مقالات وآراء

قرى القضارف لازم تشرب !

 

صوت الحق
الصديق النعيم موسى

 

مشاكل هذه البلاد تكمن في التوزيع الغير عادل للموارد من المركز للأقاليم وداخل هذه الأقاليم هناك مناطق مظلومة ( مغضوب عليها ) من قبل السُلطات نفسها . والظلم هو السبب الرئيس الذي يسبّب حالة الإحتقان وعدم قبول الآخر ؛ ومشكلة مياه القضارف هذه إحدى المُشكلات التي عظمت وكُبرت ، فمنذ سنواتٍ طويلة والمواطنين موعودون بحُلمٍ طال إنتظاره وأذكر هذا الحديث جيداً وحتى تأريخه تُعاني الولاية الأمرين بسبب الظلم من المركز .
قرى وسط القضارف طالبت بدخول المياه إليها أسوةً بالمدينة وهو مطلب عادل وحق لجميع مواطني الولاية قُراها ومُدنها الأمر الذي أدى المعتصمين بالوقوف قبل أشهر بجبل الخليفة العوض بقرية الشميلياب مُطالبين الحكومة بإدخال المياه للقرى ؛ ولعلّي أتوقّف قليلاً ( مع التوزيع العادل للموارد ) فألخط الناقل للمياه يأتي من سد سيتيت ويتوقّف عند جبل الشملياب ومع هذا لا تشرب تلكم القرية ولا القُرى المجاورة لها فأين إذاً العدالة في هذت الأمر ؟ من حقهم الشرب كبقية المواطنين فازمة الماء تُسيطر على كل الولاية لماذا تشرب المدينة ولا تشرب القُرى ؟ .
الخميس الماضي خرجت أعداد كبيرة جداً من قيادات البوادرة يتزعمهم المك متوكل حسن دكين ود مادا مك عموم قبائل البوادرة بالسودان وبعض القيادات القبلية في موكب كبير مطالبين بحقهم الذي كفله الدستور ؛ فألمشكلة تكمن في عدم تحرّك حكومة القضارف حتى هذه اللحظة في إدخال الشبكات للقُرى وتمت مناقشة أمر ذلك من قبل الحكومة ولكن لم يحدث شئ .
مياه القضارف حُلم طال أمده وإنتظاره لقد تشوقنا لتلكم اللحظات التي نرى فيها خطوط المياه داخل القُرى والأحياء ؛ نُذكّر أهلنا في ولاية القضارف أنَّ المشروع إسمه : ( الحل الجذري لمياه القضارف ) وجاء لأهل الولاية قاطبة لم يستثنى أحد وكما قال العزيز عبد الماجد محمد السيد : ( كُلنا بنشرب سوا ) لو النفوس إتصافت يا ماجد سنرتوي من مياه سيتيت العذبة . سنين طويلة ظللنا ننتظر حل المشكلة التي إستعصت على كثير من الولاء الذين حكموا الولاية ، والآن توقّف العمل إثر مطالب القُرى بقيادة قرية الشميلياب ولقد تابعت هذا الأمر والكثير مِن مَن أدلى بدلوه في تعليق العمل وأذكر عندما تم إيقافه ذكرت أنَّ البلاد والحكومة لا تسمع إلاّ للصوت العالي وهو ما نشاهده وجميعكم سمع إغلاق آبار البترول في ( بليله وهجليج وبشائر ) فألدولة لا تسمع بالتي أحسن وهي من سنّت هذا الأمر .
تحدث الأستاذ محمد عبد الرحمن والي الولاية في قرية الشميلياب قبل أشهر حديثاً واضحاً : ( كُلنا بنشرب المويه تطلع بي جاي وتطلع بي جاي وضرب الوالي مثلاً : الكهرباء تطلع من الدمازين وراها مضلم والخرطوم مولعه زي الشملياب عطشانه ما بنقبلها ) حديث الوالي واضحاً وأقرَّ الحقوق المشروعة للقرى ولكن لا ندري لماذا التأخير في إشراك القُرى لتشرب مع المدينة ؟ الأمر يحتاج للتوافق فقط وليس بالشيئ العسير وكما تناولت في مقالنا الأسبق خطاب الكراهية إنتشر في بلادنا فألمواطنون سواسية في الخدمات .
لنعود إلى الوراء قليلاً أوَ تذكرون ما فعله مزارعي الولاية الشمالية للمطالبة بحقوقهم المشروعة وزيادة الكهرباء حينها أحدثت ضجة وقف الشعب معهم ، ما جعلني أذكر هذا الأمر مطالبة قُرى القضارف لحقوقهم في شُرب الماء وهذا حق .
صوت أخير :
شرب المياه لكل مواطني الولاية حق مشروع فهي لم تأتي لفئة معينة ولكننا نحتاج لليقين فقط وكما ذكر الأخ عبد الماجد السيد : ( كونوا لبعضكم تصنعون مجدكم . وما نريده هو آلة اعلامية شفافة تنقل الخطوات الفنية والإدارية خطوة بخطوة وما أكثر الوسائط وأسهلها في ظل الانفجار المعلوماتي وما أيسر تقنياتها ، والبلدي ما تخافوا وتشفقوا والمبدي متموم ومويتنا الفيها 75 الف متر مكعب في اليوم بتكفينا كلنا لانو إحتياج المدينة ما بيوصل 40 ألف في أقصي حالآته وتاني عندكم 75 الف متر مكعب في المرحلة التانية يعني 150الف متر مكعب في اليوم نوديها وين ..؟؟
هذه القضارف تعتبر سودان مصغر وقد إستقبلت العديد من الهجرات الداخلية التي زادتها قوة ومنعة والناس هنا يعيشون في سلام وتسامح لذلك نطلب من الحكومة إلا تكون سبباً في شرخ مجتمعي يترسخ في النفوس بين مكوناتها ونطالبهم بالبدء الفوري في معالجة مشكلة شراب القرى ..
بغض النظر عن أهمية هذه القرى ووجودها عبر القرون ولكن حق الشرب هو حق أساسي لكل مواطن سوا كان في الريف او المدينة نرجو رفع وحل ومظلمة أهلنا في الشميلياب والقرى المحيطة بالمدينة فقد كانوا ولازالوا صمام أمان أمني واقتصادي لهذه الولاية )
ختاماً : على حكومة المركز التدخل العاجل لإنصاف القرى التي لم تطلب المستحيل ؛ وهذه الأعداد التي خرجت الخميس الماضي تطالب بحقوقها المشروعة ليس هناك فرق في الإنسانية ؛ أما أن ياتي خط المياه بقرية الشميلياب وتُحرم القرية والقرى المُحيطة بها فهو الظُلم الذي قد يُفضي بمزيد من الصراعات والولاية والدولة في غِناً عنها .
ونواصل بمشيئة الله .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..