الضمان شنو نبل الكيزان ، والجماعة ديل ما يبلونا..

خليل محمد سليمان
سأل احدهم البرهان ، والثورة في عامها الاول .. ليه ما عايز تبل الكيزان ؟ .
قال : “ الضمان شنو نبل الكيزان ، والجماعة ديل ما يبلونا” .
اعتقد هنا تكمن الحقيقة التي نتعامى عنها، وببلاهة نسعى بذات المنطق ، والادوات ، والطريقة لنستجدي تجاربنا التعيسة ، والفاشلة لنحصل علي نتائج مختلفة.
البرهان لا يمكن ان يثق في اي تحالف ، او حزب ، او جماعة سوي الكيزان ، وهم من يخططون له.
ثورة ديسمبر علمتهم درساً قاسياً ، حيث اكثرهم تشاؤماً لم يكن يتوقع السيناريو الذي اسقط صنمهم ، وجعل
الخوف يتخطفهم من بعد غرور.
الإستراتيجية الجديدة..
اعتقد بعد مراجعات علي عجل توصلوا .. الي ان تأيدهم للبرهان بشكل علني سيكلفهم آخر القلاع التي يُمكنهم العمل خلفها لإعادة ما يُمكن أعادته.
الكيزان لديهم تنظيم سياسي يعمل علي العامل النفسي بشكل مُمنهج.
الخطة ، والتكتيك..
“عليك ان تقوم بافعال ، وانشطة جانبية تلفت انظار العدو ، والأنتباه ، بعيداً عن الهدف الذي تريده” .
الكيزان تيقنوا تماماً ان الشعب السوداني سيعارضهم في اي موقف يتخذونه حتي وإن كان صواباً ، ويصب في المصلحة العامة ، والكل يعرف لماذا هذا الكره تجاههم من كل المجتمع.
معارضة الكيزان للتسوية تكتيكية ، ويتمنون ان تمر بسلام ، ويعملون لذلك من خلف الكواليس، وفي الظلام بشكل مُنظم.
حالة الجفاء المصطنعة بينهم ، والبرهان ما هي إلا لذر الرماد في العيون ، اما حميدتي فهذه قصة اخرى.
قرار البرهان بالامس والخاص بتجميد النقابات إعتبره البعض قناعة البرهان بقطع الطريق امام الفلول ، والكيزان ، الحقيقة الرجل يتماهى مع اشواقهم ، حيث تطويع القوانين لصالحهم.
كل هذه النقابات من الناحية القانونية فاقدة للصلاحية قبل سقوط المخلوع ، فكان من الاجدى ان تُدفن الي الابد بعد قيام ديسمبر.
لأننا إرتكبنا خطأً تاريخياً عندما ابقينا علي كل قوانين النظام البائد ، حتي المراسيم التي جاءت بها لجنة المخلوع الامنية ، حتي مراسيم الكاهن إبن عوف الذي حكم لسويعات، فتم إستخدامها لضرب الثورة، و تصفيتها ، وإعادة التمكين بوجه اقبح ، والعن.
القرارات القضائية التي اربكت المشهد في امر النقابات ، بذات المنطق ، فالسؤال هل ذات السلطة القضائية يمكنها ان تنظر في ان تعود بنا الي آخر حكومة ديمقراطية شرعية إنقلبت عليها الإنقاذ؟ .
مشهد عبثي ، حيث يعيدنا لذات عصور الظلام حيث تعين النقابات من قبل السلطة ، حيث تصبح ادوات للبطش ، والتنكيل ، بأوامر البندقية ، والبوت.
تعود بنا الذاكرة الي سلام جوبا وكيف كان رفضهم له من باب انهم يعلمون انه سيلبي اهدافهم ، وما ادراك ما فكي جبرين ، وهذه قصة اخرى سنأخذها في القادمات ، حيث كان المخطط ضرب لجنة إزالة التمكين ، وقد كان لهم ما ارادوا ، لأنهم يعلمون علم اليقين مباركتهم لهذا المسخ سيجعل منه محل شك ، وريبة من كل فئات الشعب السوداني، فالحقيقة هم صاغوا كل بنوده، و قادوا غرفه السرية بين قطر، و الامارات ، واديس ابابا.
كسرة..
هذا لا يعني ان نعمل بعكس ما يفعلون ، بل يزيد قناعاتنا بأن هذه التسوية لها علاقة مباشرة وإرتباط عضوي بالنظام البائد، حيث التأسيس علي ذات اخطاء الامس ، برهان اليوم هو عبد الوهاب الامس ، والجنجويدي هو ذات الرجل الذي يعمل بالمال ، بلا مبادئ ، او اخلاق..
كسرة ، ونص..
إن تجاوزنا ما قاله البرهان في لقاءه المغلق مع ضباطه من رتبة العميد ، فما فوق في الإسبوع الفائت ، من منكم لم يسمعها حين قالها في الهواء الطلق من المرخيات : “ حنسلمهم الحكومة، وكان حادو سلاحكم دا قاعد” .
ايّ حكومة محترمة يقف علي رأسها البرهان بالسلاح ستعمل بإرادة الشعب ، والثورة ، والتغيير؟ .
لدينا كعسكريين إجراءات محددة إن قام بها البرهان داخل مؤسسة الجيش سنثق في نواياه ، بل ساعتها سنبصم له بالعشرة.
ذات الإجراءات علي حميدتي الذي اعلن تأييده الي الثورة ، والتغيير ، وكل الضباط الكيزان من مختلف الصفوف ، والدرجات كما تركهم المخلوع، يُسيطرون علي مفاصل هذه المليشيا اللعينة..
كسرة ، وتلاتة ارباع..
برهان لم ، ولن تخدعنا ، ولن نصدقك ، وإن تعلقت باستار الكعبة ، الثورة في عامها الرابع، و زادت سطوة الكيزان ، وسيطرتهم علي القوات المسلحة ، والمؤسسة الامنية ، بصورة اقبح مما تركهم عليها الماجن المخلوع.
اخيراً..
التغيير داخل المؤسسة العسكرية ، والامنية ، ومليشيا الجنجويد ، هو المقياس الوحيد الذي نُحدد به مصداقية البرهان ، وحميدتي ، وبقية اعضاء اللجنة الامنية ، سننقل اخبار هذه المؤسسة ، وما نعرفه عنها لشعبنا دقيقة بدقيقة ، وساعة بساعة.
زمن السواقة بالخلا ، والدقداق قد ولى بلا رجعة..
يعني يا خليل بعد ٤سنين من قيام الثورة عايزنا نبدأ من جديد.. طيب مين المسؤول عن ضياع الأربعة سنوات.. اذا لم تكن هناك محاسبة سيتكرر نفس الخطأ مره اخرى.