مقالات سياسية

قمع ما بعد الإتفاق الإطاري !!!!!!!!!!

أصحى ياترس

بشير أربجي

ربما لم ينتبه أي ممن توافدوا زرافات ووحدانا نحو القصر الجمهوري لتوقيع الإتفاق الإطاري، أن هناك ثوار ظلوا يحمون الثورة منذ كانت جنينا بأرواحهم قد أعلنوا عن تحريك مواكبهم ناحية نفس القصر لرفض هذا المشروع بينهم وبين قائد الإنقلاب العسكري المشؤوم، لذلك وكما هو متوقع وخلافا لتصريحات الإنقلابيين قبل لحظات من موكب الخامس من ديسمبر، الذي حمل إسم موكب رفض التسوية حسب م جاء ببيان لجان المقاومة كموكب لامركزي تحول لمركزي وجهته القصر نسبة لتسارع الاحداث السياسية، ربما لم ينتبهوا ليطلبوا من الحليف الجديد ألا يتعامل مع الموكب بنفس طريقة تعامله مع الثوار أيام الإنقلاب أو قمعه وقتله لهم لحظة مجزرة فض الإعتصام،

فكان العنف هو نفس العنف أو أشد مما يؤكد حديث نائب قائد الإنقلاب السابق بأن هناك أطراف تفتح لهم الطرقات وتتم حمايتهم، وآخرين يتم إغلاق الكباري والجسور بوجههم وتتم معاملتهم بوحشية زائدة عن الحد، وهو ما قد حدث تماما حيث تكالبت قوات الإنقلابيين التى كانت تستعرض منذ صباح الأمس على الثوار السلميين، الذين تجمعوا بمحطة باشدار منذ وقت مبكر وتحركوا نحو القصر عند الساعة (12:50)، وكالعادة عند وصلوهم لموقف شروني بدأت القوات الإنقلابية فى القمع العنيف من الزاوية الشمالية الشرقية لشروني عن طريق قوات شرطة الإنقلاب الموجودة هناك، واستمر القمع من قبل القوات الإنقلابية لمدة من الزمن أضطر بعدها الثوار للإنسحاب جنوبا نحو حديقة القرشي، وقد كانت سحب البمبان والحجارة المحشوة فى سلاح الأوبلن وقنابل الصوت والغاز تطاردهم من مكان لمكان، بينما كان من وقعوا الإتفاق مع قادة الإنقلاب يبتسمون ويحتفلون به داخل قاعة البقعة المكيفة الهواء بالقصر الجمهوري، وهو قمع ما كان له أن يحدث لو أن الطرفين الموقعين على ما سمي بالإتفاق الإطاري كانت لديهم حساسية سياسية تجاه هذه الأفعال،

أو فلنقل لو كانا فعليا جادين فى التحول نحو الحكم المدني الديمقراطي الذي يبيح التظاهر والتجمهر وتسيير المواكب، وحتى الإنقلابيين أنفسهم كان يمكنهم أن يتعاملوا مع الموكب مثل تعاملهم مع مسيرات الفلول الهزيلة بحمايته ليثبتوا أنهم مع الحريات وتمر كذبتهم وخدعتهم الجديدة على الشارع، لكنهم ربما كانوا يطمعون فى مزيد من التنازل من قبل الأطراف التى وقعت معهم لذلك استمروا فى نفس طريقتهم القديمة، القائمة على القتل والتهديد بالمزيد منه إن لم يتفق المدنيين معهم على مطالبهم، وهو نفس ما حدث بمجزرة فض الإعتصام ولم يتوقفوا عنه حتى جائتهم مواكب الثلاثين من يونيو العام 2019م، فأرجعتهم لحجمهم الطبيعي الذي لا يتجاوز حبة السمسم مقابل جحافل الثوار السلميين.

عموما ما جري من قمع بمواكب الأمس سواء كان بموقف شروني أو امدرمان يؤكد على شيء واحد فقط، هو أن العسكر سيستمروا فى إنتهاك الحريات وقتل وقنص الثوار السلميين بالطرقات مهما أتفق معهم المتفقون، وأنهم سوف يراوغون لتحقيق المكاسب ليس إلا ولا رغبة لديهم فى تقدم البلاد نحو الحكم المدني الديمقراطي إطلاقا، فقط يحتاجون لإعتراف دولي بهذا الإتفاق لم يحققه لهم الإعلان السياسي الذي وقعه معهم حمدوك سابقا، وذلك حتى يتخلصوا من العزلة الدولية التى أدخلوا فيها البلاد بإنقلابهم المشؤوم وبعدها سيستمرون فى المماطلة، ولن نستغرب أو نندهش إن لم يصلوا مع من وقع معهم من القوي السياسية على الإتفاق الإطاري لإتفاق نهائي، فهم كما قال حميدتي نفسه ارتكبوا خطأ بالإنقلاب على الحكم المدني المنقوص ولا زالوا يكابرون ويكذبون ويتلونون، ولم يقوموا بإنقلابهم إلا لحماية أنفسهم وخوفا من (السكاكين المسننة) كما قال نائب قائد الإنقلاب، وللعلم لن يخلصهم هذا الإتفاق الإطاري من هذه (السكاكين) لأن الأمر ليس بيد أي أحد ممن وقعوا الإتفاق معهم، لذلك سيستمرون فى محاولة ضرب الثورة المجيدة وقمع الشارع لكنهم لن يجدوا من الشارع السوداني وثواره الأماجد إلا الصمود حتى الإسقاط التام والمحاسبة على كل جرم كبيرا كان أم صغيرا، وما الصبح ببعيد عن ثوار الشعب السوداني السلميين.

الجريدة

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..