إدخال طريقة الكتابة بالأهداف لتجويد المحتوي

إسماعيل آدم محمد زين
الكتابة بالأهداف تطويراً للمحتوي وتجويدا للكتابة !
تتعدد اساليب الكتابه وانواعها من ذلك النثر والشعر وهما معروفان ويشكل كل واحد منهما طيفاً عريضاً ، يبدأ من التعلم ويمتد إلي التميز والابداع ومن الصناعة إلي الالهام. وقد لا يجد القبول إلا ما يسحر الناس في كلا الضربين من الكتابة ، من حيث الرؤية والخيال أو الالهام.
يأتي الحكم علي جودة الكتابة وتميزها من الناس القراء ، وكما يقولون لا يُجمع الناس علي ضلالة”. وما يجمع علي جودته وتفرده من النثر أو الشعر هو الذي تكتب له الحياة ويظل متداولاً بين الناس منذ لحظة ميلاده لأعوام ، بل لأجيال- جيل وراء جيل. قد لا يكون قُراء الالياذة كُثر ولكنها معروفة وخالدة و مع تطور وسائل عرض المنتج المكتوب،يمكن الوصول إليها وقراءتها وهكذا مع بقية ما كتب الأفراد من كل الأمم.
هنالك ضروب أُخري من الكتابة أملتها الحياة المعاصرة ، مثل كتابة التقارير والكتابة في مجالات الاعلام ، مثل: الأخبار، التحقيقات وسيناريوهات الأفلام ، …ألخ.
أيضاً علينا ألا نغفل الكتابة في مجالات العلوم والبحوث وهي ضروب ، لها أساليبها وقواعدها قد يكتب عالم في الفيزياء كتاباً للعامة يخلو من أي معادلة رياضية وهي الصناعة في الكتابة ذاتها ، كما فعل إستيف هوكنز في كتابه الموسوم”تاريخ مختصر للزمن” ِ A brief history of time”” .بينما عالم آخر لا يُمكن أن يقرأ ما كتب ، إلا طالب علم أو مختص في ذات المعرفة!
في عصرنا هذا تطورت الكتابة مع تطور وسائل عرضها ، مثل الصحف الورقية والصحف الالكترونية. ومع الرقمنة أصبح من المتيسر تجويد الكتابة وإعداد المحتوي بشكل جيد- حيث تتوفر الخيارات علي الكمبيوتر لاستبدال كلمة بأخري أو لوضع نقيضها! أولتصحيح ما تكتب. ومع ذلك تعتمد الكتابة الجيدة علي الحصيلة اللغوية وعلي الالمام باللغة وقواعدها وفوق كل شئ تعتمد علي الموهبة و علي الالهام أو التخطيط للكتابة ، فقد يضع الكاتب نقاطاً لموضوعه ويرسم طريقاً لايصال رسالته ومن هنا يجئ هذا الكتاب أو الموضوع للتعريف بطريقة في الكتابة جديدة ، أطلقتُ عليها الكتابة بالأهداف”.
تتلخص طريقة الكتابة بالأهداف في وضع مخطط في شكل شجرة ، تسمق فيه المشكلة قيد الدراسة كساق لشجرة- لها جذور تمتد في الأرض – حيث تأتي الأسباب لهذه المشكلة وهي في تناولنا هذا هي الكتابة غير الهادفة أو غير المنتجة وغير المثمرة ! ما يعن لك أولاً يوضع كجذر رئيسي وما يأتي متأخراً يبتعد قليلاً من الساق وما تتشابه تضحي جذوراً ثانوية. من بعد تأتي النتائج لموضوعنا وهو الكتابة الضعيفة ومن المهم أن نُعرف المشكلة التي نتناولها بشكل مختصر ومحدد. وقد آثرتُ أن أضع جُملة “كتابة غير هادفة” كمشلة رئيسية ، من أسبابها : تحديد المشكلة بشكل غير واضح ، أو محدد وغير مختصر ، مع ضعف الحصيلة اللغوية وعدم إلمام كامل باللغة التي يكتب بها وهنا أقصد أي لغة-عربية ، إنجليزية أو…إلخ. وبالطبع للموهبة دور كبير في الكتابة. هذه هي الأسباب التي أحصيت ويمكن لمجموعة من الأفراد أن تتناول الأمر بعصف ذهني يزيد من الأسباب عدداً لم أراه او لم يخطر ببالي وكلما زاد النظر أو العصف الذهني ستتوصل إلي أسباب أُخري تجعل الكتابة غير مثمرة.
ومن بعد نعكف علي وضع ما يترتب علي الكتابة غير الهادفة من نتائج لنحصيها ونعدها عداً- ذكرتُ ، منها : يضحي موضوعنا غير جاذب ، بل طارد وغير مفيد للقارئ ولا يصل لأعداد كثيرة من القراء أو فلنقل كتابك غير ملهم للآخرين وغير ممتع ! وهكذا تنمو الشجرة ، ونطلق عليها شجرة المشكلات ، تماماً كما في طريقة التخطيط بالأهداف ، فنحن إزاء خُطة للكتابة.
نعود إلي شجرة المشكلات لنحولها لشجرة للأهداف- بدءاً بساق الشجرة ليصبح “كتابة هادفة ومثمرة” وهي تعود إلي جذور الشجرة ، وبعد تحويلها إلي أهداف أُخري نصل إلي حقيقة تحديدنا للمشكلة ، ومن ثم تحديدنا لأسبابها ، مثل : ضعف الحصيلة اللغوية وعدم إلمام كامل باللغة وقواعدها. وبالطبع الموهبة كما ذكر سابقاً. وبذلك نتوصل وفقاً لهذه الخطة إلي موضوع شامل يتناول كافة العناصر ، الأمر الذي يحسن ويجود المحتوي والرسالة التي نود إيصالها .
هذه الطريقة في الكتابة مفيدة لكل من يخاطب الناس في وسائل الاعلام ، مثلاً إذا أراد المذيع أو معد برنامج حواري أن يضع خطة لموضوعه ليلم بمحاوره ويضع وفقاً لذلك أسئلته ، خاصة إذا كان اللقاء مع ضيف مختص في مجال محدد، مثل: المياه أو الكهرباء أو في السياسة العامة. ليبدأ من الموضوع الرئيسي إلي الأسباب والنتائج ومن ثم يلخص ويختم حديثه ، عندها سنري شكلاً مختلفاً من البرامج إن شاء الله.
ولك قارئ العزيز أن تحكم بعد تجربة هذه الطريقة وتجدوني علي إستعداد للتعريف بها باذن الله.