مقالات وآراء

زمان الأسى المشدود .. على وتر الكآبة

ضد الانكسار 
أمل أحمد تبيدي 
   أصبح المبدع فى بلادي لا يكرم او تنال ابداعاته الاهتمام الا بعد أن يغادر دنيانا والعادة أن يتم التكريم بعد الرحيل … والذين شهدوا تكريمهم أحياء خنقتهم العبرة وفيهم من ذرف الدموع … كم مبدع  أصبح فى عوالم النسيان…؟ .
الأحياء يحتاجون إلى الدعم والتقدير والتكريم … كم مبدع لا نعرف كيف يعيش …؟ يعاني من الفقر والمرض لا مؤسسات الدولة تنتشله ولا المنظمات المدنية تسانده … إننا لا نعطي الثقافة الدعم المطلوب … ولا نمنح المبدع حقه …
اتمنى ان يكرموا في حياتهم … لأن التكريم  يمثل لمسة وفاء  .. تحمل الفخر والتقدير … المؤسف نجد أن حق المبدع مهضوم …
ماهو جزاؤهم؟
هل المبدع عندما تحيطه المعاناة يجد من يقف معه؟ …
إننا فى مرحلة النسيان … والتوهان … فى متاهات الساسة والعسكر الذين جعلوا الوطن ينهار انهيار شامل … يرحل الشعراء والادباء والمبدعين فى كافة المجالات بعد أن عاشوا  لحظات الجحود…
رحل الشاعر صلاح حاج سعيد الذي كان يمثل مدرسة متفردة لها طابع فلسفي خاص … شعره يحمل لوحات فنية عن الحب والعشق والشوق والحنين … له ديوان (هكذا نحن نغني) و (الحزن النبيل)
و (الحلم الوطن) …
من الأسى كان الحزن النبيل كما قال
بعتيني لي حضن الأسى
وسبتيني للحزن النبيل
عبارات صادقة تحمل معنى الألم والعذاب …
لا بعدك الأيام صفن
لا قدرت اعرف وجهتك
انها نفس تشبعت بكل المعاني الإنسانية السامية فكان الناتج حب لا يمكن أن يتحول …
لا الزمن يقد ر يحول قلبي عنك
لا المسافة ولا الخيال يشغلنى منك
كم كان جميل فى مفرداته التى تمتزج بالفرح عندما يزوره الحبيب
نور بيتنا شارع بيتنا
يوم ما جيتنا
يالهليت فرحت قلوبنا
الحب للذين عاشوه بصدق و وفاء كانت المعاناة التى احيانا تتوج باللقاء و أحيانا بالفراق … لذلك كان طريق الحب قاسي وصعيب.
ما قلنا ليك
الحب طريق. قاسي
وصعيب من أولو
أصعب مافى الحياة أن تسرق الدنيا منية فى لحظة عشم
بقيت اغني عليك
غناوي الحسرة والاسف الطويل
وعشان اجيب ليك الفرح
رضيان مشيت للمستحيل
ندمان انا
أبدا وحاتك … عمرى ما شلت الندم
ما أصلوا حال الدنيا … تسرق منية
فى لحظة عشم
 الانتظار قاسي … لكن عند صلاح سعيد ممزوج بالأمل والبشارة
خطوة منك … خطوة ليك
راجى منك بس إشارة
وكلمة منك تدينى البشارة
ما أصعب الظن عندما يجتاح الحب ويتحول الحبيب إلى ظالم.
ببقى بعدك فى الأسى
وتبقى إنت الظالم … القاسى … النسى
وأقول عليك … انت المسامح فوق شجونى
اعيش زماني بالفرقة جارح
وفى احتمالى وبالى انك
انت سايق فينى ظنك
حتى المسافات تتلاشى عندما نعشق بصدق …
تحرمنى منك
والمواعيد لا بتشيل منك … تودى
لا رسالة تجينى منك
لا خبر طمنى عنك
رغم انك … انت عارف
انو منك … لا الزمن يقدر يحول قلبى عنك لا المسافة ولا الخيال يشغلنى منك
 الحب عندما يغزو قلب تخللته السهام …
جيتنى فى الزمن الأليم
قلبى مثخن بى جراحات الهوى
عمرى ضايع فى متاهات النعيم
يبقي الصراع … فى الدواخل…
إنى لا قادر أفوتك … لا اجيك
رحل صلاح حاج سعيد
يا جرح عزة هوانا
الساكنة فى حرف الكتابة. اصلو فى زمن الأسى
المشدود … على وتر الكآبة
انكتم نبض الاغاني
وانجرح خاطر المهابة …
رحل وترك الوطن يغرق فى الخلافات والصراعات يشله الفساد … وطن يطحنه الحزن … شنقت الأحلام رغم ديوانه  (الحلم الوطن) …
أخشى أن لا يتحقق الحلم … ولا نجد وطن …
&نحن شعب يحب الموتى ، ولا يرى مزايا الأحياء حتى يستقروا في باطن الأرض.
يوسف السباعي
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

‫2 تعليقات

  1. شكرا أستاذة امل على هذا التأبين الحزين الذي يعكس نبرة حزن انطوى في الحنايا ورحم الله صلاح حاج سعيد وصنوه المبدع الرائع الاستاذ الفنان الشاعر التشكيلي مصطفى سيد أحمد المقبول والذي كان لي عظيم الشرف ان تتلمزت على يديه ونحن في المرحلة المتوسطة في قريته ود سلفاب حيث جاءنا وهو خريج جديد من بورتسودان الثانوية. لهم الرحمة والمغفرة وحفظك ان أستاذة من كل شر ومكروه وهذا المقال يدل على انسانيتك التي لا تجدها حدود والحزن النبيل السرمدي على هذا الوطن الحبيب الذي بات نهبا للهمج والقادمون من وراء المعرفة والتاريخ واكرر الشكر على هذا التأبين النبيل.

    1. احيانا نكتب ونعلم أن ما نكتبه لا يساوي نقطة فى بحر ما قدموه… أخذنا منهم حب الوطن والصدق والنبل ومن مدرستهم ننهل كل المعاني السامية التى تدل على الإنسانية
      شكرا لك كثير
      ولك كل الشكر والتقدير والاحترام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..