فالأمر لا يعدو عن كونه (نفخة كدابة) وترجمة حقيقية لما يريده المحور المعني ، فالبرهان وحميدتي والمدنيون القحتاويون والتوافقيون المتمردون جميعهم يخضعون لسياط الجلّاد الإقليمي وأوامر السيّد الدولي ، وليس فيهم رجل شجاع يقول (بغم) في وجه الجهة التي ترعاه وتغذيه وتحميه وتشرف على (تربيته)، وخطاب البرهان أمام جيشه هو واحد من تمظهرات التطورات الطارئة على ساحة المحور الذي أعلن الحرب الشعواء على الإخوان المسلمين منذ بضعة سنين، ومعه عدم اكتراث هذا المحور لتوسلات الدولة الشريكة في المحور والداعمة للبرهان ذات الثقل السياسي في المحيطين العربي والإفريقي ، لقد وصلت الرسالة الهادفة إلى استئصال الإرهابيين الذين ما تركوا بلداً من بلدان الزنج والعربان إلّا وغرسوا فيها أنيابهم المسمومة والذي يدور في مقبل الأيام هو المساعي الجادة والحثيثة لبتر شأفة تيار الهوس المعادي للرؤية الحداثية ، التي فرضت وجودها بعد الحرب الروسية الغربية. فإنّ البرهان أخانا المجبر وليس البطل.

بلادنا تزحف نحو هاوية المخطط الدولي والإقليمي بعد كل فجر يوم جديد ، والعمالة والارتزاق والكيد السياسي التنافسي الهادم لتماسك اللحمة الوطنية يشتد بصورة مثيرة للتحفظ ، والجميع يؤدي دور السافرة التي تدّعي الحشمة والوقار ، وكل من يتحدث عن موجبات الانتقال وضرورات المحاسبة والمحاكمة وتفعيل دور القضاء المستقل ، يدلي بذلك وهو عالم علماً يقينياً بأن المقود يمسك به الخارج وليس الداخل ، ومن هنا جاءت المواقف الثابتة للشرفاء الذين لا يريدون الاغتناء من حصد ثروات وطنهم من الأيدي الأجنبية ، فيجب أن يسجل صوت الشكر  للجذريين والمقاومين الذين لم يرهنوا المباديء الوطنية للنزوات الشخصية ولا للطموحات المشيدة على أكوام جماجم شهداء الوطن من كجبار مروراً بميدان القيادة وجبال النوبة والأنقسنا وبورتسودان وكسلا ثم دارفور ، وعلى شعبنا الصابر أن يقيس أقوال المتحدثين باسم الكرامة الوطنية بمقياس أفعالهم ، فلو طابق القول العمل اصطففنا خلف راية الذي إذا قال فعل ، وإن استطال ظل الكذبة ، ما على الناس إلّا أن يخرجوا من تحت شجرة الزقوم ، ذات الظل الذي لا هو بظليل ولا هو بمنجٍ من اللهب ، والمعادلة السياسية الراهنة لا يزن طرفيها إلّا الذين صبروا ، ولا يستأثر بمنجزها إلّا صاحب الحظ العظيم ، فالسباق نحو نيل رضا الوطن يناله القابضون على الجمر.

 

[email protected]

‫11 تعليقات

  1. يا روحى ما فيش بلاك الرجل عاوز ينظف ثيابه من دين الكيزان عسى ان يغفر شعب السودان له خطاياه ويعطيه ما يبحث عنه من صك الغفران وان كان انا شايف انه قد تأخر كثيرا انقلاب ٢٥أكتوبر ٢٠٢١م جعل صحيفته اكثر سوادا وسامع الشعب بيقول له تووووو ليييت برهموتى ديل ١١٩ شهيد مش ١١٩ قنطار تمباك

    1. برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا ما تم استغفال وارسال رسائل للخارج ليس إلا والرهان لا ثقة فيه لأنه منقاد ولا يستطيع التطاول على المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية لكنها سياسة التمويه

  2. ازا كنتم تعلمون كل هزا وتعلمون انه اخطا وفض وهو لجنته وقتل وعلم ان الكيزان لن يحموه ولن يعودوا الحكم مرة اخرى وعلم بان معظم المعارضين عملاء وحملة جنسيات اجنبيه ولجا للشعب يريد العفو وانتم ايضا تصرون على المحاكمه لن ولا سوف بسلم رقبته لكم وسوف يموت المزيد والا ان يتدخل الاجنبى ويفرض سلطته علينا يقسم البلاد وياخز من مواردها ما يريد لن يرجع الشهداء الى الحياه والعاقل طبيب نفسو يا خساره ضاعت البلاد بسبب التعنت وقصر النظر

  3. لم أفهم ما تعنيه ب ” السافره التى تدعى الحشمه والوقار” . هل تعنى أن السافره وغير المحجبه ليس لها حشمه ووقار, أسمح لى أقول ليك : ده تفكير يجمعك مع هؤلاء الذين تنتقدهم .

  4. كلامك صحيح في بعض جوانبه ، نعم المحور الاقليمي والعالم له تأثير كبير فيما يحدث في السودان والبرهان يريد إرسال رسالة في بريد الخارج يقول لهم أن الجيش وقياداته بعيدين عن إي إنتماء لجماعة الأخوان ولكن يفوته دائماً أن الشعب السوداني ومن حوله في الاقليم يعلمون جيداً ولا حاجة لهم فيما يقوله البرهان ، الأمور واضحة الحركة الاسلامية حكمت البلاد 30 سنة ومكنت اعضاءها في كل مؤسسات الدولة وأهمها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى والمؤسسات العدليةوخاصة في السنوات العشر الأولى ، فما كان لأحد الالتحاق بالكلية الحربية أو كلية الشرطة أو القضاء أو النيابة إلا بعد فحص ملفه والتأكد من ولائه تماماً للحركة الاسلامية وذلك بواسطة مؤسسة النشاط الطلابي وهو جهاز أمن طلابي تم تأسيسه لاستقطاب طلاب المدارس والجامعات ، والبرهان قام بإنقلابه أصلاً لاعادة نظام الكيزان للحكم والدليل على ذلك أن أول خطواته كان تجميد قرارات لجنة إزالة التمكين وإعادة الأموال إلمستردة إليهم وفك حجز حساباتهم وإعادة موظفيهم المفصولين إلى الخدمة من جديد …. كل ذلك ويحدثنا عن قومية القوات المسلحة

  5. للاسف الشديد هنالك حزبين الشيوعى والكيزان هم وجهين لعملة واحدة …يا نحنا يا الطوفان . معادلاتهم صفرية لا تؤدى إلا للدمار لانهم يعلمون علم اليقين أنهم ان يصلوا للسلطة الا على ظهر الدبابات….فكما يقولون على وعلى اعدائى …الفرق الوحيد بينهم هو انوا الكيزان حرامية

    1. يكذب ويكذب حتي هو غريت نفسه يقول بقت مكشوف اني كاذب يقول أشياء وافعالة شريرة الله ينتقم منه ويبتلية بالبلا الذي لا حوله ولا قوة الا بالله

  6. يا اخي لقد خبرناهم جميعا فهم لا يتحدثون عن المبادئ الوطنية وشعارات العزة والكرامه الا عندما يكونوا خارج السلطة لكن بمجرد ما يصلوا للسلطة يحنوا رؤوسهم للمحمور الإقليمي والسيد الدولي.. يعني كلامك كلام جرائد بس.

  7. الرجل والمتأسلمين يريدون ان يخرجوا من هذه العصره المعصورنها . وبعد سنه او سنتان سيعودون لشعاراتهم الزائفه . وسينقلبوا على الشعب كما يفعلون دوما . فهؤلاء لا عهد لهم . والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..