أخبار السودان

حرامية بالزي الرسمي

يقفز سعر الدولار من 13 إلي 16 جنيه،وتقفز معه الأسعار،وتختفي الأدوية الهامة في انتظار التسعيرة الجديدة،وتزداد أسعار النقل والمواصلات بأمر أصحاب المركبات لأن أسعار قطع الغيار مرتفعة،ويموت المرضي في المستشفيات العامة لانعدام الأوكسجين،ومع ذلك يحتفل السدنة في وزارة الصحة بالخرطوم بكرنفال الزواج الجماعي تحت رعاية الوزير،ومع ذلك يحتفل التنابلة في وزارة المالية وبنك السودان بهبوط سعر الدولار إلي نصف نقطة،يعني من 16 إلي 15.5 جنيه ياله من إنجاز.
ويتهاوى الجنيه السوداني لا بسبب تراجعه المستمر أمام الدولار،ولكن بسبب زيادة الكتلة النقدية دون نمو اقتصادي حقيقي،وبسبب خروج الأموال من البنوك للتمويل الطفيلي غير المعني بالزراعة أو بالصناعة.وتطبع الحكومة الجنيه في مطبعتها المدججة بالسلاح كيفما اتفق للصرف علي جهازها الأمني،وتكاليف شرطة الجامعات العسكرية،كان يمكنها أن تعفي الطلاب من رسوم التسجيل المرتفعة،وكان يمكنها أن تبني معامل وقاعات جديدة،وكان يمكنها أن توفر وجبات مجانية للطلاب كما كان في السابق،إلا أن الأمن سيد الموقف،لأن النظام بلا سند شعبي،ويحفه غضب الجماهير من كل جانب.
من كل جنيه تأخذه الحكومة من المواطن ينال القطاع الزراعي قرشين،والصناعة أقل من تعريفة(نص قرش)،والصحة(تعريفة ونص)يعني أقل من قرش،والتعليم قرشين ودقداق،والباقي نراه في العربات المجنزرة والمدرعة،والمدافع المنصوبة في التاتشرات في كل ركن من العاصمة،والدانات التي تهبط علي رؤوس الأهالي في جبال النوبة ودارفور وكردفان،وعلى ذلك فالفقر والضنك وغلاء المعيشة هم صناعة الحكومة،التي سيمسحها الشعب يوماً بإستيكة تسمي الإنتفاضة.
والحكومة الفاسدة المنشغلة بحوار قاعة الصداقة،لا تنشغل بالزرزور الذي يقضي علي المحصول بالغرب الفقير،ولا بالجفاف الذي ضرب محصول البلح في مناطق شمال سد مروي،ولا بالعطش في مشروع الجزيرة،ولا بالتردي في المستشفيات العامة،لأن منسوبيها مشغولون بالنهب والسرقة،وبدون خجلة يدونون بلاغات في النيابة حول سرقة دولارات واسترليني من خزائنهم الليلية ،ولو كنت محل وكيل النيابة لسألتهم عن مصدر دولاراتهم،ولو لم يفصحوا لقلت لهم ولماذا قتلتم مجدي وجرجس من أجل حفنة دولارات؟؟ولصادرت أموالهم إن تم العثور عليها للصالح العام،ولفتحت فيهم بلاغات بتهمة الثراء غير المشروع،وإن كانت هذه الأمنية مستحيلة في ظل الديكتاتورية الماثلة،فهي ممكنة بعد أن يستعيد الشعب الحرية والديمقراطية.
لكل ما ذكر أعلاه،فالحزب الشيوعي لن يركب مركب الحوار المضروب،ولن يضع يده في يد الحرامية والقتلة،وكان ولا زال موقعه دوماً وسط الجماهير الكادحة،وصوته من صوتها ونضاله من نضالها،حتي الانتصار الشامل المشهود.
قال معتمد سادن لعمال احتجوا علي قرار بإزالة محلاتهم،أنه لن ينصاع لمطالبهم،وأنه(قصاد)كل مواطن في حدود محليته،سيعين(بوليس)،والعاجبو عاجبو والما عاجبو يشرب من البحر.
تلك هي لغة النظام المتحصن وراء أمنه وجيشه وجنجويده،وسينزل الشعب لمستوي هذه اللغة طالما كان السدنة لا يعرفون غيرها،وعندها لكل حادث حديث،والنمر لا يشبه الكديس .
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..