مقالات وآراء2

(أوهام حميدتي).. أمس واليوم (1 ــ 2)

عثمان شبونة

* عندما هبت جهات السودان في حراكها ضد المتأسلمين وبشيرهم كان رأس المليشيا (حميدتي) يرتزق عبر هؤلاء ويحارب بالوكالة عنهم.. وكان الشخصية المفضَّلة لدى البشير كمحارب مطيع؛ ومغامر مهموم بمصالحه الخاصة جداً؛ فلا علاقة له بصلاح الوطن.. وعندما سقط البشير بضغط الشعب وشوارعه الثورية لم يجد حميدتي ملجأ سوى (الثورة) ليندس فيها بمكر الخائف على أملاكه ومليشياته؛ وحرص الساعي إلى السلطة بانتهاز الفرص وغِش الجماهير.

*حميدتي لا علاقة له بثورة الشعب؛ لا يشبهها من قريب أو بعيد؛ ولا تعنيه في شيء.. لكن حتمية التغيير وقوة الجماهير التي لا يهزم إرادتها عسكر أو جنجويد فرضت عليه أن يرعوي؛ فركب ظهر الثورة على غرار ميكافيلية الكثيرين (مدنيين وعسكر) تحقيقاً لأغراض أبعد ما تكون عن شعارات (الحرية؛ السلام؛ العدالة).. أي أغراض دونية وليست وطنية.

ــ من أين لهم الشعور بالوطن؟! فلو هذا كان الشعور يُباع بالكيلو لفرُّوا من سوقه خِفافاً..!

* حميدتي المُتنازع بين الطموح والطمع لسنا معنيين بنواياه إذا لبس ثياب الوداعة..! إنما تعنينا أفعاله الظاهرة وأكاذيبه البلهاء وهو يعد نفسه ثائراً ضمن صفوف الشعب الذي أسقط السفاحين من عروشهم في 2019؛ علماً بأن النضال  ضد الإرهابيين الذين ظل حميدتي أحد خدامهم المخلصين سبق هذا التاريخ بزمن طويل.. فأين كان المذكور؟!

* حميدتي؛ وعبر فيديو ــ شهير ــ متداول؛ ردد القول (أنا ــ نحن) مثل: (نحن العملنا التغيير).. وحين استدرك تكراره البغيض للأنا الكذوبة أعاد الفضل إلى الشعب: (نحن عملنا التغيير مع الشعب السوداني) ونسي أنه شريك في مذبحة القيادة (شراكة بالفعل) وبالفُرجَة على أدنى الفروض.. ومن عجيب أوهامه القول: (أنا الرفضت فض الاعتصام)! إذن لماذا ظهرت مليشياته في ساحة مذبحة المعتصمين؟ هل لتكفين الشهداء؟!

ــ السؤال الخفيف جداً: ماذا كان موقفه عقب المذبحة؛ عندما حجب قتلة الشعب خدمة الإنترنت ليداروا سوءاتهم؟! علماً بأنه كان آنذاك ضمن المتحكمين في البلد (الهاملة) وقد أبتُليت بأحط خلق الله من العسكر في تلك الأوقات العصيبة.. ثم لاحقاً أكمل سفلة (قحت) دائرة الانتهازية و(البيع) مع هؤلاء.

* ألا يسأل حميدتي قلبه: إذا كان هو بهذا النبل الذي يتحدث به عن نفسه؛ فلماذا يجد الرفض والكراهية لمليشياته من الشعب أو من قطاعاته الواسعة؟! هل الشعب ناقص وعي بحيث لا يعلم (من هو حميدتي) صنيعة سلطة الكبائر؟!

* عزيزي القارئ.. هذا العمود مدخل للقادم؛ وقد كتبته قبل أكثر من عام؛ وليس بمناسبة حديث حميدتي الأخير.. أعني الفيديو الذي ظهر فيه ــ يوم الأحد الماضي ــ وكأنه مع الثورة السودانية؛ التي من مطالبها حل مليشياته الإجرامية.

أعوذ بالله.

الحراك السياسي

‫2 تعليقات

  1. نعم حميدتي رفض فض الاعتصام لكن اخوه عبدالرحيم اصر علي المشاركه فيه وفرض رايه يا ذهب هو واللواء عثمان واشرف عليه
    عبدالرحيم دقلو مشكله حميدتي الاشياء تواجهه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..