
حتى لا … ننسى
منى الفاضل
الجد والجدة (جدى وحبوبتى) زمان ولكل الأجيال التى حضرت زمن (الأحاجى حجيتكم ما بجيتكم خيرا جانا وجاكم أكل عشانا وراح خلانا) وكنا نستمع بشغف عجيب حتى بعض احيان النوم يجافى جفوننا ، اما الأجيال الحالية أصبحت تاخذ الحكاوى من القصص المقروءة والكتب المصورة ، ويعتمد بعض الأهل على الأجهزة الإلكترونية التى أصبحت بديلا فى أغلب الأشياء عن الأسرة وحتى عن الأم والأب للأسف فما بال بالجد والجدة وهما فى حالات كثيرة أيضا أصبحوا (مفسبكين ، موتسبين) لاجل كل هذا سردت جزءا من تاريخ ليس ببعيد كثيرا ، وتلك الذكريات الممتعة وكيف كانت الأجيال السابقة تستمتع بالسرد القصصى لحكايا قد يكون من بينها حقيقي والاخر عبارة عن نسج خيال مُحكم بروايات مشوٍقة تجعل من خيال الصغار خصبا ملئ بالكثير من التوقعات للأحداث وبالتالى كثُير من الإبداع وقليلً من الإستهبال وصنع الكثيرون مجدا من ادب ، دراما ، مسرح ، حتى النكات التى كانت تُحكى فيها درجة عالية من الذكاء المبدع فى خلق الطُرفة من بسيط الأشياء حتى ان بعض نكات الزمن السابق تُحكى الى الآن وأيضا تُضحكنا كذلك وبشدة !! .
لا يعنى ذلك أن الوقت الحالى لا يوجد مبدعين !! هناك الكثير من المُبدعين وبشكل مختلف مع تطور التكنلوجيا جعلت من زيادة الإبتكار والإبداع أشياء مُذهلة ، لكن وبرغم ذلك ايضا اعطتنا جانبا سيئا من (العباطة) ومعذرة على هذه الكلمة ولكنه الواقع ! والتى بدورها جعلت من خلق الموضوع من لا شئ أمرا يُثير العجب والعجائب فى الأمور حتى أننا أصبحنا نخشى على انهيار كل شئ جميل نمتلكه ، من تراث ، موروثات وكلمات قيمة ، شحذ همم عبر الحكى المُثمر ، القصص حتى الخيالية التى تُختم بشجاعة ومروءة تُعزز الأصالة فى المواقف للجميع فى كثيرٍ فُقدت .
من خلال هذه الملاحظات صار لدينا مجتمعا ملوثا بالقمع ، الإساءات ، التقليل ، التحقير ، عدم إحترام الغيرو مهما كان عمره ووضعه ، أصبحت حتى السياسة تُمارس بنفس النهج وفيها حدث ولا حرج ,,وكانما هناك مباراة عن من سيكون أكثر حقارة ليستلم الكرسى الذى فيه يتنازعون ويتقاتلون ..
لكن ما لم يتوقف عنده الكثيرون ، أن الكلام الذى يتعدى حد الإحترام والزوق العام مهما كان هدفه ولطافته هو مردود لصاحبه ولوركثُر المعجبين !! فمن يعتمد على قلة القيمة ستصبح ديدنه وصفته وخسر القضية ، فمهما طال الزمن او قصُر سيمٍل هؤلاء المعجبين لأن كل شخص فى تقديراته يميل الى الجهة التى تُكسبه القيمة الحقيقية حتى وإن كان لا يفهمها ولم يسعى لها الا بالطُرق الملتوية ،، لكن الوضع ذو القيمة هو مراد الجميع حتى الردئين منهم ، وإلا لم يكثُر التنافس على الظهور والأضواء إن لم تكن القيمة هى الفيصل الحقيقي ولكن تختلف مسارات الوصول لها .
وكذلك لا ننسى !! أن تكرار مساوئ الغير للتحسين من صورنا الغير واضحة غالبا لضآلة الفكرة ، فنضطر الى صب بعض البهارات على حديثنا بتذكيرهم مساوئ فلان او علان عنوة ، سيتقبلها الجميع فى البداية كمتلهفين لمعرفة الأخبار وتلك طبع البشرية تُحب معرفة المتخبئ ، لكنها بعد ان تتناوله وتستمتع به للحظات ، ستمٍل منه ومٍن مَن يرويه ، لذلك الرواة او الذين يجعلون من حكاويهم تحديد لمستقبل متوقع ، فمن الأفضل لهم أن يختاروا الدرب (النجيض والحكاوى النجيضة) مسلكا كريما لهم فلم نسمع يوما من الأيام انه انتصر من يُقلل قيمته ومكانته وسط الجميع ، وحتى وإن إعتبرها فهلوة وذكاء ؟؟ لابد يوما ان يكون هو وما يقوله من سوء فى درجة واحدة ، حيث لا يصح الا الصحيح وإن كثُر التلاعب على الألفاظ وتركيزها على الدهاء ، فحتى لو خلقنا من ( الفسيخ شربات) رائحته مهما وضعنا عليها من نكهات ستظهر وتطغى على جمال الطبخة جميلة المنظر .
ودمتم …
