أهم الأخبار والمقالات

قرار مفاجئ للمكون العسكري يعيد الأزمة للمربع الأول

بعدما ارتفع منسوب الأمل لدى الشارع السوداني بحدوث انفراجة قريبة في الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ نحو عام، بدأ اليأس يتسلل من جديد، وآمال الحل تتراجع إلى الخلف.

قرب حل الأزمة جاء مع إعلان “قوى الحرية والتغيير”، المكون المدني، بقرب التوصل لاتفاق إطاري مع المكون العسكري خلال أيام ينص على نقل السلطة للمدنيين بشكل كامل، إلا أن ساعات الفرح كانت قليلة، حيث استبعد الأخير توقيع اتفاق إطار مع قوى الحرية قريباً.

الإعلانات المتضاربة من أطراف الأزمة السودانية اعتبرها مراقبون تشير إلى تراجع خطوات الحل في السودان إلى الوراء، إذا لم يكن العودة للمربع الأول، وسط تحذيرات من اجتزاء الأزمة وتصويرها على أنها مجرد خلاف سياسي بين المدنيين والعسكر.

مع قرب اتفاق فرقاء السودان.. أبرز بنود مقترح “الدستور الانتقالي”
السودان يعيش أزمة سياسية واسعة منذ قرارات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، التي كان أبرزها حل مجلسي الوزراء والسيادة الانتقاليين، وإقالة بعض الولاة وتوقيف مسؤولين وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ، وهي الخطوات التي اعتبرها “تصحيحية” لمسار البلاد، فيما رفضها المكون المدني والذي دعا لاحتجاجات لم تهدأ حدتها حتى اليوم.

الأزمة تراوح مكانها

وبعد ساعات من إعلان قوى الحرية والتغيير بقرب التوصل لاتفاق لإنهاء الأزمة، أصدر المكون العسكري بيانا استبعد فيه التوصل لتوقيع اتفاق إطار مع قوى الحرية قريباً.

وقال في البيان الذي نشرته العديد من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية، الجمعة إن “التوافق السياسي بين المكونات السودانية هو شرط توقيع الاتفاق مع قوى الحرية”.

وهذا أمر يبدو بعيد المنال في ظل رفض “لجان المقاومة” التي تقود الحراك الحالي في الشارع، وقوى أخرى يمينية ويسارية للاتفاق المقترح.

وفي وقت سابق الجمعة أعلنت قوى الحرية والتغيير السودانية أن التوقيع على الاتفاق الإطاري مرتقب قبل نهاية الأسبوع المقبل.

وأوضحت أنه بعد التوقيع على الاتفاق ستتم مناقشة القضايا العالقة وملاحظات قوى الانتقال على الدستور، والتي من ضمنها العدالة الانتقالية وعملية الإصلاح الأمني والعسكري وعملية السلام”.

وأكدت أنه تم وضع مدى زمني للتوصل لاتفاق نهائي قبل نهاية العام، مشيرة إلى أن حوالي 30 هيئة وقعت حتى الآن على الإعلان السياسي المكمل للدستور الانتقالي.

والأسبوع الماضي، أعلنت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجموعة الإيجاد تسلمها ملاحظات من قيادة الجيش تشمل تعديلاتهم وتعليقاتهم على الوثيقة، لافتة إلى أن مثل هذا الحراك يعكس تفاهمات أساسية بين المكونين المدني والعسكري حول المسودة التي جمعت حولها عددا كبيرا من القوى المدنية.

كما بشرت الدكتورة فكرية أبا يزيد محمد، المديرة العامة المكلفة لوكالة السودان للأنباء “سونا”، بقرب حل الأزمة خلال تصريحات صحفية، حيث قالت إن “الأزمة السياسية في البلاد تسير نحو الحل وفق كل المؤشرات، وهذا الأمر جيد الآن ويمثل بارقة أمل”.

وأضافت، لم نكن نسمع خلال الأشهر الماضية عن قرب الاتفاق، أما الآن فهناك الكثير من التقارير التي تتحدث عن قرب الاتفاق، وهذا الأمر يمثل بارقة أمل في جلوس الأطراف على طاولة واحدة، بعدما كان التفكير في البداية هو “الإقصاء”، حيث إن كل طرف يرغب أو يريد إقصاء الطرف الآخر، وغابت لغة المشاركة والحوار.

الأزمة عميقة

وتابعت تلك الخطوات نحو الحل جيدة بين الأطراف المختلفة في السودان، وأؤكد أن تعدد الأطراف حتى داخل المكون الواحد يمثل أساس المشكلة التي تعيشها البلاد الآن، ولو كانت المشكلة بين المدنيين والعسكريين فقط، لتم إيجاد حلول لها منذ فترة.

لكن على الجانب الآخر، يرى مراقبون أن إعلان المكون العسكري يجعل الأزمة تراوح مكانها وترجع إلى المربع الأول، ويجعل السودان يظل في الدوامة التي يعيش فيها منذ أشهر، هذا بجانب اجتزاء الأزمة في البلاد على أنها خلاف بين المكون المدني والعسكري.

الباحث السوداني عباس صالح يرى، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “هاوار” السودانية، أن الأزمة السياسية أعمق من ثنائية عسكري-مدني، وبالتالي أي تسوية تقوم على هذا الأساس سوف تؤدي إلى إعادة إنتاج التجربة السابقة، كما ستكرس أيضاً لاستدامة الصراع المؤدي للفراغ السياسي.

وتابع “رغم أن الرباعية الدولية تعتبر الوسيط بين المكون العسكري والمجموعات المدنية، ولكنها مع ذلك لن تكون ضامناً لتحقيق النجاح أو التسوية المرتقبة خاصة انطلاقها من رؤية تبسيطية ترى أن مجرد الجمع بين شركاء السلطة بعد سقوط البشير كفيل بإنهاء تلك الأزمة، وتستخدم في ذلك الترغيب والترهيب للجمع بين دوائر صغيرة لا يمكنها احتكار الشرعية السياسية والاضطلاع بمهام انتقالية تتطلب شرعية شعبية أوسع وأكبر”.

وقبل قرارات البرهان الاستثنائية كانت البلاد تعيش منذ 21 أغسطس/آب 2019 مرحلة انتقالية ضمن اتفاق جوبا (2020) يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش والقوى المدنية والحركات المسلحة تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024.

ويترنح السودان تحت وطأة أوضاع اقتصادية صعبة مع توقف الاستثمارات وتزايد عبء الديون وتقليص المساعدات التنموية، ومؤخرا حذر برنامج الغذاء العالمي أن يعاني نحو ثلث السودانيين من انعدام الأمن الغذائي.

العين الاخبارية

‫15 تعليقات

  1. يا جماعة البرهان لن يسلم السلطة لمدنيين أبدا، الرجل متشبث بكرسي الحكم ليحقق نبوءة والده الذي قال له “أنت حتحكم السودان” وما قاله بالأمس عندما اجتمع مع كبار ضباط الجيش وضباط قوات الدعم السريع من رتبة عميد فما فوق، من أنه لن يسلم الحكومة الا اذا حدث توافق بين المدنيين الا دليل على صدق كلامي، فلو أن زعيم أحد الأحزاب أو أحد نظار القبائل رفض الاتفاق وأيده كل السودان لانتهز البرهان الفرصة وقال لم يحدث توافق وأظنه استدعى الميرغني ليقوم بدور الرافض لأي اتفاق بين المدنيين والعسكريين مما يسمح للبرهان بالتشبث بكرسي الحكم.

    1. كلامك صحيح الأخت ساميه و بالتحديد فيما يخص عوده المرغنى و أضيف المرغنى قسم حزبو لى بيتين واحد حيكون مع الاتفاق و الثانى ضده لضمان إستمراريه دوران الطاحونه . … و لاكن الاخت ساميه فى الأساس لماذا مبدأ إتفاق القوه المدنيه شرط يفرضه الجيش ؟ و لماذا لم تقاوم الكتله المدنيه هذا الشرط من طرف الجيش منذ البدايه هذا يدل على عدم خبره و جهل هذه الكتله .من المقبول القول إن الإختلاف هو سمه الديمقراطيه و مكانه البرلمان أما تسليم السلطه فيحكمه الدستور و هنا مربط الفرس فمن السهل صياغه دستور يبعد العسكر 100% أو 50% أو 30 % أو فتح باب التدخل فى الحكم فى حالات معينه و…. و…. لاكن من الصعب ترتيب دستور ينظم ثقل المكونات المدنيه .

  2. لن تكون هنالك تسوية أو اتفاق طالما اللجنة الأمنية للنظام الباءد هى المسيطرة على الاوضاع و تحصد فى كل يوم ارواح الشباب ، فدعونا من أوهام التسوية،

  3. البرهان عااااىف نفسه ح يمشي المحكمة الجنائية الدولية يوما ما…لذالك حاليا عايش في حالة نفسية سيئة وقدر ما حاول يلقي مخرج لكن دون جدوى…

    انا يا برهومي بقول ليك انت عسكري مغفل جريت وري دول المحور واتورط لانك بعت شعبك ووطنك وتستاهل كل ما سيحدث لك.

    اتمني لك مصير صدام حسين والقذافي.لو ما لاهاي

  4. الآن .. قد جف يراعي من التحدث عن صدق النوايا … للجنة الامنية الكيزانية … كلما قلنا او ظننا ان اللجنة الأمنية الكيزانية تمصلت وتخلصت من داء الكوزنة … وادركت ان الامور لن ترجع الي الوراء لعودة الكيزان … نجدهم يخيبو آمال الشعب في الحكم المدني … اذن المهم هو اصطفاف جديد وعلى الحرية والتغيير المركزي الاعلان عن فشل مساعيه مع العسكر في الخروج من الأزمة والعودة للشارع وعدم الجلوس مع اللجنة الأمنية مهما تكلف الأمر حتى تقديم استقالاتهم وتشكيل لجنة جدبدة للتفاوض من اجل شان البلد … هؤلاء لا صدق ولا امان لهم ولا منهم.
    قومو الي ثورتكم يرحمكم الله.

  5. البرهان و حميدتي و جميع الكيزان خائفون من المحاسبة حتي بصيغتها المخفية عبر آليات العدالة الانتقالية لذلك يرفضون أي اتفاق مع أي قوي سياسية من غير أنفسهم و أتباعهم و المنتفعين منهم. لذلك ستحدث في النهاية المعالجات الناجعة التي ستكنس كل هذا الوسخ و اقصد الكيزان و العسكر و ستكون مكلفة جدا للجميع ، لذلك علي الجميع لجان مقاومة و غيرها من قوي سياسية الاستعداد لهذه المواجهة المكلفة جدا

  6. يااخون ماحااحصل اتفاق لسبب بسيط المدنيه تعني رحيل السيسي ومصر عايشه من خيرات هذه البلاد لو جادين في تقدم هذه البلاد بوقفة رجل واحد لا لا لا للتطبيع مع مصر

  7. البرهان اجبن واغبى بني ادم على وجه الارض
    عميل لدول الجوار مقابل قهر وبطش الشعب السوداني
    ستكون نهايتك على يد الثوار الاحرار ……..فللصبر حدود ………..وسنرى ايها الكلب الرخيص

  8. السودان لا تنفع معه مدنية ولاديمقراطية فالسودان بحاجة إلى حاكم ديكتاتورى قوى سواء عسكرى او مدنى ليحكم البلاد بالنار والحديد ويقضى على الفساد ومدعيي الفوضى ولكن بشرط أن يكون عادلا بين فيءات الشعب المختلفة وتنفيذ القانون على الجميع غير ذلك فهو تضييع للوقت والجهد وترسيخ لحالة الفوضى التى ضربت البلاد فقد جربنا العسكريين والمدنيين والكيزانىىن وكلهم قشلوا

    1. لا اعرف ولكن كيف يصدق السودانين الشرفاء والعالم أن أشباه الكيزان الفاسدين سوف يتركون كرسي الحكم لأنهم ماذلوا يحلمون بعودة الكيزان الفاسدين للحكم مره اخرى لكن هيئات.

  9. البرهان دلدلول تحركه مخابارت شمال الوادي بعد أن ورطوه في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية هو وزمرته في اللجنة الأمنية فأوردوا الوطن الهلاك ، وحاليا يرغب في الاستمرار في الحكم دون وازع من ضمير أو اخلاق ودينيا هو رب الفور والعياذ بالله.
    ويرغب في انعاش الخزينة التي تركها ووزير ماليته المجرم خاويا على عروشها ببيع المزيد من الأراضي وبعقد صفقات مشبوهة لا تخدم مصالح الوطن في شيء بلا مصالح دول أخرى والفتات في جيوب النفعيين.
    ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو المستعان وعليه التكلان

  10. لاادري أأعقل التيس السعنون ام القحاطي عاشق السلطة بلامؤهلات!!!؟؟
    سبق وان كررناكثرآ..انوالبرهان وحميدتي (حفظهم الله)
    بضقلوبيكم ساي لانهم ماممكن اسلموحكم البلد
    لي شرزمة عنقالة عطالي

  11. مافي مدني من المحاورين الان قلبوا على السودان ،الان كل المحاورين اللذين يسموا انفسهم الحرية والتغير في الساحة السياسية اجندتهم خارجية (علية التنفيذ وليس صناعة قرار لمصلحة الوطن ) اذا عمل استفتاء عام فلا يجدون ممايسمون انفسهم الحرية والتغير صوتا واحدا على انهم الممثلين الشرعيين للشعب، ياناس علينا تجكيم العقل فالمكون العسكري طرف اساسي في الحكم فلذكل يجب ان يكون اطراف التفاوض حادبين لمصلحة السودان فالتكون حكومة عسكرية مدنية وليكون هنالك تنسيق بين المكونين وعدم اتهام احد للاخر (فاليكون المكون العسكري همه أمن البلاد داخليا وخارجياوالوقوف في وجة الاجندة الخارجية لتقسيم السودان وليكون المكون المدني همه اقتصاد البلد فهناك دول في شكل قارات ليس بحجم السودان حكوماتها نصب اعينها مصلحة الوطن وليست مصلحة الوظيفة ،فالمطلع على سياسة امريكا عندما اراد ترامب غزوا ايران وقف امامة الجيش ومنعة فلا تجعلوا دول العالم الذي يسمى نفسة بدول العالم المتقدم يضحكوا علبكم انتم امة افضل خلق الله يامة الاسلام اتركوا التناحر على الوظيفة واجعلوا نصب اعينكم كيف يكون السودان دولة متقدمة وتسع الكل فالسودان بها خيرات تجعلها اغنى الدول وافضلها

  12. مصيبة السودان هو هذا الجيش ولا اقول كل الجيش اقول ضباطه وليس كل الضباط ، الضباط منهم الشرفاء الاوفياء لشعبهم ولكن الضباط الذين تسلقوا المناصب العسكرية العليا في زمن الغفلة وأحد ضابط سابق يعرف البرهان جيدا قال لم يكن يصدق ابدا ان البرهان يصل الي رتبة العميد دون أن يقال نسبة لغباءه وبلادته الكيزان ماعاوزين كفاءات عاوزين ولاءات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..