مقالات سياسية

الصراخ الكاذب والتسوية الكذوبة!

أصحى ياترس - بشير أربجي

” الجريدة “ هذا الصباح… يقاتلون حول مصادر الدخل بالبلاد مثلهم مثل عسكر اللجنة الأمنية للمخلوع البشير لا أكثر ولا أقل، لذلك تجد مناوي وجبريل يصطحبان معهما اردول لكل إجتماع تتم دعوتهم أي من قبل أعضاء اللجنة الرباعية أو الثلاثية، ويحاولون فرضه كجزء من تحالفهم لأنهم يستفيدون من بقاءه أكثر من بقاء البرهان نفسه ولا أزيد على ذلك،
من الملاحظ أن كل كوادر المجموعة التي تدعم الإنقلاب العسكري المشؤوم إرتفعت عقيرتها بالصياح، بمجرد إعلان قرب التوصل لتسوية بين العسكر وبعض أطراف قوى الحرية والتغيير، مثلما أرتفعت أصوات فلول النظام البائد كذلك للإيحاء للشعب السوداني وثواره الأماجد أن هذه التسوية ستكون وبالا عليهم، على الرغم من أنهم يبدون غير ذلك داخل الغرف المغلقة حسبما تقول المصادر، فالطرفين الذين يجاهران بذلك سواء من الفلول أو داعمي الإنقلاب، لا يقفون ضد التسوية ولا يريدون من كل هذه الضوضاء التى يفتعلونها غير الحفاظ على مكاسبهم من الإنقلاب العسكري المشؤوم وزيادتها وليس إيقاف التسوية، فهم يقاتلون حول مصادر الدخل بالبلاد مثلهم مثل عسكر اللجنة الأمنية للمخلوع البشير لا أكثر ولا أقل، لذلك تجد مناوي وجبريل يصطحبان معهما اردول لكل إجتماع تتم دعوتهم أي من قبل أعضاء اللجنة الرباعية أو الثلاثية، ويحاولون فرضه كجزء من تحالفهم لأنهم يستفيدون من بقاءه أكثر من بقاء البرهان نفسه ولا أزيد على ذلك، بينما يزداد صراخ الفلول في الجانب الآخر لأنهم يريدون الحفاظ على ما حققوه من عودة بعد الردة على الثورة المجيدة من قبل البرهان والحفاظ على ما نهبوه كذلك، وهم جميعا يعلمون أنهم فى نفس المركب وأن قائد الإنقلاب العسكري المشؤوم سيحميهم مثلما ظل يفعل منذ أبريل العام 2019م، وهم جميعا كذلك يدركون أن التسوية لن تحقق أهم مطالب الثورة المجيدة مثل العدالة والعدالة الإنتقالية والإصلاح الأمني والعسكري وسيماطل العسكر فى ذلك، فقد قالها شمس الدين كباشي حينما كان يفاوض قوي الحرية والتغيير بإسم المجلس العسكري الانقلابي أنهم لن يتركوا المدنيين يقتربون حتى من هذه المؤسسات، كأنما هي مؤسسات خاصة بهم وليست قوات نظامية من المفترض أن تعمل لمصلحة المواطن، كما يتذكر الجميع أنه صرح وقتها أنهم لن يتركوا إدارة العلاقات الخارجية للقوي السياسية وذهبوا كعسكر فعليا في هذا الإتجاه، حيث قام البرهان بإقامة علاقات مع إسرائيل وبعض دول الإقليم المعروفة بعدائها للثورة، كما قام صنوه حميدتي بإقامة علاقات مع روسيا وبعض الدول الأوربية التي تستفيد من بقاءه على السلطة.
لذلك يجب ألا يهتم الثوار السلميين والشعب السوداني بما يهرف به الفلول وداعمي الإنقلاب العسكري المشؤوم من أحاديث، فهي لا تتعدي الخوف من فقدان المناصب وفقدان الحماية التى كانت يوفرها لهم الإنقلاب عبر القوة العسكرية الغاشمة، ولا تعني بأي حال من الأحوال أن ما تزمع بعض الأطراف بالحرية والتغيير توقيعه مع العسكر من تسوية سيكون لمصلحة الثورة المجيدة، فالثورة المجيدة ليست لديها أي مصلحة فى بقاء قادة الإنقلاب العسكري المشؤوم على السلطة سواء كان ذلك بالقوة العسكرية أو التسوية، وصراعها الأساسي ليس ضد التسوية المزعومة ولا يجب أن تتجه بوصلتها لهذا الإتجاه إطلاقا، فالصراع الأساسي يجب أن يتركز حول إسقاط الإنقلاب العسكري المشؤوم دون غيره من أهداف، فبدون ذلك لن يكون هناك بارقة أمل فى إقامة نظام مدني ديمقراطي يعزز الحريات بالبلاد، والعسكر فقط هم من يقفون بين تقدم البلاد نحو الحكم المدني الديمقراطي وليس سواهم منذ استقلال البلاد من المستعمر، ولن تنصلح الأحوال ويتقدم الوطن نحو التطور ما لم يتم إيقاف هذا السلاح الذي يوجه دوما نحو صدور أبناء الوطن وأهداف الشعب السوداني فى الحرية والسلام والعدالة.
الجريدة
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..