أخبار السودان
والدة توباك: تأكد لنا اليوم أن إدارة السجن تستهدف ابني
هيئة الدفاع: قاضي المحكمة وجه إدارة السجن بتشكيل لجنة لمعرفة الملابسات التي تمت (لتوباك)

لحظة مطالبة القاضي للمتهمين بالمثول أمامه، لسماع أقوالهم في محضر التحري، تفاجأ أن المتهم (توباك) مقيداً بالسلاسل وتبدو على وجهه آثار ضرب، طلب القاضي بفك قيوده، ، إلا أن شرطة سجن كوبر تحججت بعدم إحضار مفتاح القيد، عندها قال القاضي: القيود مكانها السجن وليس أمام المحكمة، ورُفعت الجلسة.. في الجانب الآخر كانت والدة المتهم الأول محمد آدم أرباب، الشهير بـ”توباك” تنخرط في موجة بكاء، عقب مشاهدة ابنها مكبلاً بالسلاسل الحديدية دون رفاقه بجانب أنه تظهر عليه علامات الاعتداء بالضرب في الفم والرأس من الخلف، مشيرة إلى أنهم يخصون أبنها بالتعذيب..
رصد الجريدة : فدوى خزرجي
تفاصيل سابقة
الجدير بالذكر أن هيئة الدفاع عن المتهمين المحكمة في جلسة 13 نوفمبر من العام الجاري، قالت أن المتهم الأول محمد آدم “توباك” يتعرَّض للتنمر والمضايقات، وأكدت أمس أنه يتعرَّض مجدداً للإساءة بالألفاظ والاعتداء من متهم بقضية جرائم الأموال، وطالبت المحكمة أن يتم توجيه لإدارة السجن بمنع مثل هذه السلوكيات، وأن يتم نقل المتهم لزنزانة مع رفاقه، وتخوَّفت هيئة الدفاع من أن يتعرَّض المتهمين الثلاثة للتصفية الجسدية، وأكدت على أن كل تلك الممارسات تمت بعلم إدارة السجن وحرس الزنزانة، على الرغم من أن المحكمة وجهت إدارة السجن بنقل المتهم الأول محمد آدم “توباك ” ومشاركة رفاقه في زنزانة واحدة إلا أنه لم يتم ذلك، كما أنه تم الاعتداء عليه بالضرب من قِبل شخص آخر.
مواصلة لسماع أقوال المتحري
بدأت جلسة الاستماع بحضور هيئتي الدفاع والاتهام، وأولياء الدم، ونوَّهت المحكمة إلى غياب النيابة رغم الإعلان، مواصلة لجلسة الاستماع السابقة لأقوال المتحري الثاني العقيد شرطة حامد شاندينا، بدأ مستعرضا يوميات التحري قائلاً: في تاريخ 22 يناير 2022م تم عمل طابور شخصية للمتهمين أحمد الفاتح أحمد، ومحمد آدم أرباب بالإدارة العامة للشرطة الأمنية بواسطة الشاهد معتصم حيث تعرف على المتهمين، وأضاف: وفي ذات التاريخ تم إعادة استجواب الشاهد معتصم بخصوص الأشخاص الذين تعرف عليهم في الطابور الأقوال في صفحة ” 58 حتى 56″، وفي ذات التاريخ تم عمل مواجهة بين المتهمين أحمد الفاتح ومحمد آدم أرباب وحدد كل منهما دوره في طعن العميد شرطة علي محمد بريمة الأقوال على صفحة ” 87 حتى 89″.ومن جهتها أكدت هيئة الدفاع على أنه لا اعتراض على المستند من حيث الشكل.
تكبيل واعتداء بالضرب
ثم تابع شانتدينا في سرد أقوال يوميات المتحري، وعندما بدأ في استعراض أقوال المتهمين قاطع قاضي المحكمة المتحري ودعا المتهمين بالاقتراب لكي يستمعا إلى أقوالهما، وعند خرج المتهمون من القفص اندهش الحضور بسماع سلاسل حديدية وساد صمت بالقاعة، وعند تقدم المتهمين تفاجأ الحضور بأن (توباك) مكبل الأرجل “بالسلاسل الحديدية” ويظهر عليه آثار الاعتداء بالضرب في الفم وخلف الرأس، واندهش القاضي من ذلك، وأشار نحو المتهم الأول محمد آدم الشهير بـ”توباك” قائلاً: ماهذا ؟ وطالب بفك قيوده، وبرر ذلك لجهة ان القيود مكانها السجن وليس أمام المحكمة، وتساءل حول أمكانية نقل المتهم إلى سجن آخر.
تذمر وخوف
وفي مشهد آخر تفاجأت هيئة الدفاع بتقيد توباك بالسلاسل وأبدت قلقها وتذمرها وخوفها من ذلك ، وفي الاثناء طالبت رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين المحامية إيمان حسن عبد الرحيم، المحكمة بنقل المتهمين إلى سجن سوبا، ومنحهم الأذن لفتح بلاغ .
ومن جهته استجاب قاضي المحكمة الهيئة، وقال يجب البدء في اجراءات فتح البلاغ مباشرة وهذا لايحتاج إلى إذن بلاغ من المحكمة، واستخراج أورنيك “8” لجهة انها إجراءات محاكمة لجهة أنهم لا يجدون التعاون من إدارة سجن كوبر .وفي نهاية الجلسة اعلن قاضي المحكمة زهير بابكر عبد الرازق الى الحد القادم لتقييده بالأصفاد أمام المحكمة ووجه بنقل المتهم الاول إلى سجن سوبا.
دموع وخوف
عند خروج المتهمين من قاعة المحكمة، في مشهد لافت كانت والدة (توباك) تتابع أبنها حتى لحظة خروجه لعربة الشرطة، استقبلتها جموع الثوار في الخارج وشقيقتي توباك، وفي إفادة لها لـ(الجريدة) قالت: نطالب فقط بالعدالة لمعرفة من القاتل، اليوم جاءوا بتوباك مكبل بالقيود وعليه آثار اعتداء بالضرب في الفم والرأس، وبعد ذلك هتف الثوار:”توباك ماقاتل توباك..توباك أرجل راجل توباك”، وكأنما يرسلون لها رسائل تطمينية بأن لا تخاف عليه وتتحقق العدالة.
واستنكرت والدة توباك في تصريح لـ(الجريدة) ماتم لابنها من اعتداء بالضرب في فمه ورأسه، اضافت إلى أنه جاء إلى المحكمة مكبلاً بالسلاسل، وتساءلت : إلى متى هذا الظلم؟ البلد دي ماشه لوين؟ ولماذا توباك؟.
ثم أضافت على الرغم من أن القاضي اصدر توجيها سابقا لإدارة سجن كوبر بنقل توباك إلى زنزانة أخرى إلا أن إدارة السجن لم تنفذ القرار، وأردفت: لكن اليوم تأكد بأن إدارة السجن تستهدف ابني ونحن نطالب بالعدالة والقانون يأخذ مجراه ونعرف من القاتل الحقيقي، ويجب أن يعلم كل مواطن داخل وخارج البلاد تلك الانتهاكات التي يتعرَّض لها توباك .
وحشية وفريسة
وقال عضو لجان مقاومة الخرطوم – فضَّل حجب اسمه- لـ(الجريدة) بهذا السلوك الذي تم لتوباك، يجب أن يعلم الجميع أن هذه البلاد أصبحت عبارة غابة وحوشها القوات النظامية وهو فريستها التي يجب عليها أما الاستسلام للافتراس أو الهروب، واستدرك : لكن يجب عليهم أن يعلموا أن مثل هذه السلوكيات قد ولت مع النظام البائد نظام الجبهة الإسلامية وستستمر مقاومة هذا الحكم لآخر نفس، لآخر ترس يحمل رايات الشهداء فهذا حق واجب النفاذ، يجب على يعلم أن حياة وكرامة الإنسان السوداني من الأوليات، والأحداث والجرائم التي تحدث الآن كفيلة بأن تقنع بعثة الأمم المتحدة والآليات رباعية كانت أو ثلاثية بأن هنالك خلل في المؤسسات الأمنية، وتساءل أي ديموقراطية يتحدث عنها البعض وأبناء هذا الشعب يتهمون زوراً في جريمة قتل، ويتعرضون للتعذيب وانتهاك حقوقهم، والقاتل الحقيقي حراً طليقا؟ فهل القانون عندهم وضع ليفسر ويطبق على الثوار فقط حتى وأن كان تلفيقاً؟
توفير حماية
ومن جهتها كشفت رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين المحامية إيمان حسن عبد الرحيم في تصريح لـ”الجريدة” عن أن قاضي المحكمة وجه إدارة السجن بتشكيل لجنة من قبل قاضي الاستئناف لمعرفة تلك الملابسات التي تمت لتوباك، وقالت : عقب مخاطبة إدارة سجن سوبا اتضح بأن السجن لا يقبل المتهمين بقضايا القتل والمتهمين تم المادة ١٣٠، وقدمت الهيئة طلب للمحكمة بتوجيه إدارة سجن كوبر بتوفير حماية للمتهمين داخل سجن كوبر إلى حين نقلهم، وأكدت بأن المحكمة استجابت.
الجريدة