الجيش ليس بريئاً ومرافعة البرهان مسرحية

من الآخر
أسماء جمعة
أعتقد أنه ليس هناك مواطن سوداني لم يسمع خطاب قائد الحكومة الانقلابية أمام جنوده في قاعدة حطاب العسكرية، والذي ما زال حتى هذه اللحظة موضوع تندر وسخرية، لأنه ليس به شيء من الصحة. لا أعتقد أننا بحاجة إلى أن نعيد ما قاله البرهان، ولكن لابد أن نرد عليه حتى يعلم أن الشعب ليس كما يتصور، أنه غير مدرك لما يقوم به في سبيل إرجاع نظام المخلوع، وتخليد نفسه في السلطة.
كل ما قاله البرهان عن الجيش ليس صحيحاً، فالحقيقة المثبتة أن أغلب منتسبيه ينتمون إلى الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، خاصة الضباط، وبالأخص الذين وصلوا الرتب العليا، ولاؤهم للتنظيم يسبق ولاءهم للوطن والمؤسسة العسكرية نفسها.

الآن الجميع مقتنعون بأن البرهان يقف بقوة مع الحركة الإسلامية، وليس من دليل أكثر من وقوفه بقوة ضد الثورة، وفض الاعتصام، والانقلاب الذي نفذه غير مهتم بخسارة السودان، وإعادة تمكين كوادر التنظيم، وحل النقابات، وإيقاف سير العدالة، وإطلاق سراح من كانوا في السجون، والسماح للكثيرين منهم بالهروب عبر مطار الخرطوم محملين بالمال والتآمر مع جبريل إبراهيم ومجموعاته، وتوقيع اتفاق تحت الطاولة معه، لأنه ابن الحركة الإسلامية.
هذا غير العمل على زرع الفتن بين الناس حتى لا يتوحدون ضد الحركة الإجرامية وغيره الكثير، كل الأدلة والبراهين تؤكد أن الجيش ما زال مخلصاً للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وأن أي تبرئة له ما هي إلا خطة لصرف النظر عن خطة التمكين التي يقوم بها البرهان.
حديث البرهان لزملائه أن ابعدوا عن القوات المسلحة وارفعوا أيديكم عن الجيش، وأنه لن يسمح لأي فئة بأن تعود من خلاله، لا المؤتمر الوطني ولا الحركة الإسلامية أو غيرها، حديث غير صادق، بل هي مسرحية مثل تلك التي كتبها وأخرجها الترابي في انقلاب 1989، حتى لا يقال عليه انقلابي. حين قال للبشير: “اذهب أنت رئيساً وأذهب أنا حبيساً”.
البرهان إنما يقول لهم: “اذهبوا أنتم إلى الشارع، وأنا إلى المجلس الأعلى، وسنلتقي”، يعني هم (ما متضارين وراء الجيش)، فهو تحت أمرهم ومسخر لهم تماماً، والتعاون بين البرهان وكوادر الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني يجري على قدم وساق، ويدعمهم من مال الشعب دعم من لا يخشى الله، ولا الشعب.
كل كلمة قالها البرهان لا يمكن تفسيرها الا في إطار أنها ذر للرماد في العيون حتى يؤخر عملية التحول الديمقراطي، لذلك يجب ألا يسكت الناس وألا يرفعوا أقلامهم عن الجيش إلا إذا رأوا أن هناك عملاً فعلياً تم على أرض الواقع من أجل جعله مؤسسة قومية غير مسيسة وغير مؤدلجة قولاً وفعلاً، فهي اسمها (قوات الشعب المسلحة) وليست (قوات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني)، وحملة إنقاذه يحب أن تستمر.
الديمقراطي
يسلم يراعك لقد لخصتي مقال الرجل في ابهي صوره ولكن من المستحيل بيع المياه في حاره السقاييين الشعب السوداني أصبح واعي وفاهم الاعيب وزد الرماد زمانه انتهي
الحصه وطن
لا فض الله فاهك