من يقف وراء الإنتشار المخيف للمخدرات؟

الخرطوم: سالم علي
تصاعدت مؤخراً ظاهرة ادمان المخدرات بأنواعها المختلفة، وظلت مضابط الشرطة ترصد احصائيات ضخمة لضبطيات لمتهمين بالترويج وتعاطي المخدرات، الأمر الذي دعا لدق ناقوس الخطر، واطلاق تحذيرات متكررة من خطورة تفشيه في المجتمع.
ويعتبر د. علي بلدو استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، أن الإدمان الآن في السودان أصبح يطرق على كل باب سوداني، وقال ان هنالك مدمناً أو مدمنة في غالبية بيوت السودان، رضينا ذلك ام أبينا وسط تردد أكثر من ألف مدمن ومدمنة يوميا إلى المستشفيات والمراكز العلاجية لتلقي العلاج من الإدمان ومن مضاعفاته الخطيرة. بحيث أصبح هنالك شاب او شابة وسط كل أربعة شباب سودانيين يعاني من حالة من حالة التعاطي والإدمان بصورة مزعجة للغاية. وفي ظل تحول السودان من دولة معبر الى دولة مستقر وتصنيع للمخدرات بكافة أشكالها.
ان انواع المخدرات المتداولة حاليا في السودان يشير المختص البرفيسور علي بلدو الى أن كافة أنواع المخدرات الآن متاحة في السودان مثل “الشاش والبنقو والحشيش الافغاني والباكستاني”، وحتى المخدرات التخليقية” كالكوكايين والهيروين والافيون والافيتامين والكريستال والآيس والشابو”. بجانب الحبوب المخدرة والمثبطة والمهلوسة بكافة اشكالها والبودرة، لافتا الى أن ما يوجد في السودان من مخدرات لا يوجد حتى في دول مثل “كولومبيا والمكسيك” بصورة تجعلنا نخاف حتى على أنفسنا ناهيك عن باقي الأفراد.
ويمضي البرفيسور بعيدا في هذا الأمر ليشير الى أن نسبة التعاطي وسط الفتيات أصبحت في ازدياد مستمر ،أيضا بحيث تلاحقت “الكتوف” على حد تعبيره وأصبح هنالك نوع من المساواة في التعاطي ما بين الطرفين ، بكافة أنواع المخدرات. في الاماكن العامة وفي الطرق والمتنزهات وأماكن التجمعات،حيث أصبحت هنالك حلقة شريرة ما بين التعاطي والترويج والتجارة. يشارك فيها الجميع. وحتى أطفال مرحلة الإبتدائي والأساس وأطفال أصبحوا أيضا يتعاطون هذه المخدرات دون وعي وإدراك في ظل انهيار المنظومة الصحية في البلاد.
وفي ذات الجانب اشارت الاختصاصية النفسية صباح بدوي أن الأسباب والعوامل التي تجعل الشباب يتعاطون المخدرات الفضول و الانسجام مع الاصدقاء و البحث عن الاحساس بالنشوى أو الإحساس بالمتعة في المخدر ومجاراة مع الأصحاب والاستمتاع بحياة بذلك يمضي الشباب إلى التدخين والتعاطي و في جهات عدة في الرحلات من أجل المتعة و الانسجام، وقالت توجد عوامل أخرى شخصية و عوامل بيئية والمشاعر السالبية والإحساس باللهو نفسه،و نسبة حالات العيادات آخر احصائية في شهر اغسطس فقط 403 حالة هذه في المركز فقط و الاعمار كلهم فئة الشباب من عشرين لاربعين عاما.
وفي ذات السياق أضافت الاختصاصية النفسية صفاء الاصم انه على مستوى السودان تحديدا ان الضغوط الاقتصادية للبلاد التي جعلت من البطالة ارضا خصبه لهذا المخدر المميت زائدا على ذلك الضغوط النفسية التي تحول التربية الى وضع محتدم مع دخول العادات الدخيلة التي تقابل بالقمع من الاهالي بعيدا عن الوعي الكامل بمترادفات الواقع والتطور واساليب التربية الحديثة التي تجهلها كثيرا من الاسر السودانية والتي تحتم وضع الشباب في قائمة الغياب القسري عن مراحلهم العمرية والتعامل مع كل مرحلة بوضعها الراهن ومراعاة اوضاعه النفسية وتقبل ميوله وممارسة الترهيب لا الترغيب في تغيير الافكار ،وهذا يتصل مباشرة مع جهل الاسرة واهتمام الاغلبية بما يلي المعيشة وتوفير سبل الراحة، لذلك يدفع كثير من الشباب ثمن هذا الغياب مدفوع القيمة المادية والغائب عمدا عن اهمية القيمة التربوية والنتيجة الاتجاه الى المخدر ظنا منهم انهم يغيبون ويترفعون عن الواقع.
كاشفة عن عدم وجود طرح واضح وعقم في طرح الاحصائيات على جميع المستويات فلدينا للاسف قصور عقلي في توظيف الجهات المختصة بالاوضاع النفسية وغياب غريب عن التحري واكتشاف التغيير حول ابنائنا ومن سيئات هذا الوضع اننا لانلجأ للعيادات او المصحات الا في الحالات المتأخرة ،لكن التوقع الطبيعي ان يكون ثلث هؤلاء الشباب يتوسدون الادمان خارج اسوار تلك الجهات وادرك تماما ان المرضى داخلها لايمثلون الا عددا قليلا منهم.
وقالت “مؤخرا بدأت تظهر أنواع جديدة من المخدرات مثل مخدر الآيس وما شابهها وجد هذا النوع رواجاً كبيراً وسط الشباب” مبينة انهم كخبراء في علم الاجتماع نفتكر في إطار تخصصنا أن المسألة هي ليست مسألة أن شبابنا يميل لتعاطي المخدرات هنالك عوامل كثيرة يمكن ان تؤدي إلى تعاطي المخدرات ،منها الإحساس بالاحباط نتيجة لأن الشباب لديهم طموح كبير في أن يوجدوا فرص عمل أو زواج و غيرها ولا يستطيع الشباب تحقيقها نتيجة للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
ولفتت لوجود عامل مهم وهو ان المجتمعات التي بها نسبة عالية من الشباب مثل السودان دائماً تكون مستهدفة من المنظمات العالمية و السرية التي تعمل في الخفاء لتدمير البنية الاجتماعية الشبابية حتى لا تكون هذه المجتمعات قادرة على الدفاع عن نفسها باعتبار أن الشباب هم طاقة المستقبل و طاقة الإنتاج و العمل.
وأشارت الى ان الحلول حول ظاهرة انتشار المخدرات وسط الشباب لابد من تكثيف الدور إلاعلامي حول أضرار المخدرات من ناحية و على الجهات الأمنية و خاصة مكافحة المخدرات أن تقوم بواجبها و أن ترفع درجات المكافحة لأقصى درجاتها حتى تخفف من حدة دخول هذه المخدرات للسودان و التعامل معها وفقا للقانون.