مقالات سياسية

رئيس الوزراء المطلوب : تاجر بن تاجر !

أسامة ضي النعيم محمد

 

في بعض مسائل علم الجبر ، لايتحقق حل المعادلة الا باضافة معامل الي طرفي المعادلة ، هو ما ينقصنا اليوم لتحقيق وحل معادلة اصلاح حال السودان ، الاتفاق الاطاري وما يعقبه من اتفاق نهائي وغيرهما ، تظل حبيسة أوراقها تبقي مجرد معادلات يمكن حلها وتحريكها واقعا محسوسا فقط بإدخال معامل علي طرفي المعادلة .

تقديم السودان الي العالم الخارجي والأسواق الخارجية كفرصة استثمارية واعدة ، الحاجة الي مصادر جديدة للطاقة من غاز وبترول ، سد حاجة العالم من الغذاء ، تحقيق علاقات خارجية متوازنة تضع السودان أولا ، تلك هي الروافع والمعاملات التي ندخلها لحل معضلات السودان .

نجحت الجبهة الاخوانية لأكثر من ثلاثين عاما في بسط هيمنتها علي الساحة الحزبية ، استقطاب الكوادر عبر صفقات مالية وتجارية تمددت من مساعدات هزيلة لبعض المؤلفة قلوبهم ، تطورت الي تجارة عملة عبر قارات الدنيا ، ثم السيطرة علي موارد السودان عبر انقلابهم في 30 يونيو 1989م ، تحول بعدها السودان الي فرصة استثمارية خالصة لتنظيم الاخوان ، بتلك العقلية التجارية كانت سيطرة الاخوان علي مقاليد الحكم ، قسمة الثروة والسلطة بعقلية تجارية انتجت اهداء العالم المسيحي دولة جنوب السودان. وقف الاخوان عند العقلية التجارية لتمكين حكمهم ، شرح وتفسير الاسلام ودعوته السمحة لم تكن من بين مؤلفات نافع أو علي عثمان أو عوض الجاز ، العقلية التجارية في تجنيب أموال البترول ، محاولات قتل الاعداء من رؤساء دول الي غيرهم عبر كتائب الظل ، تلك هي بضاعة الاخوان في السيطرة علي مقاليد الحكم ، معامل تجاري أدخلوه مفتاحا للتمكين ونهب ثروات السودان.

العقلية التجارية التي ننشدها في رئيس الوزراء المرتقب ، تحلق عاليا وتنظر لمكونات الوطن السودان ، تحقيق الامن في مناطق النزاعات عبر استقطاب مشروعات زراعية بشراكة تجارية مع استثمارات عالمية من أمريكا وأوربا ، استقطاب كيكة عالمية أكبر لقسمتها بين أهل السودان والشركاء من دول العالم ، توسيع اكتشافات البترول والغاز بجذب شركات عالمية ، عقلية تجارية تنحو لتقديم السودان فرصة واعدة وبديلة ، حافز الاستقطاب الحرب الروسية التجارية مع أمريكا وأوربا.

تاجر بن تاجر هو ما نحتاجه صفة وسلوكا من بين مؤهلات  رئيس الوزراء المرتقب ، فشل قيادة الفترة الانتقالية قبل انقلاب 25 اكتوبر2021م كان بسبب تأخر دخول المشروعات الانتاجية للسودان ، ربما بروتوكول كوفيد19 كان من عوامل التباطؤ ، لكن غياب العقلية التجارية عند القائمين علي الاستثمار كانت من أهم المعوقات .

تنشيط العقلية التجارية عند طاقم حكم الفترة الانتقالية ، رفع الصوت عاليا للمناداة بشركات اقتصادية مع دول العالم الكبرى التعاطف مع بعض الاموال العربية ومنحها أفضلية لا يمثل حكمة التاجر الحريص الذي يسوم بضاعته ويبحث عن الفرص الاعظم مردودا.

عقلية التجارة عند رئيس الوزراء المرتقب تمكن من استجلاب عدد كبير من (الكيك) ، القسمة يجد فيها جبريل ابراهيم ومناوى والتوم هجو وأردول شطائر متعددة ، يسكت عنهم الغضب وتصبح معادلة التنمية السودانية سهلة الحل ، ينعم الانسان في دارفور بالمستشفيات وتستوعب طاقته المزارع الضخمة ومناجم الذهب الحكومية.

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..