مقالات وآراء

جرس إنذار 

انفاس الفجر

عوض الباري محمد طه

مع بداية الخريف هاهي مدينة بورتسودان تغرق في (شبر موية)  ويتبدى التردي البيئي في أبرز مظاهره ، والبرك الاسنة والترع تحتل قلب المدينة عوضا عن بعض الأحياء ، لا مجاري ولا تصريف ولا وجود للمحلية مع وجود ضعيف  للدفاع المدني لا يرقى لمستوى التردى البيئى وتفاعل الجهات الرسمية يشير الى عدم وجود حكومة في هذه المدينة المكلومة التي تمثل المدينة الثانية في هذه البلاد المنكوبه ، كنا نسمع جعجعه ولا نرى طحينا ، اما الان فقد ضاع حتى صوت الجعجعة وواقع الحال يشير إلى عدم وجود الدولة نفسها ، ومع بهتان صورة الدولة وتراجع وجود الأجهزة التنفيذية لا من حيث الهياكل ولكن من حيث الفاعلية والدور ، فالأمراض وخاصة حمى الضنك تحاصر عدد من الولايات يبلغ عددها (11) ولاية من بين الـ (18) ولاية سودانية ، أربعه منها تتقدم على البحر الأحمر من حيث الانتشار الا انها تشهد هذا المرض الوافد لأول مره ،  والبحر الأحمر من اوائل الولايات التي عرفت الحميات الفيروسية ، ومع التردي البيئي وتراكم مياه الأمطار العذبة التي توفر بيئة جيدة لتوالد الباعوضة  المصرية الزاعجة المسببة لحمى الضنك فإن الامر لاقدر الله مرشح للمزيد من التفاقم وهذا جرس إنذار تعلمه المحلية وتعلمه وزارة الصحة ويعلمه والي الولاية المكلف ومع ذلك تشكل كل هذه الجهات حتى الآن – على الاقل – وجودا ضعيفا أو شبه معدوم في المشهد .
اما الامر الثاني وشر البلية ما يضحك فإن مدينة بورتسودان التي ارهقها العطش طوال الصيف الماضي ، وبدأت المياه تدخل تدريجيا لبعض الأحياء بعد عبور الصيف ووصول اول دفعات من المياه الى المحابس العليا في سد اربعات الا انه وبمجرد ان دخلت السيول بكميات كبيرة الى سد اربعات  انقطعت المياه كليا عن المدينة لان السيول جرفت الخطوط التي هي اصلا بلا حماية تذكر وبطريقة تقليدية وعشوائيه فنحن في بلاد سبق أن قال عنها محمد الحسن سالم حميد فى رائعته (الضو وجهجهة التساب)  :

وفي شرْعَك الإنسان يموت
إن زادت الموية ويموت من قِلَّتا !! .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..