* الملتقى الأخير الخاص بالإدارات الأهلية لولايتي جنوب كردفان وغرب كردفان؛ والذي خاطبه قائد مليشيا الجنجويد حميدتي؛ يهمنا منه بعض مخادعاته التي أطلقها في الهواء ويرجو عبرها نيل ثقة (بالمجان) كقوله: (أنا مع التغيير ولا عودة لما قبل 2018)! يبدو حميدتي هنا وكأنه (أعياه النضال) من قبل هذا التاريخ.. أعني النضال ضد تنظيم المتأسلمين وبشيرهم الذي أزاحته ثورة ديسمبر.. وقد كان حميدتي جندياً مخلصاً يدافع عن وجودهم الفاسد..! كذلك حديثه في ذات المناسبة وهو يؤشر لموقفه الإيجابي تجاه المحور الشاغل في هذه الأيام (التسوية السياسية) وهو حديث إذا اعتد به بعض المغفلين اليوم قد لا يصلح للاعتداد به في الغد (بحسب الشخصية الانتهازية).
* حميدتي مرحلي؛ أو كما قلت من قبل (يعلم أنه ظاهرة مؤقتة) ويسعى بكل ما يملك من خبث إلى الميل حيث يكون (أمانه الخاص)! ربما يصل لمرحلة الزهد إزاء (رأس السلطة) رغم أمواله التي تؤهله لوصول الغايات عبر شراء الرؤوس البشرية في بلد هش بلا قوات نظامية؛ لكنه لن يفرط أبداً في تأمين مصالحه الشخصية؛ وبناء تحالفات ــ كيفما اتفق ــ وفق مقتضيات هذه المصالح.. بمعنى قريب؛ أنه يمكن أن يتحالف مع الكيزان أو مع الشيطان (مع الاعتذار للأخير)!
* حميدتي كل مواقفه المكشوفة مفهومة بيسر تجاه أية جهة يدعمها مادياً أو صوتياً.. لكن ما لا ندعي فهمه هو ذلك الوهم الذي يزين له بأن (الوعي الثوري) سيتوقف أمام تصريح مثير للسخرية أظهره كنصير (للحق – العدل) وهيهات! فقد أبدى رفضه للتمييز بين الثوار السلميين ممن تغلق في وجوههم الكباري؛ وبين المحتجين التابعين للعهد البائد أو (الفلول) الذين تُفتح لهم الكباري للاحتجاج ولا يتعرضون للقمع.. أو كما صدَق حميدتي وهو الكذوب: (المسألة خيار وفقوس)!
* الإشارة الأخيرة من حديثه مغازلة (عبيطة) لشوارع الثورة الحقيقية.. هذه الشوارع المتمسكة بشعار (لا تفاوض ــ لا تسوية ــ لا شرعية) ترى حميدتي وبرهان وباقي شلة مجزرة القيادة؛ تراهم بالتساوي في الشر..! لقد تعلّم حميدتي المستهبل (اللعب السياسي) بتلقين تمارسه الجماجم التي حوله؛ ومهما تجمَّل قائد المليشيا فلن يجد التعاطف إلّا من موهوم مثله..!
أعوذ بالله.
الحراك السياسي
صدقت يا شبونة .
حميدتي لسه أولى سياسة .
الغريق قدّام .