مقالات وآراء

الحلقة الآخيرة من مسلسل الفوضي

صدام البدوي
تعددت مظاهر الفوضي في السودان من الحروب العبثية الي الصراعات الآثنيّة ، والسياسية ، وكانت المحصلّة وطن مُنهار ، لم تتعظ الأطراف التي تشـعل الصراعات ؛ لانّهــا لم تتكويّ بنيران كل الصراعات وآثارهــا الكارثية ، لهذا تظل الساحة مسرح لتقاطعات الصراعات المختلفة ، وفي ظل الظروف الحالكـة التي يمر بهــا السودان حالة  الفراغ  الدستوري ،  والفراغ الآمني ،  والأنهيار الأقتصادي ، والتشظّي السياسي ،  رغم المعطيات الخطيرة والمؤشرات الأمنية المرعبة ، لم تكن هنالك اية جهة تنساب في معالجة الأوضاع ، الكل يتصارع لآجل البقاء علي كراسي متعرية من الشرف…
وأخطر المُهددات الآمنية هي : التطرف السياسي ، والعصبية القبليــة …….؟؟؟ .
التطرّف السياسي : لو تآملّنا طبيعة الآحزاب السياسية ومرجعياتهــا الأيدولوجيــة لأدركنا ماهية الصراع العبثي في الساحة ،  لا شيء يفضي بهذا الصراع الي أصلاحات ؛ بل كلما زاد الصراع تآزم الأوضاع بصورة ٍ عامة ،  والراهن خيرُ دليلٍ لذلك ، حالة التشنج التي تعيشهــا الأطراف السياسية بعد الآجراءات الآخيرة من المبطخ العسكري هي خلّقت وضع مشلول تماماً ليس مستقراً في كافة النواحي ،  الموت ، النزاعات المستمرة ، ……الخ، رغم حساسية الوضع تشهق الأحزاب بأن تحكم بلا ضميـــر دون رؤية مستقبل الحكــم ، كل ذلك يفسّـر شهوة الأحزاب وراء مضاجع السلطة الناعمة،  فوق الدماء ،    والأزمات ، والأنهيار فقط يريدون أن يحكموا لا غير ، وهنا يتبيّن التطرف السياسي لديّ كل حزب  يصارع من آجل سلطة منفردة بصلاحيات مطلقة مدّعين (الديمقراطية…) كفزّاعة لأبتزاز الراي العام وأثارة العاطفة الشعبويّــة …
نظرية الأحـزاب في بناء دولة مواطنة حقيقية ، هي نظرية فاشلة بمعايير الآفق السياسي، والأبعاد الآيدولوجيــة لكل حزب ، وضعف الرؤية لدراسة مستقبل البلاد جيوسياسياً وجغرافياً،، وهو الحال الأحزاب الآن تبرهن الفشل الحقيقي في تكوين معادلات سياسية متزنة؛ لهذا حُكــم الدولة لا يحتاج رقص وكلمات تسويقية ، الأمر الذي تتجاوزه الأحزاب في غيبوبة الشهوة السلطويّة ،  وهنا يبقي التطرف السياسي هو اخطر مهدد ينسف أستقرار الوطن ،  وحينما تملك القوات المسلحة القرار فهي اليد التي تحمل أثقال كل ذلك الخطر ،  وهنا نجد دور القوات المسلحة وهي تخفظ التوازن من حرب شاملة وانهيار كامل ، وليس اختصاص القوات المسلحة اللوج في العراك السياسي ؛ ولكنّ الفراغ السياسي والصراعات تدفع القوات المسلحة للسيطرة علي عصب الدولة حتّي لا يحدث انهيــار كامل  ….
العصبيّـة القبلية وهي أخطر الأمراض التي تتناسل في مناطق يستفحل فيهـا الجهـل ، والمؤسف هنالك ابواق مري   شيطانية تسوّق للفتنة في وطن عُرف عنه التعدد بين الآثنيّـات المختلّفة ، ولغة القبيلة هي مؤشرات تستغلهــا المخابرات الغربية في تآجيج الصراع وتوسيع رقعته ِ علي أمتداد الوطن ، السياسيون لهم نظرة قاصرة في تفسير ماهية الصراعات القبيلية ؛ يحسبون مخاطر الصراعات في الأرواح فقط؛ بينما ابعاد تلك الصراعات هي نسف استقرار الوطن بصورة عامة وذلك بتمزيق القوات النظامية علي اساس قبلي ، وكثرت المحولات لجر القوات النظامية الي التخلّي عن عقيدتهـا الأساسية (الدفاع عن الوطـن..)   وجعلهــا تدافع عن القبيلة وهذه اخطر مرحلة صفرية تؤدي الي طريق الحرب الأهلية الشاملة (كالحرب الصومالية ) ، التصرفات الطفولية من قبل الذين لا يدركون المخاطر الأمنية ، والصراعات الدولية، والتغييرات الجيوسياسية في منطق القرن الأفريقي ، السياسة ليست شوارع الخرطوم ولا قصــر الجمهوري ولا كراسي الندوات الشعِـرية  ، السياسة هي معادلات عميقة وجذرية في خلق توازن في ظل كل التغييرات السلبية والايجابية،  وأن نظرنا الي مواقف التغييرات بعد الثورة، هي الفراغ الدستوري واتساع دائرة الصراعات، مازالت حالة الفراغ دالة مفتوحة تفصح عن نوايا القويَ السياسية في عـــدم تحقيق توازن سياسي بدستور يحافظ علي استقرار الوطن ويضمن الحياة الكريمة للشعب، العراك السياسي هو الفوضي التي تقود الي حلقات الأنهيار …

‫2 تعليقات

  1. إقتباس:
    ” دولة مواطنة حقيقية هي نظرية فاشلة بمعايير الآفق السياسي، والأبعاد الآيدولوجيــة لكل حزب ، وضعف الرؤية لدراسة مستقبل البلاد جيوسياسياً وجغرافياً”

    تعليق:
    جيوسياسياً وجغرافياً ؟؟؟
    مطلوب حضور سرب كامل من طير الباقير لزوم الترجمة !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..