مقالات وآراء سياسية

بدلا من مطالبتهم بالخروج من أستراليا 

كلام الناس 

نورالدين مدني 
هذه ليست المرة الاولى التي يرتفع فيها صوت من اصوات العنصرية التي تعمم الاحكام الظالمة على احد مكونات النسيج الأسترالي المتعدد الثقافات والأعراق.
سبق أن كتبت مستنكرا مثل هذه التصريحات التي اصدرت بعض الاحكام الظالمة ضد السودانيين متهمة اياهم بأنهم ينظمون عصابات إجرامية في ولاية فكتوريا، وكأنهم وحدهم دون مكونات النسيج الأسترالي الاخرى من يرتكبون الجرائم والاعتداءات.
هذه المرة تطاول احد العنصريين للاسف قيل انه استاذ جامعي على الاستراليين من أصول سودانية متهما إياهم بأنهم لم يراعوا رحابة أستراليا التي احتضنتهم بعد أن جاؤا إليها هربا من بلادهم التي تعرضوا فيها للظلم والقهر والقتل لكنهم أصبحوا يمارسون الجرائم في رحابها.
لن ادافع عن السودانيين الذين اندمجوا في النسيج الأسترالي واصبحوا مكونا فاعلا فيه بوجودهم الفاعل في شتى مجالات الحياة المجتمعية لكنني قصدت تذكير أمثال هذا العنصري أنه بنشرهم خطاب الكراهية ضد الآخرين يسيؤون لثقافة أستراليا التعددية التي احتضنت مكوناتها المجتمعية من كل أرجاء العالم ليعيشوا في سلام وتناغم.
إننا نعترف بوجود بعض المنحرفين والمجرمين وسط الاستراليين السودانيين لكنهم يشكلون نسبة ضئيلة من حجم وجودهم في أستراليا مثلهم مثل غيرهم من مكونات النسيج الأسترالي ، وهذا لا يعالج بمطالبتهم بالرجوع لموطنهم الأصلي إنما بتعزيز ثقافة السلام والتعايش الإيجابي والتناغم والإندماج  التي شكلت كامل النسيج الأسترالي.
هذا يتطلب من كل الاستراليين بمختلف مكوناتهم الثقافية والاثنية تكثيف الجهود لنشر وتعزيز ثقافة السلام والتعايش الإيجابي والتناغم والإندماج في المحيط الأسترالي الرحيب.
هذا يتطب ايضا تكثيف الاهتمام وسط الأجيال الصاعدة من الأطفال والشباب من الأسر  وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية والتربوية والرياضية والفنية  لتعزيز ثقافة السلام المجتمعي واحترام الآخرين بمختلف ثقافاتهم ومعتقداتهم واصولهم بدلا من نشر خطاب كراهية الآخرين ومطالبتهم بمغادرة أستراليا.

‫5 تعليقات

    1. غالبية العصابات من الجنوبيين الذين وصلوا الى استراليا قبل الانفصال كلاجئيين وايضا مجموعة كبيرة من دارفور وزغاوة تشاد يحملون الجواز السودانى كلاجئيين ليس عنصرية عندما يطالب الاستراليين التعامل معهم بصرامة او ابعادهم من البلاد

  1. يا اخي لقد عشت في استراليا قرابة عقدين من الزمان. احب اطمئنك انه لا توجد عصابات سودانية في استراليا. للاسف الاستراليون لا يميزون بين السوداني والجنوب سوداني. الاخوة الجنوبيين اصبحت لهم عصابات هناك تسرق و تنهب و تغتصب و تتحرش و يمكنك الرجوع لليوتيوب حتي تتاكد

  2. من حق استراليا ان تنزع الجنسية من كل من أتى إليها كلاجئ
    وتورط في أعمال اجرامية عنيفة، اولا لأنهم يسيئون لاهلهم الأبرياء
    الذين لم يتورطوا في اي أعمال اجرامية،، وللأسف اللاجئين من
    جنوب السودان، وحتى في المعسكرات في أفريقيا، صراعاتهم تقوم
    على اساس قبلي، ولم يتركوا هذه العقلية القبلية، حتى وهم يعيشون في العالم الأول
    وعلى مر تاريخ الهجرات، رأينا نشوء المافيات الايطاليه والايرلندية والصينيه والالبانية
    ولكن الفرق بينها وبين العصابات الحالية، انها ابتعدت عن الصدام المباشر مع أدوات القانون
    لأنها عملت بصورة اكثر تنظيما وبعدا عن بدائية القبيلة وعقلية القطيع والابتعاد عن مهاجمة
    السكان حتى لا يخلقوا رأي عام موجه ضدهم، لذا وبعيدا عن المجاملات، يجب التوضيح
    ان هناك جاليتين نتاج لتقسيم بلد، والابتعاد عن عقلية القطيع في مواجهة الظواهر السالبة

  3. ٩٠% من هذه العصابات من جنوب السودان والاستراليين لا يعرفون الفرق بين السودان وجنوب السودان، فقط يطلقوا عليهم سودانيين ويبدو أن كاتب المقال لا يدرك أن هؤلاء المنتمين لهذه العصابات من جنوب السودان وليس السودان حتى اضطر أهلهم الى ارسالهم الى يوغندا وكينيا للدراسة هناك ليبعدوهم عن الانتماء للعصابات الاجرامية التي تتكون من أولاد وبنات الذين بدلا من الاستفادة من الفرص التعليمية المتوفرة لهم بكثرة، اختاروا طريق الاجرام والنهب ونشر الرعب بين السكان وتعاطي المخدرات وغيرها من الممنوعات، فلا ينبغي الخلط ولا أدري لماذا استخدم الكاتب نفس اللفظ الذي يستخدمه الاستراليين بدلا من استخدام الكلمة الصحيحة وهي “جنوب سودانيين” وليس سودانيين لتوصيف هؤلاء الجرمين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..