مقالات سياسية

اكذوبة جيش واحد شعب واحد!

رشا عوض

لو كان لدينا بالفعل جيش واحد وكنا شعبا واحدا هل كنا نرزح تحت وطأة حرب قذرة وقاسية كهذه!

ما عاد الجيش واحدًا بل تعددت الجيوش واستقل كل جيش باطماعه الخاصة في السلطة فاقتتلوا! فقتلونا ودمرونا وعذبونا وشردونا!

وما عاد الشعب واحدا بل انقسم وسرت في اوصاله خطابات الكراهية والعنصرية التي تهدف لتمزيق البلاد!

أكبر تحدي يواجهنا الان هو توحيد الجيوش المتعددة وتوحيد الشعب المنقسم تبعا لانقسامات الجيوش!

لو كانت القوات المسلحة صمام امان السودان،  ولو كانت قوات الدعم السريع مناضلة في سبيل الديمقراطية، لكنت انت كموطن سوداني مستقرا  ومعززا مكرما في بيتك داخل وطنك، لاترى في شوارع مدنك وقراك سوى الشرطة التي تحميك ، ولن ترى مطلقا دبابات او تاتشرات في شوارعك لان الجيش سيكون في الحدود !  يحرس حدود وطنك من العدوان الخارجي!

اما وانت عزيزي المواطن “شايل بقجتك وجاري” من ولاية لولاية ومن بلد لبلد، منهوبا ومذلولا ومرعوبا وجائعا ، والسلاح المدفوع ثمنه من حر مالك ومن ثروتك القومية بدلا من ان يحميك يقتلك ويدمر بيتك وبلدك ويحول حياتك لجحيم، فان عليك ان تضع عقلك في رأسك لتعرف خلاصك! ولا تردد عبارات فارغة المضمون!

حرب صراع السلطة بين اجنحة المؤسسة العسكرية المأزومة افقدتك الامان والكرامة فلا تسمح للابواق الاعلامية الفاجرة  لهذه المؤسسة المعطوبة( بكل اجنحتها)  ان تجعلك تفقد عقلك وتمجد اي طرف من اطراف القتال وتصطف خلفه!

وان تجعلك تفقد عقلك اكثر وفي عز هذه الحرب تجعل معركتك الرئيسية مع مدنيين عزل مسالمين سواء  قحت او تقدم او اي قوى سياسية مدنية مهما كان اختلافك معها! فهؤلاء  مهما فشلوا او اختلفوا او تعاركوا سياسيا فلن تصلك منهم دانات او قذائف طيران او رصاص يقتلك! ولن يحبسوك في بيوت اشباح ويعذبوك عقابا على رأي او موقف سياسي!

معركتك الرئيسية والاستراتيجية مع الاحزاب السياسية المسلحة ممثلة في الجيش والدعم السريع ، فهذه الاحزاب المسلحة اذا اتفقت مع بعضها تسرقك وتقمعك ! واذا اختلفت وتصارعت تشعل حربا تقتلك وتشردك وتذلك! لانها مدججة بالسلاح ومجردة من الاخلاق والضمير والانسانية!

وطبعا هذا التقييم للمؤسسة العسكرية لا يشمل باي حال اي ضابط او اي جندي في الجيش او في الدعم السريع بالمطلق، فالسواد الاعظم من هؤلاء جزء من الشعب ضحايا مثلنا تماما ولا انصاف لهم ولا تحقيق لمصالحهم سوى الدولة المدنية الديمقراطية الراشدة  التي لن تستهلك حيواتهم العزيزة علينا  في صراعات السلطة العارية، ولكن الادانة السياسية والاخلاقية هي لكارتيلات المصالح الضيقة ومراكز القوى التي حولت المؤسسة العسكرية الى مطية لاطماع السلطة ونهب الموارد بواسطة عصابات سياسية متمرسة تزاوجت مع عصابات عسكرية وجعلت المؤسسة العسكرية باكملها حصان طروادة الذي يختبئ داخله الاستبداد والفساد .

الحرب زلزال مدمر وقاسي ، وكما للزلازل رغم قسوتها فوائد جيولوجية ممثلة في اعادة التوازن للارض ، فان فائدة الحروب رغم قسوتها يجب ان تكون استخلاص الحكمة والوعي الذي يقود الى الضفة الصحيحة من التاريخ!

فهل يعقل ان تكون تلك الضفة هي البوت العسكري! هل يعقل ان تكون نتيجة هذه الحرب ان يدخل الشعب السوداني مجددا تحت البوت العسكري ويقدم له البيعة السياسية!

الضفة الصحيحة من التاريخ هي السلام والديمقراطية وحقوق الانسان هي شعار الثورة الخالد حرية سلام وعدالة ، مهما بدت هذه الضفة بعيدة ومهما بدا الطريق اليها وعرا فان اضعف الايمان ان نضبط بوصلتنا الاخلاقية والفكرية والسياسية نحو هذا الاتجاه بعناية فائقة وبارادة مخلصة وحتما سيأتي بعدنا من يمتلك ادوات العبور الى هناك.

‫12 تعليقات

  1. سلم يراعك وسلمت يدك

    الوطنية الغيورة

    اللهم اكثر من امثالها نحن في اشد الحاجة لهذه الكتابات التي

    تفضح وتعري هؤلاء المجرمين والقتلة والمغتصبن من اللجنة الامنية لمليشيات المؤتمر الوطني بقيادة المافمون عمر البشير وجميع ارازله

    وحركات وفلنقيات دارفور مناوي عقار جبريل طمبور اردول وغيرهم

  2. يا رشا ،
    سلاما وتقديرا لك.
    اسمعي واقراي من لا يحب ( بضم الياء )سماعه او قراءته وهي حقيقة في غاية من البساطة ولكنها سوف تظل حقيقة لن يغيرها الا الله سبحانه.
    في غفلة تربوية،تعليمية، ثقافية، قبلية، عرقية، دينية، اخلاقية، مناطقية، استطاع من يمكن وصفهم باولاد الموية، الانفلات بمقدرتهم للزوجتهم ،ولوجودهم ان كل النفاجات التي تؤدي الي السفالة والانحطاط وخراب البيوت، وهم ليسوا باكثر من نفر الانزلاق، من خلال هذه النفاجات التي غفل عنها اهل الحق وتركوها سائبة مفتوحة، وامسكوا بلجام البلد النافرة، الهاملة،وقبضوا عليها، واخافوا اهل الحق فيها بقوة سلاح تركه اهل الحق مهملا لهم ليفعلوا فيه وبه ما يشاؤون. فلم يفرط فيه ولن يتركه هؤلاء النفر من اولاد الموية، الذين انزلقوا الي مقدمة الركب، وما زالوا به ممسكين بل ( مكنكشين).
    ولعمري كما قالوا، :- اذا كان رب البيت بالدف ضاربا،
    فشيمة اهل البيت كلهم الرقص،
    هولاء المنزلقون من اولاد الموية الذين هم مجردون من كل صفة ربانية حميدة، ولم ولن يعرفوا في حياتهم اي فضيلة ،جعلوا من انفسهم، رب لهذا البيت الذي تركه اهله مهملا، وبداوا وعلي انغام دفهم بداوا في وضع سيناريوهات، البلادة، والغشامة، والهلاك والدمار، والخزي والعار ،والفساد والافساد، وجعلوا اهل الدار اهل الحق، والذين هم بالملايين وليسوا نفر معدود، يرقصون علي انغام دفهم.
    الذي في غاية من البساطة وذلك بعلم الله، ان تغيير هذه المعادلة لن يحتاج الي اكثر من اسبوع واحد وعلي الاكثر شهر واحد ليتغير الحال بابعاد هؤلاء الشرزمة من ابناء الموية المنزلقين من بين نفاجات الغفلة والي ابد الابدين حتي لا يري ولا يسمع لهم حس مرة اخري

    1. ومتى كان جيشنا يحرس حدود الوطن وجيشنا منشغل بالحكم اكثر من الوطن وجيشنا جيش سياسى اكثر منه جيش محترف ومتفرغ لحماية الوطن لم نراه قط يدافع عن الوطن وحدوده احتلت حلايب وجيشنا لم يستغل بها واحتلت شلاتين ولم ياخذ خبرها دا جيش افضل حله والاستغناء عنه

  3. التحية والتقدير للاستاذة الاعلامية الكبيرة رشا عوض
    والخزي والعار والخسران لعصابات الكيزان والجنجويد وللغوغاء من الانتهازين وتجار الحروب والازمات من تنظيم الكيزان الاجرامي

  4. تحية وتقدير لك ولكل الشرفاء من أهل السودان الذين يدافعون عن القيم الإنسانية الراقية حرية سلام وعدالة ورحمة

  5. فعلا لو كان جيش واحد وشعب واحد ما كان المواطن الاعزل هرب وترك الجنجويد يعبثوا ويحتلوا منزله. الجيش ليس جيش الشعب .

  6. ما شاء الله وتبارك الله .. لمثل هكذا مقالات انشات الصحافة وصنعت الأقلام … مقال يوضح الفرق بين القلم الذى ينشر الوعى و ينصر الحق ويزهق الباطل وبين اقلام التطبيل والتضليل وانتظار المظروووف وتحويلات بنكك .. الا يخجل امثال الأعيسر والهندى ومزمل والبلال وتوابعهم من صحفى المظاريف من شجاعة هذه الكنداكة … عندما تقترن الشحاعة مع الوعى عند الصحفى يكون القلم مناصرا للحق وناشرا للوعى و يصبح اقوى من البندقية ومعولا للبناء .. عندما تقترن دناءة النفس والبحث عن المظاريف يصبح القلم مناصرا للباطل ومطبلا للفساد وناشرا للضلال و معولا للهدم … نسال الله ان يزيل هذه الغمة ويقف هذا العبث بمقدرات الأمة و يجنب البلاد والعباد شر الكيزان والجنجويد والا ترفع لهم راية وان يقطع دابرهم عن اخرهم .. امين يا رب العالمين !!!

  7. وسط هذا الظلام والنهايات التى تحتمل كل الاحتمالات تطل علينا الكاتبة الكبيرة رشا عوض لتضىء لنا الطريق بنفحة امل وفرحة مكتومة فى الوجدان بسبب حبنا لهذا السودان وتشرع لنا ابواب طريقنا لمستقبل الحرية والسلام والعدالة .
    التحية لبنت البلد الاصيلة العظيمة رشا عوض

  8. الشكر أجزله للإعلامية القديرة الأستاذة رشا عوض والمعطونة بحب الوطن على هذا المقال الضافي ونتمنى بعد أن تضع الحرب أوزارها أن يتم إعادة تشكيل المؤسسة العسكرية بطريقة صحيحة وان يكون هدفها هو حماية الثغور وليس ممارسة السياسة والاقتصاد فهذا مجال غيرها وان تكون مبانيها خارج العاصمة كما يحدث في كل دول العالم وهذه بمثابة دعوة للجميع للتصالح حتى ينصلح حالنا.سائلا المولى العلي القدير أن يهدينا سواء السبيل،وأن يكون في قلوبنا نورا وهدى وضياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..