ما أشبه الليلة بالبارحة

احمد جلال
كانت حكومة البشير واعوانه في عز سطوتها وقوتها ونالت رضاء أمريكا والدول الغربية والصين وكذلك المحيط الإقليمي وأصبحت حركة رئيسها حرة وتوقفت الجنائية الدولية عن مطاردته .
وانهزمت وانكسرت كل قوات الحركات المسلحة السودانية التى تقاتل النظام وتوزعت و تشتت جيوشها بين دول الجوار.
كان المؤتمر الوطني يجهز نفسه ويعدها للفوز بانتخابات ٢٠٢٠ وحدد مرشحه لها وضمن مساندة ودعم أحزاب الفكة المشاركة له في الحكم له وقيام قياداتها بالدعاية الانتخابية المبكرة له واعتبره البعض الضامن الأوحد لمستقبل واستقرار وسلامة الوطن والشعب ودعوا إلى تنصيبه رئيسا مدى الحياة.
وقتها خرجت أحزاب التسوية والحلول النية محاولة إقناع الشعب والقوى الثورية ورفاق شهداء ثورة سبتمبر المجيدة بعدم جدوى الاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات ودعوات العصيان المدني المتكررة ومحاولة إسقاط حكومة البشير.
وطالبوا بالاستعداد لخوض إنتخابات ٢٠٢٠م وإسقاط نظام الطاغية البشير واعوانه عبر صناديق الاقتراع وذهب بعضهم لدولة إثيوبيا الشقيقة من أجل المفاوضات المباشرة مع نظام الطاغية البشير من أجل اقتسام الثروة والسلطة والامتيازات والمشاركة فى الإنتخابات المقبلة ومنافسة مرشح المؤتمر الوطني البشير، وبعضهم رتب مطالب فئوية خدمية من أجل تقديمها للطاغية للنظر فيها.
لكن شعبنا قلب الطاولة على الجميع وخرجت الجماهير الشعبية في كل ربوع الوطن الحبيب مطالبه بإسقاط نظام الطاغية البشير واعوانه واستمرت ثورتها ومواكبها ومسيرتها النضالية بشكل يومي وفى كل مدن وقرى البلد بعد نضج الثورة وترنح النظام واتساع المد الثوري ركبت جماعات التسوية وانتخابات ٢٠٢٠ قطار الثورة المجيدة وتسيدتها وتولت قياداتها وسقط الطاغية البشير واعوانه بعد انحياز شرفاء الجيش لثورة الشعب.
وبعدها حدث ما حدث
ما أشبه الليلة بالبارحة
الجماهير الشعبية في جميع ربوع بلادنا الحبيبة مواصلة النضال والثورة ومؤمنة بقدرتها على إسقاط برهان ورهطه من الانقلابيين وانتصار ثورتها والتغيير الجذري واجتثاث جذور الطغيان والتسلط وحكم الفرد.
تعود قوى التسوية وإنصاف الحلول محاولة إقناع الشعب والقوى الثورية ورفاق شهداء بعدم جدوى مواصلة الثورة واستحالة إسقاط الانقلابيين والانقلاب مردده نفس الاسطوانات القديمة من أجل تبرير مشاركة الانقلابيين السلطة والكراسي والمناصب والثروة ( قبول التسوية ).
نقول لهم :
اذهبوا فأنتم احرار في اختياراتكم وخياراتكم وتقديراتكم ورغباتكم لن نخونكم أو ننكر نضالتكم وجهودكم.
كما نحن أحرار في خياراتنا وتقديراتنا وتمسكنا بخيار مواصلة النضال والثورة من أجل إسقاط الانقلاب العسكري الفوضوى وبرهان ورهطه من الانقلابيين والتغيير الشامل العادل لكل أوجه الطغيان والتسلط وحكم الفرد في ربوع الوطن الحبيب.
..
ثورة شعب حر أراد الحياة
إرادة الشعب ستنتصر