*التوقف عند جريمة إعدام المفكر الإسلامي السوداني*

أحمد بطران
*وفي ذكرى العصيان نكتب تحية لاؤلئك الشرفاء الذين نظموه*
ولما كان لنا في فترة الاعتقال نشاط فكري وسياسي داخل المعتقل نتبادل فيه الآراء والأفكار فإننا وقفنا علي جريمة العصر (إعدام الأستاذ المفكر الإسلامي السوداني محمود محمد طه) التي وقعت في أواخر حكم دكتاتورية مايو التي تزيت بالإسلام وطرحت مشروعا مشوهاً له ونفذته بمساندة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي الذي يغلب عليه طابع البوليسية والاستبداد واستفاد من تحالفه مع نظام النميري ليقوم بتصفية الخصوم الفكريين والسياسيين الذين يشكلون خطورة علي جماعتهم الاجرامية ومشروعهم السلطوي القائم علي استغلال الدين للوصول للسلطة فاقبلوا علي التصعيد العدائي للفكر الجمهوري ونظموا الاحتجاجات المطالبة بإعدام المفكر الإسلامي السوداني محمود محمد طه ونشروا ديباجات طويلة عريضة في تكفيره بدوافع سياسية غير أخلاقية فالفكرة الجمهورية تقوم علي فلسفة الأستاذ المفكر محمود محمد طه الي
تقسيمه للدين الإسلامي إلى قسمين الأول هو الإسلام المكي وتمثله السور المكية في القرآن الكريم وعددها 86 سورة نزلت على الرسول محمد بين عامي 610 و622 اما القسم الثاني فهو إسلام المدينة وتمثله السور المدنية في القرآن وعددها 28 سورة نزلت على الرسول بين عامي 622 و632 وبغض النظر عن الاتفاق مع الرجل في فكرته او الاختلاف حولها فإنها تمثل ثورة فكرية كانت يمكن ان تعالج كثير من القضايا والاشكاليات التي تعاني منها مجتمعاتنا بعد عهود مظلمة طويلة من الجمود الفكري والانحطاط الثقافي التي عاشتها شعوبنا العربية والإسلامية وكان سببا أساسيا في تخلفنا عن ركب الحضارة المعاصرة وسيرنا القهقهري وسيطرة تصورات شاذة ومفاهيم متخلفة علي عقولنا للإسلام قدّمته بصورة مشوهة لا تواكب التطور الإبداعي في الفكر الإنساني الذي نقل البشرية الي افاق بعيدة رحيبة في المنتوج الثقافي وجماليات العقل البشري .
وهنا لا اريد ان أبحث في الأمر لا من المنظور السياسي او الفكري ولكنني اريد ان ابين التناقض والنفاق الذي وقعت فيه جماعة الإخوان المسلمين بزعامة الدكتور الترابي الذي كان خلف مشروع تكفير الأستاذ محمود محمد طه .
فبعد سنوات من جريمة إعدام المفكر الإسلامي السوداني محمود يخرج علينا احد تلاميذ الترابي وهو الأستاذ امين حسن عمر ليقول لنا ان عملية تكفير واعدام محمود محمد طه كانت خطيئة وجريمة ضد حرية الفكر لا تغتفر وأننا يومها غلَّبنا السياسي علي الفكري .
اما الدكتور حسن الترابي ذات نفسه فقد خرج علينا في اكثر من مناسبة كان أشهرها ندوته في الميدان الشرقي بجامعة الخرطوم بعد خروجه من سجن نظامه ليقول لنا ان الحرية أصيلة في الإسلام وانه لم يجد في شريعة الإسلام عقوبة علي مرتد ولئن كان تكفير الأستاذ والحكم بردته الإسلام قد قاده الي حبل المشنقة ليمضي الي ربه شهيدا فإن هذا يوضح بجلاء خطل وقبح فكر الإخوان المسلمين ومخالفته للإسلام وجوهر قيم الدين ونفاقهم فكيف يقدِمون علي دعم مشروع المؤامرة علي إعدام الأستاذ بما لا يتوافق مع فكرهم وما يتنافى مع معتقدهم وفهمهم للدين الإسلامي؟! إنه النفاق بعينه وحظوظ النفس الدنيئة في الرغبة والتخلص من المنافسين الأقوياء حتي يتمكنوا هم من خداع المجتمع بانهم أولياء الله وأنصار دينه لكن بعد تجربتهم الإسلامية المشوهة في الحكم تكشفت لجماهير شعبنا وضاعتهم وضحالة فكرهم وسوء كيدهم وأنهم الأخطر علي الأجيال القادمة حتي من الماسونية فهم دعاة التطرف والغلو وقادة الإرهاب وجلادي شعوبهم .
وهنا اكتفي تحت شعار وشهد شاهد من أهلها بشهادة الدكتور حسن مكي ورأي الحركة الإسلامية وقادتها في هذه الخطيئة والجريمة النكراء التي هزت الوجدان الإنساني وفجعت الكثيرين وكشفت زيف وخداع جماعة الإخوان المسلمين المجرمة وخطورتها علي مستقبل بلادنا في ترسيخ مفهوم الدولة الدينية دولة السيف والخازوق وإعاقة مشاريع الدولة المدنية الديمقراطية القائمة علي أسس الحرية والعدل والحقوق المتساوية علي أساس المواطنة .
ختاماً اليكم شهادة د.حسن مكي (د. حسن مكي يقول: حينما أعدم محمود كنت مسرحاً لأفكار شتى .. السياسي فينا كان يتكلّم بأن الحمد لله ربنا خلصنا من خصم قوي وكان حيعمل لينا مشاكل وكان حيكون اكبر تحدي لفكر الحركة الإسلامية السياسية والفكرية فينا يتحدث بأن هذا الشخص عنده قدرات فكرية وروحية .. ولكن السياسي دائماً ينتصر هنا.
س : هل كان إعدام محمود سياسياً؟ ج : نعم ، كان إعداماً سياسياً. س : وانت في ذلك الوقت انتصر فيك السياسي على الفكري؟ ج : نعم. س : ولكن أمين حسن عمر قال الترابي انتصر عنده الفكري على السياسي وكان ضد اعدام محمود؟ ج : انا لا أريد أن ادخل بين الترابي وأمين ولكن أعتقد ان الصف الإسلامي في ذلك الوقت كان جميعه مع اعدام محمود. س : نحن نسأل عن موقف د. الترابي؟ ج : أنا أعتقد أنه كان خائفاً أن يتراجع النميري عن إعدام محمود.. ويدعو الله ان لا يحدث ذلك) (صحيفة الوفاق 5/12/1998م) .
هذا هو رأي حسن مكي
في موقف الترابي من قضية تكفير وإعدام الأستاذ يبين حقيقية ماذهبنا اليه من ان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية رجعية متخلفة لابد من عزلها ومحاربة أفكارها النشاذ .
هناك هيئات اسلامية عدة حكمت بكفر محمود محمد طه و ان مذاهبه خارج عن الاسلام و منها هيئات عالمية و مقرها خارج السودان
و هي تنظيمات تنضوي تحت “التنظيم الدولي للإخوان المسلمين”.. أي تنظيمات “الإسلام السياسي” البحت، و هو طريقهم للسلطه، باي كيفية كانت، سلميه او عن طريق العنف، أو عن طريق “الإنقلاب العسكرى”، على الدستور و الحكومه التي هم جزء منها، كما حدث منهم في السودان.
ثم يعودون، إن أمكن، لمواصلة السلطه عن طريق “إنتخابات الخج”، لإضفاء الصوره” الديمقراطيه” على سلوكياتهم الشيطانيه، و خوفا من الغرب “الديمقراطي القوى”.
إنهم ابالسه و شياطين، و لا أعتقد أن لهم “دينا”، في الاصل.
كلامك غير صحصح يا من سميت نفسك متمردا
هذه هيئات اسلامية رسمية و بعضها يتبع لدول لا نفوذ للاخوان المسلمين فيها !
تم ان محمود محمد طه يسمي الشريعة الاسلامية شريعة القرن السابع , هل هناك مسلم يرفض الشريعة ؟
الله سبحانه وتعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة وليس هناك رسول بعد نبينا محمد، ومفكركم محمود زعم انه رسول الرسالة الثانية وهذا كلام واضح البطلان الا لمن كان أعمى بصر وبصيرة واستحب الكفر على الايمان.
طريق محمد صلى الله عليه وسلم واضح ولم يأمرنا الله ولا رسوله باتباع طريق اخر غير طريق نبينا محمد؛ فمن ابتغى الهدى في غير هذا الطريق أضله الله ولا عذر له.
لذلك على أتباع محمود ازالة الغشاوة عن أعينهم والعودة لدين محمد صلى الله عليه وسلم؛ فالله لم يرسل اليكم محمود محمد طه بل أرسل اليكم محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين؛ فلا تتركوا الشيطان يتلاعب بعقولكم ويقودكم الى مالات مخزية وعواقب وخيمة لا سمح الله.