ارتفع صوتها.. الربابة.. الآلة الناعمة تسترد أمجادها الفنية

الخرطوم: علي الطاهر
لم يمر يوم دون أن تستمع إلى صوت “الربابة” الآلة التي استردت مجدها، وسيطرت على الساحة الفنية الحالية بشكل كامل، إن لم تسمع صوتها الحنين الناعم داخل منصات التواصل الاجتماعي، قد تسمعه في إحدى محطات (FM) أو القنوات الفضائية، وربما في مكبرات الصوت وسماعات مواعين النقل حافلة كانت أم بصاً، إنها تتألق بصوة لافتة في كل مكان..
وبفضل الربابة التي تحمل في منطقة اسم محلياً رناناً بات الجميع يعرف الفنانين الذين ارتبطوا بها بشكل وثيق واعتمدوا عليها في العزف بعيداً عن الأوكسترا أو عزف الأورغن، مثل الفنان أبو القاسم ود دوبا الذي يعد الأكثر شهرة بين أقرانه محمد الطيب الكباشي أو بخيت ود الجبل وتاج الدين البمبي بجانب حسن ربابة وبلة، والربابة نفسها هي التي قادت ياسمين بت كوستي إلى الشهرة رفقة أغنيتها “سيد الفنيلة البيضاء” التي ملأت الآفاق ومسامع مدن السودان المختلفة، وكذلك الفنانة منال البدري، وبت أم روابة ..
وتغلب غناء الربابة الذي يصنف من الهامش في هذه الأيام على الغناء الحديث “غناء الوسط” الذي انحسر بسبب ظروف البلاد المعقدة وانخفاض مستوى المزاج العام، وكذلك بات غناء الربابة مطلوباً أكثر من الغناء الشعبي الذي بفرقه الشبابية المتعددة، ويعود تفضيل غناء الربابة بسبب نهج العزف وسهولة الكلمات الموغلة في اللغة المحلية والمحتشدة بالكرم والفراسة..
ورغم أن “الربابة” تنتمي إلى عائلة الوتريات، إلا أن لها أسماء متعددة ومختلفة وفقاً للمناطق، في غرب السودان تسمى الربابة “أم كيكي” وهي نفس آلة “الطمبور” في شمال السودان المشهورة بغناء الدليب، أما في شرق السودان فتعرف عند القبائل المتعددة هناك باسم “باسنكو” وهي نفس الآلة التي تحمل أكثر من اسم عند قبائل النيل الأزرق في صعيد السودان “كاسوندي – أب نقرن – كنجن”، أما في مناطق جبال النوبة والتي تعتمد عليها بشكل أساسي في الغناء تسمى “أم برم برم” وهو نفس الاسم عند مجموعات قبائل الحوازمة المشهورة في سهول كردفان، ولكن عند النوبيين في شمال السودان يطلق عليها “كسر”
وقد يعتقد الكثيرون أن “الربابة” ظهرت مع نمط الغناء الجديد، إلا أن الواقع يؤكد أنها آلة عزف قديمة ضاربة في جذور التاريخ، ارتبطت بالغناء الفردي والجماعي، وتعد كذلك الآلة المحببة عند رعاة الماشية والأبقار، وكذلك تكون رفيقة المسافرين وتوجد بين أيدي الصبية نسبة لسهولة صناعتها التي تعتمد كلياً على مواد محلية متوفرة في كل مكان..
اليوم التالي