محمد حسن شوربجي
فالأمم المقهورة هي التي تسوء أخلاقها” كما قال إبن خلدون…
فانظروا اخوتي ما يحدث لنا في البلاد وقد ساءت اخلاقنا…
وهم وحدهم من حكمنا 30 عاما وقد فعلوا بَنا الافاعيل دمارا…
وللاسف الشديد لم يتأسوا ابدا بأخلاق نبي الرحمة(ص) وهم يدعون اسلامية لم نراها…
فلم يتقوا الله يوما في شعبهم…
فظهر في زمانهم شيوخ وائمة الفسق..
وظهر في زمانهم وزراء الفساد…
وشرطة القتل…
وقضاة الظلم…
واطباء ألاعضاء البشرية…
وإعلامى الضلال…
ونقابيي التحريض…
والتجار اللصوص…
وبيوت الاشباح…
والقتلة والسراق والمنافقين…
والامم اصلا ان ساءت اخلاقها فانها تفشل…
لذا يستحيل ان تجد امة مقهورة تقوم باعمال فنية او ثقافية او رياضية او مسرحية او ادبية ناجحة…
وهكذا نحن في بلادنا فلا نكاد نجد ما يمكن وصفه بأدنى معايير ”الجمال” …
فشعبنا حقا تم تجهيله وتفقيره بشكل ممنهج…
وعندما أقول التفقير لا أقصد فقر الجيوب…
بل اقصد الفقر الذي حدث في كل مناحي الانسان…
فقر اثر في عقله…
وفقر اثر في طموحه…
وفقر اثر في معاملاته مع الاخرين…
وفقر اثر في انتاجه…
وفقر اثر في تعليمه…
وفقر اثر في فنه…
وفقر اثر في ثقافته…
وفقر اثر في صناعته وزراعته…
بل وفي كل مناحي حياته …
فاصبحت اسواقنا فوضوية حد الدمار…
ودورة حياتنا مأساوية…
ولا عمران حديث كما الآخرين…
ولا فعاليات احتفاليه او ترفيهية…
ولا حدائق جميلة ولا منتجعات حديثة…
ولا آثارات منظمة للسياحة…
ولا متاحف غير هذه الهالكة…
وكل شواطئ نيلنا قبيحة وبدائية…
وكل ما لدينا برجين تلاته ونفقين وشارع واحد نضيف…
وكل ما نملك مطار قبيح اشبه بأوضه وبرنده كما قال احدهم…
فنحن حقا شعب قد وصل مراحل في متقدمة في الضعف والهوان…
رغم توفر مواردنا ومنتجاتنا الزراعية…
ولعل اخطر ما في الامر هو ضياع هذا الجيل الهائم علي وجهه في طرقات بلادي وكل اصقاع الدنيا…
جيل ظلمناه فاصبح حائرا لا يعرف مصيره…
جيل فقد الامل في حياته حد اليأس…
جيل ضاقت به الدنيا بما رحبت …
نعم هم جهلاء بلادي وحدهم من افسد حياتهم…
نعم لقد حولونا الي امة مقهورة…
فما المخرج وما الحل يا عقلاء الوطن …
كيف حالك أخونا المتحرى شوربجى .. و الله زمان .. تضييق لتفرج .. تسوء لتكتمل .. سينهزم بنو كوز وسيتعافى السودان اقتصاديا وأخلاقيا .. مشكلتك فقط ستكون الصفر الأزلى .. ستظل تتحرى وتتحرى دون ان يهل هلال العرضة شمال أبدا !!!!
نحن أمة تتوهم الاختلاف لدرجة تدمير الذات وحسب.