البدايات الصعبة تحتاج الى شجاعة..!!

د. منتصر نابلسي
الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم والشجاع لايموت الامرة واحدة .. نيلسون مانديلا .
ومن يتهيب صعود الجِبَـالِ .. يعش أبد الدَهرِ بين الحفر .. ابو القاسم الشابي
القرارت الصعبة احيانا التي قد تبدو مستحيلة أول وهلة غير ممكنة ، البدايات الجادة الحاسمة قد تبدو وعرة المسلك صعبة المنال ، ولكن لا بديل غير الجراءة والشجاعه والاقدام وتخطي العقبات مهما كانت كؤود ، ولا أحسب ما وصلت اليه الحضارات من تقدم وازدهارما كان لها أن تخرج من رحم الغيب الي واقع الحياة ، لولا المبادرات القوية الحاسمة والانتقال من مرحلة التفكير والتخطيط من حيز الحلم والتمني الى مرحلة التنفيذ والإنطلاق ، فالقرارت الجريئة احيانا تكون هي قوارب النجاة الى الضفة الاخرى ، فالخوف يثبط العزيمة ويكسر الهمم ويشتت الامم ويوهن عجلة النمو والتطور ويدمر القيمة الانسانية التى لم يخلقها الله سبحانه للتقاعس والركون للهوان ، وانما اعطى هذه النفس كل مقومات الاختيار “وهديناه النجدين” وبذلك أعطانا سبحانه حرية الاختيار لما هو أفضل ، ولكن قد تغيب النعم والمنح عن الكثيرين ، وقد يدركها البعض متاخرا او بعد فوات الاوان ولايـــــدركها معظم البشر للاسف…
الخوف والتوجس والتجابن من المضي قدما هما العدوان اللدودان للبدايات الجديدة القوية الجادة الفاعلة التى قد تستبشر بالمستقبل القادم الخير والنجاح والفوز فبدون مبادرات شجاعة فاعلة لن تأتي الثمار ولن تكون هناك نتائج ولن يكون هناك هدف واضح ولن نخلق مستقبل يستحق أن نعيش من أجله …
البدايات وبدون تفسير لمكنونها ولا توضيح لتفاصيلها فقد تكون من اجل عمل جديد او استقالة من عمل سابق لم تجد نفعا من التمسك بــه الا الانحدار ، فلماذا لانبحث عن النجاح بالمبادرة وليس الانتظار والاستكانة فالنجــــاح لن يطــرق الأبواب بدون مبادرة ، فكل ما نحتاج اليه شجاعـــة واقدام والبداية تتعلق بالامم فكثير من الدول التى اصبحت تتاكل ووتتفتت من كثرة الفتن وتندثر بسبب التــــقاعس والاستــسلام لأسبـــاب الفشل والاستسلام لواقع الحال المحبط المتهالك ولم تساعد حالها بشجاعة عقلانية صادقة تخرجها من ظلمات الفشل الى انوارالنجاح.
الامل قوة والأمل شعور ايجابي تحتاجه النفس فمهم جـــدا أن نستبشر بالقــادم خيرا ولكن الأمل حين يفارق العمل والارادة الفاعلة والعزم ، يصبح ضربا من التــــمني الارعن واستسلام لخيال مريض لن يبلغنا نتائج واقعية ملموسة.
الطموح الواقعي طريق نجاح لاتولده الصدف ولاتخلقه الاحتمالات وقطعا السماء لاتمطر ذهبا فالبقاء عالقا في حياة لم ولن تبلغك ماتطــــــمح اليه يكـــون ضربا من الاستهتار بقيمة الــــوقت الثمين المحسوب والمخصوم من سنـــوات العمر المحدود ، فإلى متى ستبقى بلادنا مستسلمة متقوقعة لتجارب الفاسدين فيها لقد رضخنا لحــكم الانقاذ الفاسد لسنوات طوال عجاف اكلت من أعمارنا الأخضر واليــابس ، حيــاة لم تثمر ولم تمنحنا الا الهـوان والضياع ، ومازلت تتحكم برقابنا حكـومة انقلابية فاشلة فمتى ستكون الخطوات الشجاعة القوية التي ستبلغنا حتما ما نتمنى.
لقد وصل الانسان بارادته الى اعلى المستويات من التطــور والنجاح والاختراعات والتميز والرقـــي الحضاري بالعزيمة والمثابرة لا بالركون والاستسلام حتى اصبح الفارق بيننا وبينهم مئات السنين وربما نحتـــــاج الى الاف السنين حتى نصل الـــى المستوى الذي وصلوا اليه اليوم وما هم الابشر مثلنا ..
البداية الجديدة لابد أن تكون اقوي حين نستصحب معنا اسباب النجــــــاح ونتعلم من الماضي اسباب الفشل الذى عشنا لياليه الحالكة ولنرى بعين الحقيقة الطريق الصالح والواضح للهدف المنشود من أجل وطن عظيم لا تنقصه الا شجاعة وطنية صــادقة بمبادرة فاعلة من أجل سودان جديد..
من أجل وطن عظيم لا تنقصه الا شجاعة وطنية صــادقة بمبادرة فاعلة من أجل سودان جديد .. (محل الفرد تتقدم قيادتنا الجماعية) هنا يكمن الحل