هاء السكت
بشرى الفاضل
كانت هناك بلحة وجدت نفسها ضمن أخريات في سبيطة بهامة نخلة، كانت البلحاية أجمل صويحباتها منسّقة وهي تعرف، ولونها زاهٍ وهي تعرف، وطعمها حلو. كانت تلك البلحة بنت السبيطة في علاها ترقب حركة المزارعين أبناء القرية وهم يعملون بملابس العمل الرثة وتعجب، وتقول لنفسها:
– أنا أجمل ثمرة في هذه البلاد فكيف أسمح بأن يقطفني هؤلاء؟ وتردد في سرِّها (لا) وتمنِّي نفسها أن تلتحف السلوفان، وأن تنام في محكم العلب، وأن تهاجر لبلدان ما وراء البحار وانقضى جل الموسم والبلحاية العجوة اللدنة الرطبة تتخفى و تتأبَّى على الصبية المتسلقين وتمنِّي نفسها بالأعالي وذات مساء هبّت عاصفة غبارية عاتية فهوت بالبلحاية المتطلعة وسط روث البهايم فتلبكت هناك بالوحل وما لبث أن أصابتها هاء السكت فسكتت.
الجريدة
التحية للمبدع بشري الفاضل -إبن ارقي و ود البر بالجزيرة- وهو يتحفنا بالسرديات والقصائد …
ومن ذلك قوله فى القواديس -وقد لحنها وابدع فى غنائها طارق ابوعبيدة- :
ضامي حزني علي قليبي و مترمي
شابك الليل في الصباح
حاسي جسمي انا زي قواديس في الطمي
منها النيل ولي راح
يا حبيبة الله عليك لو تفهمي
تدي محبوبك جناح
كان يطير فوق للكوارث يحتمي
من الاعاصير و الرياح
يا حبيبتي و طوق نجاتي و بلسمي
انت معني الإنشراح
شوفي كيف الهم بياكل من دمي
كتري القول الصراح
يا سلام :” يا حبيبة الله عليك …. لو تفهمي”
رائع أنت دائماً، أخي بشرى، رائعْ رائع..