مقالات وآراء

اوبريت السودان

حتى لا ….. ننسى
منى الفاضل
اوبريت السودان من كلمات حسين الشريف الهندى ، ولحن وأداء الفنان عبدالكريم الكابلى ومجموعة مرافقة  له من المطربين الجلاء فى أدائه ، قمة فى أداء جمال الاغنية السودانية التى تتخللها مختلف الإيقاعات التى تكاد تكون قد شملت معظم إيقاعاتنا الراقصة المبدعة الجميلة فى كل نواحى بلدنا الحبيب .
شعب به مثل هؤلاء الشعراء والمبدعيين والفنانين الذين يلخصون جمال وتراث شعب كامل وتاريخه فى اوبريت ، شعب ينخاف منه !! لا مثيل له مهما بحث الباحثين ووجد الواجدين  ونقبوا عن معادن البشر فلن يجدوا مثل جمال الشعب السودانى الكامل الدسم الذى يعطى وجبة كاملة مغذية مشبعة صحية تقدم للجميع إختلاف ثقافات ولهجات وسحنات وطبائع وزخيرة تراث وأصالة تُعطينا قارة كاملة (ربنا يحفظنا)فيها معنى الحياة والوجود والطبيعة والموارد وكمال جمال الأرض وجمال إنسانها وذكائه فى هذا التنوع الراقى ، جعل الإنسان السودانى إنسان مميز أينما ذهب وحيثما وجد .
من يشكك فى تاريخ بلادنا ويستهين بها فليسمع هذا الأوبريت الذى أبدع فيه الشريف الهندى بوصفه كل أرجاء السودان وساكنيه دون ان ينسى اى جزء من اجزائه  ودورها، طاف بنا فى رحلة ذات قيمة ثمينة اعطانا هيبتنا فى سياحة كلمات قصيدة ، أضاف عليها لحن الكابلى هالة نور وجمال اعطتنا السودان وجزوره وتاريخه وخيراته تحليق عالى كانما اننا خُلقنا فى الجنة ولكن ما يمر بنا من مطبات جوية (سياسية) انانية حرمتنا من النعيم فى هذه الجنة العالية و فروعها الراكزة ومثبتة فى أرض الجدود ومرتع الفرسان.
نحن السودانيين : عندما يأتينا حزن نجد جميعنا نبكى ومن لا يستطيع يعبر بحزنه بأشياء اخرى ولكننا نفهمها ، وعندما نفرح جميعنا نزغرد ونرقص ونبتهج وكأنما لا فرح آتانا من قبل، وعندما نتشاجر الجميع يتفاعل مع هذه المشاجرة (الحجاز بياخد عكاز) لا نذهب إن لم تُحل المشكلة حتى وإن (نبيت) خارج البيت وكانما هذه المشكلة بين أفراد الأسرة الواحدة ، وكذلك المرض النجاح ، السفر ، الإرهاق ، التعب ، العمل ، جميع ما يمر باى فرد منًا نكون فى دفتر الحضور أصحاب حق وأسياد واجب حتى فى فنجان القهوة لا نتذوقه إلا ونحن برفقة بعضنا حتى لو مختلفين لكننا لا نستغنى عن بعضنا .
لماذا كل هذا الجمال الفطرى الذى لم نجتهد فيه نتركه ونتابع التزييف والمواقف الإنهزامية التى لا تشبهنا ولا تمتُ لنا بصلة ، أين نترك انفسنا لنركض خلف متاهات لا نعرف أين تنتهى إعوجاجاتها وثنياها.
نحن خُلقنا لنكون قادة ، أى شخص من بيننا إن وليته امر أى مسئولية سيكملها لك بأكمل وجه لا يكل ولا يمل وبتفانى ، فلماذا يصُعب علينا ان ندير بلادنا لندير حياتنا ، لماذا عندما نجد انفسنا نتوه عنها ونتغابى فيها المعرفة مع العلم أننا نعتز بها تمام الإعتزاز ، وكل من يريد ان يُنكر هذا الحديث فليستمع لهذا الوبريت بقلبه ونبضه وطعم وطنيته وحبه للسودان دون ان يفكر فى أى زيد اوعبيد من الناس ، فقط هو وجمال الكلمات واللحن والسودان وليتحفنا بإحساسه الذى يخبئه ونحن نطالبه به الآن فهذا الوقت هو وقت التعبير عن حب الوطن وحب الغير وحب أننا سودانيين لا غير ولينتهى كل سخف لا يليق بنا فالكبير كبير خُلقنا لنكون كبارا لا نقبل بغير ذلك .
استوقفتنى بعض الكلمات فى اوبريت الشموخ هذا وودت نقلها وإهدائها لكم :
ياالمعزوزة بدمانا وعظام ابواتنا
عارفينك مقريفة لشراب قهواتنا
زغردتى يا أم شيوح خلى الندق نحساتنا
والحاسد عُقب فى الجاتنا والما جاتنا
شوف معزتك كيفن عزيزة علينا
شوفينا عزمنا للحمل راجينا
شوفينا بنتر ولا بنكف الشينة
شوفينا بنقبٍل ولا ما هامينا
شوفينا بنشر فيك إيدينا
ولا بنغطى بالطين والعجين إيدينا … انتهت كلمات القصيدة المهداة.
ده كله بيحكى عننا نحن ناس الحارة وتمامها وكمالها  لينا وبنخاطب بلدنا ، هل بغلبنا نروض روحنا وندير بلدنا ؟؟؟! حاشانا نحن ما ناس شينة .
                                                          ودمتم …

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..